"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
ما تتعرض له كرة السلة اللبنانية يستحق الوقوف عنده، من استقالة اتحاد الى غياب التمويل، وعدم مشاركة فرق من الدرجة الأولى في بطولة الموسم المقبل، الى اعتراضات وشكاوى وبنود وتعليقات وهجوم وصولا الى تشكيلات الفرق وتوقيع العقود الذي أربك الجمهور اللبناني. "فريق الشانفيل صار حكماوي"، العبارة الأكثر شيوعا بين رواد مواقع التواصل الذين احتاروا وسط البلبلة الحاصلة بين النادي الأخضر والشانفيل.
استهلت المفاوضات باتفاق إداريي الشانفيل مع مدرب الحكمة فؤاد ابو شقرا ليتولى تدريب نادي المريميين الشانفيل، على الرغم من تجديد هذا الأخير عقده مع الحكمة منذ فترة. الا انه على ما يبدو ازمة نادي الحكمة والوضع المادي الصعب الذي يمر به قلبا المقاييس ودفعا ابو شقرا ومساعده كوكو كريكوريان إلى الرحيل عن القلعة الخضراء. وفي الوقت الذي انهت الأزمة مسيرة أبو شقرا، اختير مدرب الشانفيل غسان سركيس لانطلاق مسيرته مع النادي الأخضر في محاولة لانتشاله من الأزمة واعادته الى السكة الصحيحة.
الاتفاق لم يبرم رسميا حتى الساعة مع سركيس، بانتظار حلحلة بعض الأمور العالقة، للوقوف بوجه الحرب المقامة ضد نادي الحكمة. وأشار سركيس في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" الى انه حتى الساعة لا توقيع لعقد رسمي لكن المفاوضات جدية وقائمة. وعن امكانية استعادة أمجاد الحكمة قال "ما معي عصا سحرية، لكن بتضافر جهود الجميع من لجنة ادارية وجهاز فني وجمهور النادي العظيم، سنستعيد للحكمة عزّها".
تشكيل فريق جديد لنادي الحكمة بعد الكارثة المالية التي اجتاحت النادي وأطاحت ثقة الممولين به بات صعبا، خصوصا مع كل الدعاوى القضائية المقامة ضد النادي والحظر القائم عليه. ولأن وضع الموسم المقبل قد يكون أصعب، لم ينكر سركيس امكانية تشكيل فريق من اللاعبين الناشئين. ولفت الى ان "الناشئين هم عنصر شباب امامه مستقبل واعد في كرة السلة، وتمرينهم على أرض الملعب قريبا جدا. وسيتفاجأ كثيرون خلال البطولة لما يمكن لهؤلاء تقديمه وعندي ثقة فيهم متل ما كان عندي ثقة بشباب قبل صاروا نجوم".
وعما اوصل نادي الحكمة الى هذه المرحلة، رأى المدرب ان سوء التعاقد مع اللاعبين في إحدى الفترات هو السبب الأساسي وراء الأزمة المالية الحالية. وبداية المشكلة لم تكن من الموسم السابق بل قبله بكثير، اذ انها عصفت بالنادي منذ 5 سنوات عندما دفعت مبالغ خيالية للاعبين بطريقة غير مدروسة وغير مستحقة. وما خلّفته هذه المشكلة على الصعيد المالي داخل النادي عكس قلة ثقة أمام الممولين الجدد الذين تكهنوا ان يكون هناك سرقة او سوء ادارة مالية من القيمين، الامر الذي لا يمكن للإدارة الجديدة تحمل أعباءه. وأضاف "لم نتعلم من أخطاء الماضي، وها هي شكاوى اللاعبين تتوالى".
والمقصود بذلك، لاعبون من نادي الحكمة كانوا شبه غائبين عن ارض الملعب في مباريات الموسم الماضي، أبرمت معهم عقود بمبالغ مالية غير مستحقة، وها هم اليوم يقدمون شكاوى قضائية ضد النادي لاستعادة حقوقهم.
تبادل مدربي ناديي الحكمة والشانفيل لم يكن يتيماً، اذ تبعه مفاوضات جدية من قبل ادارة النادي المتني ولاعبي النادي الأخضر بينهم علي مزهر والنجوم الأجانب في الفريق. لكن الخضّة الاكبر التي هزّت جمهور الحكمة وأفقدته السيطرة هي رحيل قائد نادي الحكمة اللاعب الأكثر شعبية نديم سعيد وتوقيعه رسميا مع الشانفيل للّعب على أرضه في الموسم المقبل على الرغم من عدم انتهاء عقده مع الحكمة.
حامل شعلة نادي الحكمة على الرغم من الظروف الصعبة والخضات التي رافقت النادي الموسم السابق، ومطلق شعار "حتى آخر نفس"، لم يكن سهلا عليه اتخاذ هذا القرار المصيري وأبرم اتفاقا مع الشانفيل. لكنه اختار الطريق الأنسب في الوقت الحالي، والأكثر عقلانية كون ازمة الحكمة ستشتد هذا الموسم قبل ان تفرج لاحقا بحسب ما طلبه القييمين على النادي الأخضر من سعيد لأن فريق الموسم الحالي سيتشكل من ناشئين. واصراره على المحاربة من اجل النادي لم ولن يتوقف، بحسب ما قال لـ"ليبانون ديبايت".
ولفت سعيد الى ان ثمّة من يحارب نادي الحكمة محاولا اضعافه لأسباب في نفس يعقوب. وعن الدعاوى القضائية التي توالت ضد القلعة الخضراء، رأى انه "كان يجدر على اللاعبين التروي في أخذ هذا النوع قرارات في ظل علمهم بما يحصل داخل النادي. بعدو خالص الموسم والمشاكل بأوجّا بس مين بيعرف شو في عند التاني؟ لكل لاعب وضعه الخاص بالتالي لا يمكن اطلاق الاحكام على أحد".
ويجدر الاشارة الى ان عقد سعيد مع الحكمة ينتهي بعد سنتين ورغم رحيله لم يطالب بأي من حقوقه احتراما لما يمر به النادي. ووعد بتقديم أفضل ما لديه في الموسم المقبل آملا الوصول ليس فقط الى النهائيات بل إلى احراز البطولة، وسيكون اعضاء الفريق قلبا واحدا.
وعما إذا كان سيتخلّى الجمهور عن ناديه بعد ما حصل، وجّه الكابتن لجمهور الحكمة الرسالة الأكثر عمقاً، "انطلاقا من معرفتي بجمهور الحكمة، دائما يضع فريقه بالطليعة، وعلى الرغم من كل الأزمات، يحافظ على حماسه بتشجيع فريقه من القلب. وليضحي بهذا الموسم، لأنه بعد انتشال النادي من أزمته سيعود الى امجاده كما في السابق، وعلى الجمهور ان يكون جاهزا كما عرفناه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News