"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
أغلق سكّان بيت الوسط وعين التينة وميرنا الشالوحي الأبواب بعد مغادرتهم البلاد. وحدهم أهل معراب والمختارة تركوها مشرّعة لاستقبال ضيوف محددين، مرفقة بعبارة، "ممنوع التحجيم".
وفي الوقت الذي توضّح فيه المشهد المسيحي المعقّد بألا تنازلات أو تضحيات بالأحجام بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في الحكومة المقبلة إلى حين لقاء رئيسَيهما، تمكّن أحد عرّابَي التفاهم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي من نقل صورة "إيجابية" بمضمونها، قريبة إلى القلب بشكلها، من مقرّ الوطني الحرّ في سن الفيل.
يدرك عرّاب التيار النائب إبراهيم كنعان، الذي لم يتردّد يوماً في شدّ يد "صديقه"، مرات عدة، لعدم الاستسلام، أن وزير الإعلام قادم إلى المبنى، لكنه تفاجأ بالأسلوب الذي استخدمه الأخير عندما وقف إلى جانبه عند تلاوة بيان اجتماع تكتل "لبنان القوي".
خطوة الرياشي التي قابلتها ابتسامة كنعان الصارم، عادة، عقب الاجتماعات، أخمدت النار المسيحية لكنها طبعاً لم تطفئها، باعتبار أنّ اجتماعهما مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لم يوقف معركة "خيّك"، بل اتفقوا على "تهدئة إعلامية كاملة من الجانبين، والمشي إلى الأمام مع النظر قليلاً إلى الخلف"، وفقاً للرياشي.
هذا الاجتماع لن يبقى يتيماً، لكن اللقاء المصيري المرتقب بين رئيسي القوات سمير جعجع والتيار جبران باسيل وحده ينهي المعركة ويساهم في تشكيل الحكومة. وحتى ذلك اليوم المنتظر، أضف إلى المعضلة الدرزية، ستبقى الأمور تدور مكانها، ولا حكومة، وفقاً لمصدر معني بالطرفين وبعملية التشكيل، الذي يشدّد على أنّ الموعد ليس قريباً، وتشكيل الحكومة لن يتم قبل أواخر شهر آب المقبل.
"لذّة الطبخة بمكوّنات متناسبة متوافقة قبل وضعها على نار هادئة"، بحسب وصف المصدر، ما يعني ألا دخان أبيض للقاء في الوقت القريب، إذ تحتاج الأمور بعد إعلان التهدئة الإعلامية الحرص على تطبيقها من قبل الطرفين، وتعميم الأجواء الحذرة، للدخول إلى مفاوضات جديّة مفيدة لمقاربة مواقف الطرفين.
ويرى أن ما وصلت إليه علاقة الجهتين يحتاج إلى إعادة تأهيل من الألف إلى الياء، وعند الانتهاء من هذه المعركة تصبح الحصيلة طبيعية للنقاش حول تشكيل الحكومة. ويشدد على أن العقدة المسيحية لا يمكن أن تُحلّ قبل هذا اللقاء وما سيفضي إليه، وسيتبع ذلك لقاءات عدة بين الطرفين، قد يشمل بعضها آخر بين الرئيسين، وغيرها بين المسؤولين من الجهتين.
المطلوب اليوم لا إشاعة أجواء إيجابية ولا سلبية، بل العمل على تفكيك العقدتين من خلال العمل الجدي، ولا يمكن فعل ذلك من دون الاستناد إلى تدوير الزوايا، باعتبار أنه من دون التدوير من قبل جميع الأطراف لا يمكن الوصول إلى مخارج.
ويتطلب الحلّ أن يتنازل كل طرف أو يتراجع خطوة إلى الوراء، وإلا لا يمكن الوصول إلى نتيجة في جميع اللقاءات المرتقبة، لأنه إذا كان هناك من يعتقد أن التنازل يمكن أن يكون أحادياً، فهو مخطئ في تحليلاته، باعتبار أنّ العودة إلى المربع الأول ستكون سيّدة الموقف، لأن الطرف الآخر لن يرضى بالأمر، وفقاً للمصدر ذاته.
وفي هذه العودة يدخل لبنان بدوّامة الفشل على جميع الأصعدة، وسط أفق مسدودة حتى لو تعبّدت جميع الطرقات، لأن مَن ينقذ البلد من الوقوع هو التوافق المسيحي، ووصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة خير دليل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News