رصد

placeholder

الأناضول
الاثنين 05 شباط 2018 - 10:27 الأناضول
placeholder

الأناضول

معركة برّي - باسيل مستمرّة.. وهل ينفصل "التيار" عن "حزب الله"؟

 معركة برّي - باسيل مستمرّة.. وهل ينفصل "التيار" عن "حزب الله"؟



كتب جوني منير في صحيفة "الجمهورية": بخلاف التحليلات التي تعبق بها الصالوناتُ السياسية في لبنان، إلّا أنّ "أخطاء" وزير الخارجية جبران باسيل خلال الأسابيع الماضية لا تحمِل خلفياتٍ سياسيةٍ خارجية أو بمعنى أوضح التمهيد لتموضعٍ سياسي جديد على حساب ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".


صحيح أنّ معظم السفراء، وفي طليعتهم سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية انشغلوا خلال الأيام الماضية في تكثيف اتّصالاتهم واستقصاءاتهم لتبيان الخلفية الحقيقيّة لمواقف باسيل، إلّا أنّ استدارةً سياسية بهذا الحجم وبهذه الأهمّية لا تحصل بهذه الطريقة.

فالتحضيرُ لها يكون أقوى وأوسع، فيما بقيَت هذه المواقف في إطارٍ محدود ومن دون مراحل مكمّلة، لا بل إنّها كانت تُستتبع عند كلّ مرة بتوضيحاتٍ من جانب باسيل نفسه.

كذلك فإنّ البناءَ عليها لتثبيتها، يتطلّب ملاقاة باسيل من قبل الفريق المتحالف تقليدياً مع السعودية أو الولايات المتحدة الأميركية فيما سُجّل بقاءُ وزير الخارجية وحيداً وسط الحلبة مفتقداً الى صوتٍ سياسيٍّ يَدعمه.

ومن البديهي أيضاً أن تكون الانعطافةُ السياسية، إذا وُجدت، تحظى بمباركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المشهود له بالاندفاع والذهاب بمواقفه الى النهاية بجرأة قاربت التهوّرَ أحياناً. ولكنّ عون سارع هنا الى إصدارِ بيانٍ مَرِن في البداية ومن ثمّ بادر إلى الاتّصال برئيس مجلس النواب لوضع الأمور في إطارها الضيّق.

والاهم من كل ذلك، أنّ باسيل كان قد ألقى كلمةً قويّةً سقفها عالٍ خلال مؤتمر الجامعة العربية قبل أسابيع معدودة في معرض الرّد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول القدس، وبالتالي ليس من المنطقي الذهاب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار في فترة قصيرة جداً.

أضف الى ذلك أنّ الحروب والنزاعات العنيفة التي ألهَبَت العراق وسوريا وكادت أن تخنقَ لبنان، أفضَت الى نتيجة واضحة أقرّت بها العواصم الغربية، كما الخليجية، ومفادُها خسارة الفريق المناوِئ لإيران في مقابل توسيع نفوذ طهران. فكيف يمكن لفريقٍ سياسيٍّ الانتقالُ طوعاً من موقعه المريح على الضفة المنتصرة إلى الضفة الخاسرة؟

فحتى الرئيس سعد الحريري أقرّ بالواقع الجديد ما أدّى الى تفكّك فريق "14 آذار" وذهب للقبول بوصول عون الى قصر بعبدا على قاعدة الانسحاب من النزاع الإقليمي والتعاون مع "حزب الله" رأس حربة الفريق الإيراني. وعلى رغم الأزمة الحادة التي مرَّ بها مع السعودية فإنّه بقيَ متمسّكاً بخياره، وهو ما حرص على إعلانه مجدّداً عبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية حول تمثيل "حزب الله" في الحكومة والتعاون معه لضمان الاستقرار الداخلي.

أضف الى ذلك أنّ باسيل ومن خلال علاقاته مع العواصم الأوروبية والغربية، والتي ساهَم من خلالها في تحسين مواقف "حزب الله"، يعرف بالتواصل الفرنسي القائم مع "حزب الله" وببداية التواصل الأميركي مع الحزب، ولو من خلال الدولة اللبنانية.

كما أنّه يعرف أكثر عن زيارة مسؤولين أميركيّين أمنيّين الى سوريا عبر لبنان، وعن قرارٍ فرنسي بالتحضير للتواصل المباشر مجدداً مع دمشق. ووفق كل ما تقدّم، هل يُعقل وضعُ ما حصل في إطار التحضير لانعطافةٍ سياسيةٍ كبرى؟

قد يكون من المنطقي النظر الى الملفّ برمّته من منظار آخر حدودُه النزاع الداخلي الدائر بين "التيار الوطني الحر" والرئيس نبيه برّي والاستحقاقات التي تنتظر الفريقين في المستقبل القريب.

وقد سخر أحدُ السياسيّين المنتمين الى فريق "14 آذار" من التحليلات حول حصول انفصال أو طلاق بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، وقال: "كانت واشنطن ساذجةً عندما راهنت على فصل دمشق عن طهران، واليوم ساذج هو مَن يعتقد بوجود احتمالٍ بفصل "التيار" عن الحزب". وختم بسخرية: "في كل الحالات ألم يرَ ماذا حلّ بنا!؟".


(جوني منير - الجمهورية)

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة