"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
يُجمع مراقبون على أن التيار الوطني الحر وتيار المستقبل هما الأكثر تضرراً في الانتخابات النيابية المقبلة القائمة وفقاً لقانون النسبية. هذا الضرر ليس ناجماً عن مساوئ في القانون الجديد الذي أزال الخلل في خلفه الستين الراحل إلى غير رجعة واستفاد منه التياران، بشكل خاص، على حساب الأطراف السياسية الأخرى وتحت ضغط الاصطفافات، وصوت المعركة، والتحديات الأمنية التي تحكمت بالحياة السياسية في لبنان طوال الأعوام الماضية.
من جهة الأزرق، مارس تيار المستقبل سطوة حقيقية على حلفائه وأدار اللعبة الانتخابية بشكل يضمن له أكثرية كبرى على حساب الحلفاء. وفي بعض الأحيان توصّل إلى تسوية مع الخصوم منحهم خلالها ما لم يمنحه للأقربين مثل دائرة بيروت الثالثة التي تقاسم فيها المقاعد مع الثامن من أذار.
أما من جهة البرتقالي، أحسن التيار استغلال الفرصة وأجاد التعامل مع حاجة حزب الله له ليقضم مقاعد نيابية مقابل تأمين غطاء مسيحي يحتاجه حزب الله لمشاريعه في الداخل التي لم يُبعده عنها سوى الأزمات التي تورّط بها في الخارج.
ومن منطلق أن المصيبة تجمع، وربما أشياء أخرى، يتجّه التياران إلى التحالف الأشمل على الساحة اللبنانية، هذا في العناوين. لكن شياطين التفاصيل تظهر عند كل مفصل وفي كل دائرة انتخابية مختلطة شعبياً، وسياسياً، وطائفياً بين الطرفين، خصوصاً أنهما بطبيعتيهما يعانيان من نهم للمناصب، واليوم يحتاجانها أكثر من أي وقت مضى استكمالاً للمشاريع المعلّقة لما بعد الانتخابات.
أسئلة عدة تُطرح ومطبات كثيرة تواجه هذا التكامل الانتخابي بين الطرفين. وقد يكون تأخير "الوطني الحر" إعلان مرشحيه ولوائحه حتى أواخر المهلة هو بغية وضع تياره أمام الأمر الواقع. فاتجاه الأمور يميل نحو محاولة "المستقبل" التعويض عن خسائره السنيّة باختراق المناطق المسيحية، وترشيح مسيحيين مستغلاً تحالفه مع "الوطني الحر.
وبدأ الأمر يتفاعل سلباً بين العونيين المخضرمين والمناضلين الذين رافقوا العماد ميشال عون قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، ويعتبرون أنفسهم من مؤسسي الحالة العونية وأصحاب حق في تبني التيار لترشيحاتهم، فيما يجدون أنفسهم مستبعدين إرضاء للحليف الجديد.
يستغرب هؤلاء ابتعاد التيار برئاسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن كل القيم والشعارات التي نادى بها. وتساءلوا عن أنه "كيف تصحّ المطالبة بحقوق المسيحيين والعمل على قانون جديد للانتخابات يعيد جزءاً من هذه الحقوق بعد التمديد للمجلس النيابي الحالي في عهد عون في سبيل انتخاب المسيحيين للقسم الأكبر من نوابهم، ثم نعمد إلى منح تيار المستقبل مقاعد مسيحية لا علاقة له بها فيما المستقبل يعاني في الشارع السني؟".
ويضيف هؤلاء "هل المطلوب تعويضه ليصبح الممثل الثاني للمسيحيين أو الثالث؟ فإذا كان هذا هو مستوى التمثيل، نحن لن نرضى بهذه المسرحية من أساسها ونرفض المشاركة بها على حسابنا ولا حتى على حساب القوى المسيحية الأخرى".
التململ بدأ يظهر إلى العلن في صفوف التيار الوطني الحر. ويعتبر المعارضون أن التحالف مع المستقبل لن يشكّل لهم قيمة مضافة بل على العكس. بعض المستبعدين من النواب الحاليين سيترشحون في مواجهة "الوطني الحرّ"، وبعض المعترضين سينكفئون ويعتكفون تعبيراً عن رفضهم للمسار الحالي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News