أيام قليلة ونودّع سنة تطوي ما حملته أيامها الـ 365 من مآسٍ وأحزان ومشاكل وآمال وأحلام، بعضها تحقّق والبعض الآخر لا يزال ينتظر الأفضل، ونستقبل عامًا سنحمّله أكثر مما يحتمل، إذ يتم التسليم والتسّلم، في لحظة تلاقي الحاضر مع الماضي والمستقبل، ككل سنة، من دون أن يطرأ ما هو جديد ومن دون أن يحمل، كما نتمنى، الخير والبركة، وهي مجرد أمنيات لا نلمسها سوى في تبادل التهاني، عبر "الفايس بوك" أو "الواتس أب"، بعدما حلّا مكان دفء الزيارات، التي كانت تعني الكثير، وقد فقدناها مع تطور وسائط التواصل الإجتماعي عن بعد، والتي تخلو من حرارة السلام باليد مباشرة وتلاقي النظرات المفعمة حبًّا وشوقًا وتبادل التهاني والأمنيات.
فالعام 2017 هو العام الأول لعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو الذي بدأ بزخم "إستعادة الثقة"، وأنتهى بأزمة ثقة بين الرئاسات الثلاث، على خلفية مرسوم الأقدمية لدورة ضباط العام 1994، وعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن إستقالته بعدما أثار زوبعة سياسية لم تتجاوز إطار فنجان، مع ما تركته من آثار على مستوى العلاقة السياسية والشخصية يبنه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وما يُنتظر من إنعكاسات سلبية على صعيد تحالفهما الإنتخابي في عام سيكون عام إنتخابات بإمتياز، بعدما خلطت الأوراق وفرز الخيوط التي يعتقد البعض أنها بيضاء فيما يراها آخرون سوداء.
وعلى رغم أن سنة 2017 مرّت بأقل أضرار ممكنة، وهي حملت في نهايتها، وفي آخر جلسة لمجلس الوزراء ما يعطي أملًا للبنانيين بمستقبل لا ديون فيه تثقل كاهلهم، بعدما دخل لبنان نادي الدول المنتجة للنفط، فإن العام 2018 سيحمل الكثير من مفاجآت بدأت ملامحها تظهر من خلال الجو المكهرّب بين الرئاستين الأولى والثانية، والذي من شأنه أن يوتّر المناخ السياسي برمته، بعدما أعتقد البعض أن مياه العلاقة غير السّوية بين الرئيسين عون وبري قد عادت إلى مجاريها، وذلك بعد الموقف الإيجابي الذي أبداه الرئيس بري في وقوفه إلى جانب رئيس الجمهورية في خلال أزمة الحريري الأخيرة.
إلاّ أن تسليف الرئيس بري للعهد ما لم يكن أحدٌ يتوقعه لم يُقابَل بما يصبّ في خانة تعبيد الطريق بين بعبدا وعين التينة في شكل لا تعيق الحفر الكثيرة فيه مسيرة المصالحة الحقيقية، بحيث يمكن القول "إنسى جورة". وهكذا يبقى القديم على قدمه، وتبقى مطرقة "الإستاذ" جاهزة وحاضرة لإعلان التصديق على عدد من القوانين التي لا تزال تنتظر في أدراج "ساحة النجمة"، إلى حين ما يمكن أن تسفر عنه إنتخابات أيار، التي لن يكون فيها هذه المرّة لا محادل ولا "بوسطات".
اندريه قصاص (لبنان٢٤)
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News