يقدم الكتاب الجديد لرئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، سردا تفصيليا للعمليات الاستخبارية التي قادها في العمق السوري والمصري على رأس "سَرِيّة هيئة الأركان العامة" التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وتعتبر وحدة كوماندوز النخبة في إسرائيل. وبقيت بطور السرية طوال عقود من الزمن، خلافًا للسياسة الإسرائيلية العامة التي تتوافق عادة على عدم الكشف عن تفاصيل عملياتها العسكرية والاستخباراتية بشكل رسمي أو على لسان أحد كبار قادتها.
وباراك هو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، وكان قائدا لوحدة الكوماندوز هذه، ونفذ عمليات كثيرة، بينها عمليات ضد المقاومة الفلسطينية، حيث أقدم شخصيا على قتل كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، في بيروت بإطلاق النار بنفسه عليهم. ويتهم باراك، كرئيس للحكومة، أنه سعى إلى إفشال إمكانية التوصل إلى حل سلمي مع الفلسطينيين خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في كامب ديفيد في العام 2000. وعلى خلفية سياسته الرافضة للسلام، وفي أعقاب فشل قمة كامب ديفيد، اندلعت انتفاضة الأقصى والقدس، عام 2000. وباراك هو صاحب مقولة "لا يوجد شريك للسلام في الجانب الفلسطيني".
وكانت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد اعتبرت أن نشر السيرة الذاتية لباراك، التي من المتوقع أن تصدر في الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر أيار المقبل، بالإضافة إلى نشر مذكرات رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، قد عجّلا من اعتراف إسرائيل الرسمي بتدمير المفاعل النووي السوري في منطقة دير الزور في أيلول 2007، والذي شكّل مادة دسمة للإعلام خلال الأسبوعين الماضيين.
واحتاج باراك لنشر سيرته الذاتية التي تحمل عنوان: "بلادي، حياتي: القتال من أجل إسرائيل، البحث عن السلام"، لمصادقة لجنة وزارية رقابية برئاسة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تعمل على مراجعة الكتب التي ألفها كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين (من العسكر والساسة)، وتسمح بنشر ما لا يتعارض مع المصالح العامة الإسرائيلية. أتاحت اللجنة لباراك، الخوض في مواضيع لم يكن يسمح بالسابق لأي كاتب إسرائيلي الخوض فيها. ما قد يفضي إلى الكشف عن عمليات إسرائيلية أحيطت بالغموض لمدة تزيد عن 50 عاما.
وتناول الكتاب العمليات الأولى لوحدة النخبة التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. خصوصًا تلك التي قادها باراك في سورية ومصر. إذ أوضح الكتاب أن الوحدة التي عرفت بعملياتها "الصاخبة"، لم يتم تأسيسها لتنفيذ عمليات "إنقاذ الرهائن" وعمليات "مكافحة الإرهاب". إذ نفذت عمليات استخباراتية وأنشطة جمع معلومات تعد الأكثر سرية في تاريخ إسرائيل.
وزعم باراك في كتابه، أن المعلومات التي نجحت سَرِيّة هيئة الأركان في جمعها، من أهم أسباب النصر الإسرائيلي في حرب عام 1967، وعبّر عن يقينه من أن المعلومات التي قدمتها السَرِيّة كان باستطاعتها تلافي الهزيمة الإسرائيلية عام 1973.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News