المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
الاثنين 30 نيسان 2018 - 10:01 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

الأحزاب لم تعد "بعبعًا" في زحلة... المزاج تغير

الأحزاب لم تعد "بعبعًا" في زحلة... المزاج تغير

"ليبانون ديبايت"

ارتفع منسوب الحماوة الانتخابية في دائرة قضاء زحلة، وبدأت كل لائحة تعدّ عدّة التجييش الانتخابية، لا سيما وأن موعد الاستحقاق يقترب يومًا بعد يوم. وسط هذه الأجواء، ثمة لوائح يسود مرشحيها أجواء تضامنية ويعربون عن ارتياحهم لسير المرحلة التحضيرية للانتخابات نظراً لما يلاقوه على الأرض من دعم شعبي كما هي لائحة "الكتلة الشعبية"، بالرغم من أن المعركة في هذه الدائرة تتميز بكونها حامية الوطيس.

وفي ظل تعدد اللوائح لأحزاب القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر و"المستقبل" وحزب الله وحركة أمل و"القومي السوري"، إلى لائحة "الكتلة الشعبية" برئاسة السيدة ميريام سكاف التي تبقى علامة فارقة في أي استحقاق نيابي أو بلدي في زحلة، وإن كانت المنافسة مختلفة عن السابق لجملة اعتبارات وظروف سياسية حيث العهد الجديد ولائحة التيارين (الوطني الحر والمستقبل) ولوائح الأحزاب، إضافة إلى استعمالهم كل الوسائل وسعيهم الى تحجيم دور وزعامة "الكتلة الشعبية" وآل سكاف.

الأحزاب لم تعد "بعبعًا" في زحلة
ويمكن وفق قراءة سياسية وانتخابية لما يحصل أن تتظهّر معطيات أساسية لمسار الاستحقاق في قضاء زحلة بعدما برزت في الأيام الماضية سلسلة مناخات يمكن البناء عليها، على اعتبار أن الأحزاب التي حصدت مجتمعةً الغالبية النيابية والبلدية في الانتخابات الماضية (عامي 2009 و2016)، وكانت مؤتلفة كلها ضد "الكتلة الشعبية" لم تعد ذلك "البُعبع" المخيف، بل ثمة شركاء وقوى أخرى ستسجل خروقات واضحة. وبالتالي، قد يُقال "ربّ ضارة نافعة" حول طحشة الأحزاب على معاقل آل سكاف في زحلة سعيًا منها لتطويق الزعامة السكافية وتغييبها عن المعادلة الزحلية وإقفال بيت سياسي عريق له تاريخ حافل في الشؤون الوطنية والخدماتية، وذلك من خلال تهريب بعض المرشحين على لوائح الأحزاب، وصولاً إلى حملات منظمة سياسية وإعلامية وتوزيع أدوار وتجنيد بعض الوزراء الحاليين للتبرّع والقيام بها، بغية ضرب الزعامة الكاثوليكية لآل سكاف ومن ثم وضع هذه الزعامة أمام الأمر الواقع لدى تشكيل اللوائح.

ولكن "الكتلة الشعبية" اللصيقة بالناس، تؤكد مصادرها انها لن ترد على ما تتعرض له من استهدافات، بل تلتزم الصمت الهادئ والمعبر في آن احترامًا لمشاعر الناخبين، من دون أن تدخل في مساجلات مع أي طرف أو تعلن أي موقف يقحمها في حالة نزاعية حيال ما يجري بحقها كونها تعرف حق المعرفة معدن أهالي زحلة والبقاع الذين يبادرونها الوفاء ويكنّون لها المحبة والتقدير. وهي التي وقفت إلى جانبهم يوم عزت الخدمات في معظم المناطق اللبنانية، فكانت إلى جانب أهالي زحلة والبقاع تقوم بدور خدماتي بعيداً من السياسات والزواريب الضيقة، أو هذا معنا وذاك ضدنا، بمعنى أنها كانت على مسافة واحدة من الجميع.

ومن هذا المنطلق يحفظ أبناء زحلة وقرى وبلدات قضائها على اختلاف عائلاتهم وتوجهاتهم ما قام به آل سكاف ولاسيما الزعيم الراحل الياس سكاف، ومن قبله والده جوزف، وجده الياس، تجاههم في أصعب وأحلك الظروف، وحافظوا على العيش المشترك في المنطقة، ورفضوا منطق الحرب بين الأخوة. ورفضت الكتلة أن تلوّث إيديها بدماء أو تهجير أو سرقات. لذا يمكن القول وفق المعلومات على الأرض أن المعادلة تغيّرت في سياق التعاطف الزحلاوي مع زعيمتهم، خصوصاً ان من استهدفوها تنقصهم الخبرة السياسية والانتخابية وانسابوا في السلطة ومغرياتها من دون قراءة مزاج الزحليين وسخطهم من الحملات التي طاولت السيدة ميريام سكاف وعلى المكشوف، وهذا ما ظهر بشكل جلي في كل قرى وبلدات قضاء زحلة من خلال الالتفاف حولها من بلديات وعائلات.

تفاهمات حزبية غريبة عجيبة وهجينة
وثمة أمر مهم آخر على صعيد تركيبة اللوائح وخصوصاً لائحة "القوات-الكتائب" ولائحة "التيار الوطني الحر-المستقبل" حيث التوليفة قضت بالإتيان بمرشحين لا يمتّون للقوات أو للتيار بصلة وسياسياً لطالما كانوا مناهضين لسياسات الأحزاب التي انضووا في لوائحها حيث بدّل بعض المرشحين جلدهم، وخرجوا من ثيابهم إلى حد التعرّي بما في ذلك المرشحين الكاثوليك والأرثوذكس على لائحة "القوات" والتيار الوطني الحر وأحدهم من بيت قومي ما يعني أن ذلك لا يعطي الحماسة المطلوبة عند الذين كانوا إلى جانب "القوات" عام 2009، والتيار العوني في العام 2016 بعدما تغيرت التحالفات وحصلت تفاهمات غريبة عجيبة وهجينة في آن. كل ذلك سيصرف في صناديق الاقتراع وفق القراءة الأولية على الساحة الزحلية، في وقت لم يسبق لآل سكاف أن غيّروا ثوابتهم ومسلماتهم الزحلية والوطنية، ويرتقب وفق الاحصاءات الراهنة أن تحظى لائحتهم بنسبة عالية من الصوت التفضيلي، الأمر الذي يتبدّى من خلال الأجواء والمناخات الزحلية الحالية.

ويحفظ أبناء زحلة العهد لآل سكاف أصالتهم وتعلّقهم بلبنانيتهم وتمسكهم بالقوى الشرعية والجيش اللبناني، فلم يفعلوا كما فعل غيرهم من تعليق صور ضباط الوصاية في صالوناتهم، ولم يمثلوا يومًا رمزًا من رموز الجهاز الأمني-الاستخباراتي المشترك، ولم يكونوا مستفيدين من شبكات الانتفاع التجاري التي نسجها هذا الجهاز المشترك على حساب المال العام والمصلحة اللبنانية والثروات الوطنية، والتي استفادت منها بعض الجهات الزحلية، وإلا من أين كان ليكون لها كل هذا؟

والجدير أن الاستحقاق البلدي الأخير كشف أحجام القوى السياسية في زحلة حيث حصدت "الكتلة الشعبية" بمفردها حوالى تسعة آلاف صوت، فيما لم يتمكن تحالف الأحزاب مجتمعةً والمتمثلة بالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب بالإضافة إلى دعم سيزار المعلوف وميشال ضاهر وأسعد زغيب من التقدم سوى ببضعة مئات من الأصوات حيث نال التحالف حوالى عشرة آلاف وخمسماية صوت لا غير. وكانت لائحة فتوش هي الأضعف مع متوسط عدد أصوات يقل عن الخمسة آلاف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة