المحلية

placeholder

الجمهورية
الخميس 12 تموز 2018 - 08:05 الجمهورية
placeholder

الجمهورية

الياس المرّ: ما حصل بين 2005 و2018 هو إنهيار سياسي وأخلاقي

الياس المرّ: ما حصل بين 2005 و2018 هو إنهيار سياسي وأخلاقي

قدّم رئيس مؤسسة الانتربول، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، جردة حساب للسنوات الـ13 الماضية التي أعقبت محاولة اغتياله في 12 تموز 2005، والتي تصادف ذكراها الـ13 اليوم. وعلى رغم من ألم التجربة القاسية سياسيّاً ومعاناتها الصحية الكبيرة التي زادت على الخمسين عملية جراحية، سامَح المر ووضع ما حصل خلفه ولم يتهم أحداً ولا يريد ان يتهم أحداً.

في السياسة، عرض المر الصورة التي حكمت تلك الفترة، بما سادها من انهيار سياسي وأخلاقي، وبما تخللها من قرارات اتخذت كلها لغير مصلحة لبنان، ومن أخطاء كبيرة اشترك في ارتكابها فريقا النزاع السياسي في لبنان 8 و14 آذار. ومن مفارقات غريبة لعلّ أقساها انّ مَن اختلفوا في الأمس يجلسون معاً اليوم، فلو كانوا جلسوا في السابق، لكانوا وَفّروا على البلد كلّ ما أصابه.

الصورة الداخلية كما يراها المر، لا تطمئن سياسيّاً، في ظل محاولاتهم لبناء دولة، إنما على فُتات الشعب. وها هو الخلاف على تأليف الحكومة يقدّم الدليل تلو الدليل، وأمّا اقتصادياً فالوضع يتأرجح في دائرة الخطر ولا من يَنتبه او يجد العلاج. وامّا متنياً، فأكد موقعه الى جانب المتنيين ومعهم في خدمتهم، أولويته استكمال ما بدأه، استكمال الانتصار في المتن على الاغتيال السياسي، وفي هذا السبيل يحاول إنضاج فكرة تأسيس تيار سياسي وطني صادق يخرق الاصطفافات بروحية جديدة وعقلية جديدة. ويبقى الأساس في ما يحضّره هو إنشاء مكتب للأنتربول في لبنان، وقد قطع مسافة مهمة في هذا السبيل.

في ذكرى محاولة اغتياله التي تصادف اليوم الثلثاء 12 تموز 2005 على طريق النقاش، إلتقت صحيفة "الجمهورية" الرئيس المر، وكان الحوار الآتي:

• ماذا يقول الياس المر في ذكرى 12 تموز؟

ـ أكثر ما أفكر فيه في هذا اليوم، هم الأشخاص الذين استشهدوا منذ الاستقلال حتى يومنا هذا، أكان في عملية اغتيال، أو في الدفاع عن لبنان، أو خلال عمل مقاوم لتحرير الأرض. كذلك أفكّر بكل الذين استشهدوا عام 2005 وبعده، أو استشهدوا في سبيل مشروع سياسي، أو بسبب القلم السياسي كالصحافيين. فكلّ من هؤلاء ضحّى في سبيل وطنه على طريقته.

أفكر أيضاً بالأبرياء، الذين كانوا على الطريق لحظة الانفجار، ومنهم من استشهد ومنهم من تضرّر جسدياً أو معنوياً. كذلك أفكر بأولادي، الذين كانوا آنذاك ما يزالون أطفالاً، وكانوا يشاهدون التلفزيون وإذ بصوَر التفجير تُباغتهم، وقد كبروا مع تلك الصدمة التي لن ينسوها بسهولة.

وأفكر بأهلي الذين تعرضوا لتلك الحادثة الصعبة والقاسية، وعانوا معي في المستشفى وخلال فترات العلاج. وأفكر بأصدقائي السياسيين وغير السياسيين الذين لم يتركوني في تلك المرحلة، خصوصاً أنني أجريت أكثر من 50 عملية جراحية.

* كيف تغيّرت الظروف بين 2005 واليوم؟

ـ في العام 2005 كان هناك قضية لـ14 آذار و8 آذار وحلفائهما، وكل منهما واجَه بالسياسة على طريقته، وبخطابه وبالفكرة التي يؤمن بها. اليوم، لسوء الحظ وبعد 13 عاماً، نعتقد أنّ كل التضحيات التي قدّمت ذهبت سُدى. لو أنّ القوى التي تجلس اليوم معاً على طاولة واحدة، جلست في العام 2005 معاً لتفجير ثورة تَجمع الكل، كما نادى البعض، لإصلاح البلد، لكنّا منعنا دخول أكثر من طابور خامس على الخط، سَبّبَ عمليات اغتيال كثيرة وسقوط ضحايا أبرياء كثر، ولكنّا أنهينا الشلل والتجاذبات التي كانت حاصلة في تلك الفترة، بسبب الانقسام العمودي المذهبي، لسوء الحظ.

ما حصل بين 2005 و2018، هو انهيار سياسي وانهيار أخلاقي في السياسة وسقوط شهداء وبروز خطاب سياسي مُترد وتمثيل سياسي مُترد. وهناك مَن استفاد من هذا الواقع لكي يتمكن من الخروج من مواقع ما كان يفترض أن يخرج منها حينها لتتم محاسبته، وإذ بالانقسام العمودي يسمح لهم بالخروج من مواقعهم فـ"ركبوا المَوجة"، وهؤلاء من الفريقين، والّا لَما وصلوا الى حيث هم اليوم.

في الوقت نفسه، كان من الممكن تجنّب التدهور في الوضع المالي وحالات الحكومات المبتورة أو الفراغ على المستوى الرئاسي على مراحل طويلة. كل هذا التدهور السياسي والمالي سببه المناخ الانقسامي الذي نشأ عام 2005، حيث ارتكب الفريقان كثيراً من الأخطاء الكبيرة، إن كان في الهستيريا السياسية أو الخطاب غير العقلاني الذي يتجاوز حدود قدرة لبنان على تحمّله، خصوصاً أنّ القوى نفسها تجلس على طاولة واحدة ولا تزال في الأزمات نفسها ولم تحاول حلّ أزمات اللبنانيين، من فقر وبطالة وهجرة، لا بل أكثر من ذلك تمّ إدخال أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري الى البلد نتيجة الخلاف مع سوريا والكلام الكبير الذي قيل يومها...

بعد كلّ التراشق، تَوجّه البعض الى سوريا أو استعاد الحوار معها، و"نام" البعض في سوريا. ومن كانوا رأس حربة في تلك المعارك، يجلسون معاً، فيما كثير من حلفاء الفريقين تعرضوا لـ"ضرب سياسي" أو تَحجّموا أو صاروا خارج المعادلة. هذه الصورة تزيد من الألم في نفسي بعد كلّ ما تعرضتُ له، خصوصاً أنّ حالة البلد مذرية سياسياً ومالياً واقتصادياً. كما أنّ النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة تجعلنا نستغرب كيف أن من كانوا يتعرضون للملاحقة عام 2005 وما بعده، صاروا على لوائح واحدة لمصالح شخصية.

المحطات الايجابية في تلك الفترة التي يمكن التوقف عندها هي حرب تموز 2006، والتي حصلت بقرار إسرائيلي لتدمير البلد، وقد انتصر خلالها لبنان، جيشاً وشعباً ومقاومة، على العدو وكان إنجازاً كبيراً. ومن ثم حرب نهر البارد في العام 2007، ويومها كنت وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس الحكومة، وقلت يومها انها بداية لحرب ستشهدها دول ثلاث، تبدأ من شمال لبنان لتمر بسوريا وصولاً الى العراق وفق خطة مرسومة، وقد انزعج البعض من هذا الكلام ولكن كان قرارنا سليماً بالحرب على الارهاب، ولو أنه كلّفنا شهداء من الجيش لا يزالون في ضميرنا ووجداننا وعقلنا، لكنها كانت من المعارك التي شنّها الجيش لمصلحة البلد، خصوصاً أنه كان المطلوب أن يكون لبنان منصّة لهؤلاء التكفيريين، كما حصل في سوريا والعراق. ولكن غير ذلك، كل القرارات اللبنانية التي صدرت في الشأن الداخلي حتى العام 2013، كانت ضد مصلحة اللبنانيين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة