"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي
عام 2005، ومع تصاعد الضغوط الشعبية والتحركات الاعتراضية في وجه رئيس الحكومة آنذاك عمر كرامي ودفعه للاستقالة على اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تقدم اسم الوزير "نجيب ميقاتي" المقرب من النظام السوري وتحديداً "بشار الأسد"، على باقي الأسماء لترؤس حكومة الانتخابات النيابية وهكذا كان...
وكانت أول تجربة جدية وعملية للسعودية مع "نجيب ميقاتي" "السني"، تروي مصادر سعودية مطلعة، قائلة "حيث يفترض حينها أن يكون ملتزماً تجاه السعودية التي تمثل الخط السني الذي بدأت ملامحه المستقبلية تتظهر مع "زلزال" اغتيال الرئيس الحريري"، وتضيف المصادر السعودية موضحة أن أهم أسس هذا الخط كانت مواجهة سوريا وايران وخطهما في المنطقة… وعلى هذا الأساس بدأت مراقبة خطوات ميقاتي حيث كانت السعودية تعلم أنه "يستميت" من أجل لقب "دولة الرئيس" ولكن تعلم أيضاً مدى عمق العلاقة التي تربطه ببشار الأسد، وأبرز ما لوحظ أن رئيس حكومة الانتخابات وضع "في العلن" مصالحه مع سوريا جانباً وسلم "في الخفاء" استمرار عملية التواصل والعلاقة والاعمال مع السوريين لشقيقه طه وأقاربه.
وبات خطاب "رفيق الأسد" من صلب ثورة الأرز وأهدافها، ورغم أن السعودية آنذاك، تضيف المصادر، كانت تعلم جيدا ًماهية العلاقة الميقاتية بسوريا، إلا أنها اعتبرت أن حجم الحدث أكبر وأعظم من أن يخرج عنها ميقاتي وعليه تسلم حكومة الانتخابات وحاز لقب دولة الرئيس ولو لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وهنا تقول المصادر أن السعودية لم تعول كثيراً على التزام "الميقاتي" لأن الهدف في هذا المجال كان يتمحور حول تيار المستقبل وتحديداً "سعد الحريري"، الذي وضعت أمانة المستقبل بين يديه وحاز لقب دولة الرئيس بعد انتخابات الـ 2009، في هذا الوقت كانت المواجهة السعودية الايرانية تزداد حدة ومؤشراتها الأساسية الثورات الشعبية في بعض البلدان العربية ومن بينهم سوريا عام 2010 وهنا كان لا بد لحلفاء سوريا في لبنان وتحديداً حزب الله من أن يسيطروا على مراكز القرار وخصوصاً على مجلس الوزراء... وعليه أُقيلت حكومة الحريري في حزيران 2011 واتجهت الانظار الى من ينال رضا النظام السوري كي تتم تسمية "نجيب ميقاتي" بغالبية 68 صوتاً لتشكيل حكومة سميت حينها بـ"حكومة القمصان السود".
وفي هذا الاطار تضيف المصادر السعودية أن تطور الأمور والحرب في سوريا ودخول حزب الله بشكل مباشر على خط الأزمة يوضح لا بل يثبت نظرية فريق في الديوان الملكي كان يحذر من أي ثقة برئيس حكومة لبنان آنذاك نجيب ميقاتي، الذي استقال بعد سنتين لغايات انتخابية وليست وطنية كما ادعى (ميقاتي علل استقالة حكومته في آذار 2013 بعدم تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات وعدم القبول بالتمديد للواء أشرف ريفي كمدير عام قوى الأمن الداخلي).
وتقول المصادر السعودية موضحة أن ميقاتي وضع منذ 2005 تحت مجهر المراقبة السعودية وما تبين "أنه رجل لا يمكن الوثوق به" لأسباب عدّة أبرزها، أنه يقول في الخفاء ما لا يجرؤ على التلفظ به في العلن، ويتعهد بما ليس لديه النية بتنفيذه، وهو رجل لا يمكن وضع اليد بيده كما تراه السعودية اليوم وعن تجربة مباشرة معه، والأهم من ذلك تقول المصادر أن من يولى على الزعامة السنية في لبنان يجب أن تكون لديه القدرة على المواجهة بصوت عال لا التلطي وراء أزلامه وحمل رقمي 8 و 14 كل في يد يفتح أحداها حسبما تقتضي الحاجة.
من هنا، تختم المصادر أن السعودية ورغم المطبات التي مرت بها العلاقة مع الحريري، حسمت أمرها لجهة دعم لوائحه في الشمال، وما كانت زيارة السفير وليد البخاري بمعية سفراء عرب الى طرابلس، من بوابة تيار المستقبل إلا دليلاً على أن الحريري هو زعيم الطائفة السنية ورجل السعودية في لبنان، وأن "نجيب ميقاتي" كان وسيبقى من منظار السعودية "رجل سوريا" الذي تمنعه شخصيته "الواهنة" بالدرجة الأولى من المجاهرة بمواقفه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News