"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
الطريق "الانتخابيّة" الى وزارة الداخليّة والبلديّات لا تزال سالكة أمام كلّ القوى الراغبة في الوصول الى ساحة النجمة، والمُزوّدة بطلبات الترشح للانتخابات النيابيّة المقررة في السّادس من أيّار 2018، من دون تسجيل حركة مُرشّحين كثيفة على الرغم من أنّ أيّاماً قليلة تفصل عن موعد اقفال هذا المسار.
الموسم الانتخابيّ الرسميّ بدأ، والقانون دخل بكافة تفاصيله والمُهل المنصوص عنها والشروط الواجب احترامها في ما خصّ العمليّة الانتخابيّة وكيفيّة ادارتها اعلاميّاً وماديّاً، دخلت حيّز التنفيذ، ليبقى التردّد السياسيّ سيّد الموقف مع وجود أحزاب وشخصيّات سياسيّة لم تحسم خيارها بعد لجهّة الترشّيحات بانتظار اللحظة الاخيرة التي تسبق صافرة الاقفال في السّادس من آذار المُقبل.
اللافت حتّى السّاعة، وجود رغبة عند غالبيّة النوّاب الحاليّين بالترشّح مُجدّداً وإضافة ولاية أخرى الى ولاياتهم السّابقة، وهذا ما كان مُتوقّعاً. بيد أنّ المفاجأة أتت بإعلان عدد من النوّاب أصحاب التجارب الكثيرة والباع الطويل في السياسة والتشريع، نهاية عهدهم النيابيّ واستمرار تعاطيهم بالشأن العامّ.
عضو كتلة المستقبل النيابيّة محمد قبّاني، كان أوّل النوّاب الذين أعلنوا عزوفهم عن الترشّح، بعد "انخراطه في العمل النيابيّ لما يزيد عن أربعة وعشرين عاماً"، مؤكّداً استمراره في الشّأن العامّ. وانتخب نائباً عن بيروت في دورة 1992، وفي دورة سنة 2000 (الدائرة الثالثة) على لائحة رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري. ثمّ أُعيد انتخابه في دورتي 2005 و2009 على لائحة رئيس الحكومة سعد الحريري. ترأس منذ عام 2000 ولا يزال لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، وساهم كذلك في أعمال اللجان النيابية فكان عضواً في لجنة الشؤون الخارجية.
وبعد ثمانية عشر عاماً في العمل النيابيّ، قرّر النائب نعمة الله ابي نصر عدم الترشح للانتخابات النيابيّة، والمُحافظة على حضوره اللافت والدائم في الشّأن العام، هو الذي رفع الصوت عالياً في ملفّات كثيرة أهمّها قانون التجنيس، وضمّ كسروان الفتوح - جبيل الى محافظة واحدة تحقيقاً للامركزيّة الاداريّة، واعلان يوم الابجدية.
عضو تكتّل "القوّات اللبنانيّة" النائب جوزف معلوف أعلن بدوره نيّته عدم الترشّح لانتخابات 2018، هو الذي انتخب عن المقعد الارثوذكسي في زحلة عام 2009، وكان له دور كبير في لجان الاشغال العامة، الشؤون الخارجيّة وتلك المُشتركة. برز اسمه في ملفّات كثيرة على صعيد القانون الانتخابيّ والاصلاحات والكوتا النسائيّة، وإعادة الجنسيّة إلى مُستحقّيها من المُغتربين، وغيرها من الملفّات التي منحها جهداً كبيراً على صعيد لبنان ككلّ وزحلة.
رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم حسم قبل أيّام موقفه وقرّر عدم الترشّح من جديد، التزاماً منه بـ"تداول السلطة، واتاحة الفرصة للأجيال التي تلته، ولعدم الوقوع في فخّ الاستئثار بالمقعد النيابي".
غانم بدأ حياته الوظيفية في مجلس النواب إذ قام بأعمال أمانة سرّ لجنة الشؤون الخارجية 1963 ــ 1965، ومديراً لمكتب رئيس مجلس النواب سنة 1964. وعمل مستشاراً قانونياً لرجال أعمال لبنانيين وعرب بين سنتي 1977 و1992. انتخب نائباً في دورات 1992، 1996، 2000،2005،2009. شارك في عضوية لجان الإدارة والعدل، والاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والنفط، والإعلام والبريد والمواصلات السلكيّة واللاسلكية. انتخب رئيساً للجنة التربية والتعليم العالي والثقافة، وللجنة الإدارة والعدل التي هو حالياً رئيسها.
كما لن تخوض النائب نايلة تويني المعركة الانتخابيّة من جديد بعدما فازت عام 2009 بالمقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الأولى، في حين أعلنت شقيقتها ميشيل الترشّح لانتخابات 2018. بدوره، طلب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين موسوي عدم الترشح للانتخابات المقبلة.
ومن الأسماء التي أحدث اعلانها عدم الترشّح ضجّة كبيرة، النائب القوّاتي انطوان زهرا صاحب الشعبيّة اللافتة والحضور القويّ والجريء، وذلك بهدف تجديد الدم في "القوات". وزهرا انتخب نائباً عن البترون في دورتي 2005 و2009 وعضواً في لجنتي الشؤون الخارجية والمغتربين، وشؤون المهجرين، وعضواً في لجنتي الدفاع الوطني والمرأة والطفل.
ومع وجود بعض النوّاب الذين أعلنوا عن رغبتهم بشكل صريح وعلنيّ بعدم الترشّح، هناك أحزاب لا سيّما المسيحيّة منها تسعى الى تغيير عدد من الوجوه من باب التطوير وادخال دماء جديدة وشابّة الى البرلمان اللبنانيّ مع اصرارها في الوقت نفسه على الابقاء على اصحاب الخبرات والتجارب والحضور الشّعبي الذين يحتاجهم المجلس. وهناك من فضّل التخلي عن "الهوية الحزبيّة" للحفاظ على مقعده النيابي والترشّح من جديد بعدما تلقّى خبر استبداله بمرشّح آخر.
وبانتظار بقيّة النوّاب الذين لم يحسموا بعد قرارهم بالترشّح أو العزوف، يبقى الغائبون الأبرز عن السّاحة النيابيّة "الزعيمين" رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة، اللذين سلّما الراية الى نجليهما الشّابين حتّى يخوضان الانتخابات النيابيّة ويدخلان الى العمل التشريعي بعد بروز اسميهما في الشّأنين السياسيّ والخدماتيّ. بالإضافة الى رئيس حزب الاحرار النائب دوري شمعون الذي لم يحسم قراره، وهو يُعدّ من الرموز الاساسيّة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News