"ليبانون ديبايت" - ندين حداد
استعاد الانتشار اللبناني أخيراً دوره السياسي وحقه في الاقتراع بعد عمر من التغييب فلا حق يضيع طالما وراءه مطالب.
82900 ناخب تسجلوا في 40 بلداً من سائر بلدان الانتشار سيكون لأصواتهم صدى في المجلس النيابي على أن يكون لهم نواباً يمثلوهم في الانتخابات المقبلة بعد أربعة سنوات.
ويدلي المنتشرون بأصواتهم يومي 27 نيسان في عدد من الدول و29 منه في دول أخرى استناداً الى العطل الرسمية فيها.
أرقام المقترعين وتوزّعهم المذهبي والجغرافي عامل في غاية التأثير في بلد كلبنان ويمكنه بالتالي تغيير المعادلة وربما إحداث مفاجآت لم تكن في الحسبان لو تجاوز عدد المسجلّين 10%.
تشير مصادر مطلعة أنّ عدد المسجلين المسيحيين بلغ 55% ويتركز معظمهم في دوائر المتن الشمالي (جبل لبنان)، ودائرة الشمال الثالثة (البترون، الكورة، بشري، زغرتا)، وزحلة (البقاع الاوسط)، أما عدد الناخبين من الطائفة الاسلامية بلغ 45%، وصبّ بمعظمه في دائرة صور-الزهراني، ودائرة (بنت جبيل، النبطية، حاصبيا، مرجعيون).
تقوم القوى السياسية في معظمها بجولات خارجية لحث المغتربين على الاقبال للانتخاب، وللترويج لحملاتهم الانتخابية، كما قامت وزارة الخارجية بتخفيض كلفة جواز السفر اللبناني ليصل الى ألف ليرة لبنانية لتحفيزهم وكي لا يكون لهم أي سبب لعدم التصويت.
يؤكد منسّق قطاع الإنتشار في التيّار الوطنيّ الحرّ الدكتور مارك زبّال أنّ للتيار فضلاً كبيراً إن لم نقل الأكبر بالسعي الى مشاركة المنتشرين في هذه الانتخابات، فإبقاؤهم على هامش الحياة السياسية في لبنان سيُشعرهم بالغربة أكثر وسيُبعدهم بالتالي عن بلدهم الأمّ وهذا ما لا يريده أحد بتاتاً.
ويشير الى أنّ عدد المنتشرين الضئيل الذي تسجل مقارنة بأعدادهم الكبيرة يعود الى الثقة التي كانت مفقودة بآلية التسجيل المُتبعة،كما الى تقصير الدولة اللبنانية في حقهم وعدم متابعة أحوالهم. ويُثني على الدور الكبير الذي لعبه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لتفعيل حضورهم والوقوف على مطالبهم.
ويتوقع زبّال أن يصل عدد المسجلين في الانتخابات المقبلة الى نصف مليون لبناني، وعليه ستتغير كلّ المعادلات الداخلية منها والخارجية.
وعن الخطوات التي يقوم بها وتياره لدفع المُسجلين الى الصناديق يقول المنسق ذاته إنّ "الجولات الخارجية مستمرة واللقاءات مثمرة جداً وسترون نتائجها في صناديق الاقتراع".
على صعيد متصل، أكد الأمين المساعد لشؤون الانتشار في حزب القوات اللبنانية مارون السويدي علىالعمل الدؤوب والتواصل المستمر مع الانتشار من خلال الإجتماعات واللقاءات الدورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر زيارتهم لشرح تفاصيل القانون ولحثهم على الاقتراع نظراً لأهمية هذا الحق السياسي الذي صار واجباً وطنياً ديمقراطياً بعدما كان مفقوداً طيلة سنوات طويلة. ويعود الفضل باسترجاعه لعدّه أحزاب في مقدمتها القوات اللبنانية. أمّا في الحديث عن الارقام يشير السويدي الى أنّ القوات نال النسبة الأعلى من الذين تسجلّوا ويتمنى ترجمة ذلك فعلياً في صناديق الاقتراع.
وفي عملية حسابية سريعة، يلفت السويدي الى أنّه سيكون لأصوات المنتشرين تأثير في نتائج هذه الانتخابات في 40% من الدوائر، اذ يرجح ان يكون الفرق بين الخاسر والرابح بنسبة أقل من 5%.
وينحصر الرقم الأكبر من المسجلين القواتيين في دوائر الشمال الثالثة (بشري-زغرتا- الكورة -البترون) وبيروت الأولى، والشوف-عاليه، بحسب السويدي.
من جهة أخرى، فإنّ العقوبات التي تلاحق بعض الأحزاب كحزب الله لن تمكنه من إجراء اي حملات انتخابية في الخارج خوفاً من تعريض مصالح المحازبين فيها أو المؤيدين له لأي ضغوط أو ضرر ممكن أن يصيبهم، كما أشارت بعض المصادر المقرّبة أنّ القيادة الحزبية تُفضل قدوم الناخب الى لبنان شخصياً.
الغربة مؤلمة وابقاء خيط الأمل بين المغترب ووطنه واجب على الجميع، ومن المؤكد أن كل مغترب يحلم بالعودة والاستقرار في بلده، وليس فقط الإدلاء بصوته من بعيد. فهل هذا الطموح مشروع في بلد كلبنان؟ أم يجب أن يبقى حلما ًبعيد المنال؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News