المحلية

روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 10 نيسان 2018 - 09:04 ليبانون ديبايت
روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت

بِقنابِل البَصَل ومياهِ زَمزَم

بِقنابِل البَصَل ومياهِ زَمزَم

بقلَم روني ألفا

الإِطاراتُ المَطّاطيَّةُ سلاحُ غزَّةَ الرادِع، سلاحُ غزَّةَ الأبيَّةَ دُخانُها المُهندَمُ بالأسوَد.

كلُّ أيامِ فِلَسطينَ مطّاطيَّةٌ، يَفوحُ مِنها دُخانٌ بأريجِ الزّيتونِ في نابلس،
يُشعِلُها حلمُ العودَةِ بلَهيبٍ مِن جثامينَ لا تَستَكين.

إطاراتٌ مطّاطيَّةٌ غبارُها متاريسُ شَغفٍ بالعَودَةِ،تَحمي الشبابَ مِن همَجِ المَغول،كُتَلُها السّوداءُ دروعُ هُتافاتِ الأشبالِ، تزأرُ أحلامُهُم بأدعيةِ "ألله أكبَر"!

وقنّاصَةٌ في المَقلَبِ الآخَر مدجّجونَ بالسلاحِ وبِعَتادٍ مِن الحقدِ الأعمَى،
قنّاصَةٌ خَلفَ نَواضيرِهِم تُبَلبِلُهُم شَظايا المَرايا، يلتَقِطُها الغزّاويونَ مِن بيوتِ الأرامِل وحاوِياتِ المهمَلات وأدعيةِ الرّضع فوقَ أثداءِ أقدارِهم.

فِلسطين تواجِهُ الميركافا برَميمِ المرايا المتناثرَةِ كدُمدُمٍ في جسدِ الإحتلال.

فِلسطين تواجِهُ صواريخَ الباتريوت الموجَّهَة بأشعَّةِ الليزرِ الآسِنة بِقنابِلِ البَصَلِ البَلَدي وتُخمِدُ قَنابِلَ الغازِ المسيِّلِ للدّموع بالجَرادِلِ المبلّلةِ بِماءِ العَودَة، خَليطٌ مِن زَمزَمٍ ومِن أجرانِ مَعموديَّةِ الوَطَنِ على إمتِدادِ الكوفيَةِ المزرقَطَة بالثورِةِ والغَضَب!

لَو كانَ للسياراتِ أنفُسٌ لَنَزَعَت إطاراتها وقدّمتها للمقاومِين، لَو كانَ للجدرانِ القَديمَةِ في غزّةَ أذرُعٌ لانتَزَعَت مراياها ووهَبَتها أسلِحَةً تفقئُ بِها عيونَ القنّاصَة، ولَو كانَ للدواليبِ أن تَحكي لَقالَت: دَمي الاسودُ فِداءٌ ليومِ الأرضِ والعودَة.

هذه أسلِحَةُ أهل فلسطين، وغداً خَروَعٌ وزعتَرٌ برّي في مواجَهةِ غازِ الخَردَل، ومولوتوفٌ فيهِ ما فيهِ مِن عصيرِ النارِ والحَصَى يهطُلُ عَلى أرانِبَ مستَوطَناتٍ أوهنُ مِن بيتِ العَنكَبوت.

غداً أو بعدَ غدٍ، هيَ مسألةُ وَقتٍ لا أكثَر، سيحتَرِقُ الغولُ بِفَحمِ الوقت وبأسرَع مِن دولابِ الكاوتشوك، وسيتصاعَدُ مِن فروَتِهِ السميكَة دخانٌ كثيف، وسيعترِفُ العالَمُ أنَّ الحَجَرَ الناطِحَ أقوى من ناطِحاتِ مجلِسِ الأمن، والأجسادَ النّضِرَةَ للمراهِقينَ والمراهِقاتِ الذينَ يقفونَ عُزّلاً أمامَ جَحافِلِ هولاكو أذكى وأدهى من أتباعِ كيسنجِر،وقنابلَ البصلِ أشدُّ بأساً من الفيتو في مقاعِدِ السفراء الوَثيرَةِ، وجثامينَ الشهداء الفلسطينيين تَفوحُ مِن أكفانِهِم كرامَةٌ لَم تَعهَدْها مفاوَضاتُ السلام المُذِلّْ.

بورِكَت إطاراتُ المَطّاطِ، عسى يَكونُ اشِتعالُها مِثلُ توهُّجِ الشعلَةِ المقدّسَةِ في قبرِ المسيحِ في فصحٍ فلسطيني صارَ على مَشارِفِ أحلامِنا، وناهزَ الدّخولَ إلينا حامِلاً جَرادِلَ مَلئى بِدموعِ أمهاتِ الشهداء،دموعٌ تطفِئُ قنابِلَ الغاز وَمعَها تكسِرُ عَطَشَ عَذابِ الحريَّةِ المنتظِرِ على هِضابِ وسفوحِ فِلسطينَ الأبيَّة.

أيُ دولابٍ أغلَى من هذا الذي أشعلتُموه وأيُّ مَرايا أنقَى مِن تلكَ التي أشهَرتموها، أيُّ دخانٍ أصفَى مِن ذاكَ الذي أطلقتموهُ، وأيُّ حِجارَةٍ أشرفُ مِن تلكَ التي رَمَيتموها!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة