اعتبرت صحيفة "العرب اللندنية" أن مأزق تشكيل الحكومة اللبنانية، يتجاوز حدوده المحلية الداخلية، ليتحول إلى واحد من المؤشرات الإقليمية المهمة واستحقاق يرتبط بمستقبل التسوية في سوريا كما بمستقبل الصراع المتعلق بإيران. ولا يعني البعد الإقليمي الدولي لتشكيل الحكومة اللبنانية أن العوائق خارجية بل يقصد به الفرقاء المحليين الذين يراهنون في توقيت حساس جدا على أي متغيرات متوقعة أو مأمولة في المنطقة في المستقبل القريب.
ويرى مصدر برلماني لبناني لصحيفة "العرب اللندنية" أن العقد المسيحية والدرزية والسنية التي تقف حائلا دون التوصل إلى نقطة توازن ترضي الجميع تستند على حقيقة أن كافة الأطراف تشعر منذ الانتخابات البرلمانية أن وضعها الداخلي وامتداداته الخارجية قويا لدرجة الاستمرار في التشدد في مطالبها بالنسبة لهذا الطرف كما التشدد في رفضها من قبل الطرف الآخر.
ويضيف المصدر أن موقف سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية المطالب بأربع وزارات منها حقيبة سيادية وموقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المطالب بتسميته حصة الدروز المؤلفة من ثلاث وزارات، يستند على معطيات دقيقة، لا سيما خارجية، للمضي قدما في مواجهة العهد الذي يبدو أن لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الكلمة العليا في تقرير توجهاته.
ويكشف عدم حصول أي حلحلة للعقدتين المسيحية والدرزية على الرغم من لقاء جعجع وجنبلاط بشكل منفصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون أن مفتاح أي مخرج هو في يد صهر الرئيس، جبران باسيل، وأن مستقبل أي تسوية حكومية وفق ذلك رهن ما يتوافق مع استراتيجيات الأخير المرتبطة بطموحاته الرئاسية بعد أربع سنوات.
ويجمع المراقبون أن كافة الفرقاء يتصرفون على أساس أن الحكومة المقبلة ستستمر أربع سنوات هي عمر المجلس النيابي الحالي وأنها ستواكب التطورات التي ستجري في كل المنطقة. وعليه فإن الجميع حريص على تموضع متين داخل الحكومة العتيدة.
وتدعو بعض المصادر السياسية إلى مراقبة موقف حزب الله، الذي على الرغم من دعوته للتعجيل في تشكيل الحكومة ومصلحته في الاحتماء بسقف الشرعية الحكومية في مواجهة الضغوط الدولية ضده، فإنه غير قادر على تفتيت عقد التأليف لحرصه على تحصين علاقته بعون وباسيل من جهة ولتعويله على نجاح باسيل في فرض أغلبية داخل الحكومة تتوافق مع توجهات الحزب الداخلية والخارجية المقبلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News