المحلية

placeholder

فيفيان الخولي

ليبانون ديبايت
الخميس 01 شباط 2018 - 01:03 ليبانون ديبايت
placeholder

فيفيان الخولي

ليبانون ديبايت

برّي يتسلّح للثأر بعد الانتخابات

برّي يتسلّح للثأر بعد الانتخابات

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

للمرة الأولى منذ العام 2005 يدخل لبنان في اشتباك لا سلطوي ولا سيادي، إذ تمحور الصراع منذ خروج الجيش السوري من لبنان حول دور وسلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية. اليوم، يشهد البلد صراعاً سلطوياً حاداً قد يطيح تحالفات وتفاهمات "معتّقة"، ويبدّل في التحالفات الانتخابية الحالية.

اعتاد رئيس البرلمان نبيه بري على ممارسة سياسية منذ التسعينات إلى لحظة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية العام 2016، على قاعدة أن لبنان محكوم علنياً بثلاثية، (بري ورئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري، تسلم بعده نجله، والنائب وليد جنبلاط)، مسنودة برباعية حزب الله. في ذلك الوقت، كان موقع رئاسة الجمهورية مهمّشاً وثانوياً.

اليوم، يشعر بري أنّ سلطته مهدّدة مع وصول عون إلى سدّة الرئاسة، إذ يدرك تماماً أنّ وصول رئيس ذو حيثية مسيحية وتاريخية وكتلة نيابية واسعة يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة التي حكمت البلاد منذ التسعينات لغاية اليوم.

ويكمن الصراع بين بري الذي يحاول المحافظة على موقعه داخل النظام وبين عون الذي يريد أن يوسّع هامش ودور رئاسة الجمهورية في معادلة جديدة. وهي المرة الأولى تاريخياً التي تنشأ الأزمات بين الرئاستين الأولى والثالثة، إذ عمل النظام السوري وحزب الله على تذكية الخلاف بين البعدين الماروني والسني. لكن هذه المرة، حدّية الخلاف بين موقعَي المارونية والشيعية على خلفية النظام.

يستند عون إلى حزب الله في هجومه، كطرح شيعي أساسي. في المقابل، يحتاج الأخير لغطاء مسيحي على مستوى استراتيجي في ما يخص سلاحه، باعتبار أن عون يستطيع تأمين هذا الغطاء على مستويين؛ شعبي مسيحي وموقعه الرئاسي.

على الطرف الآخر، هناك قاعدة "بري حليف حزب الله"، والأخير لا يستطيع أن يفرّق بموقع الشيعة داخل النظام، لأن أي تفريط من هذا النوع يؤدي إلى خلل ويضرب أحد أهداف الثنائية الشيعية بأن يكون لها وضعاً متقدماً داخل السلطة.

وهذه المرحلة تضع بري أمام خيارين؛ إما انتزاع تنازلات جوهرية من عون وإما تعطيل عهده. أحد أهداف بري تمثّل في تعطيل انتخاب عون، لكنه فشل. أما الهدف الثاني اليوم، يتمحور حول مدى قدرته على افشال العهد، ومنعه من الاستمرار، وتعطيل قدرته على الحكم. هذه الخطوات تنشط ما بعد الانتخابات التي ستكون مدخلاً لمزيد من التأزيم والمواجهات إنْ على صعيد رئاسة البرلمان، أو تشكيل الحكومة، وتوزيع الحقائب، وتحديداً وزارة المالية، الأمر الذي سيدخل البلاد في فراغ سياسي، يشلّ العهد.

ويبقى السؤال حول مدى قدرة حزب الله على الوقوف على مسافة واحدة بين تحالف استراتيجي وحليف يشمل حماية البيئة الشيعية. والأكيد أن بري أصبح متقدماً على الحزب في هذه البيئة، بعدما استخدم لغة أمام القواعد الشعبية أن هناك مَن يدعم طرفاً مسيحياً ويريد انتزاع الصوت الشيعي.

في ظلّ هذا المشهد، يبدو حزب الله المتضرر الأكبر، لأنه يعتبر أنه استطاع إيصال الحليف الاستراتيجي إلى الرئاسة، وهذا الأخير يصطدم بالحليف الأساسي في مشهد غير مسبوق. فإذا تخلّى الحزب عن عون يخسر، وإذا تخلّى عن الثاني يقع بمواجهة مع البيئة الشيعيّة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة