المحلية

الثلاثاء 31 تموز 2018 - 01:00 LD

واشنطن تحرج باسيل

واشنطن تحرج باسيل

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

لم يكن مفاجئاً الكلام الذي سمعه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في واشنطن، خلال مشاركته بالمؤتمر الوزاري من أجل تعزيز الحرية الدينية، من نواب وزراء أميركيين، منذ أسبوع، باعتبار أن سياسته المتماهية مع حزب الله مدوّنة في سجلات الإدارة الأميركية.

ولم يستغرب باسيل الرسائل والتحذيرات التي تبلّغها من هؤلاء، حيال الإجراءات المرتقبة ضد الحزب، وضرورة العودة إلى سياسة النأي بالنفس. لكن ما صدمه رفض نظيره الأميركي مايكل بومبيو اللقاء به، على الرغم من أن الأخير صاحب الدعوة. علماً أن باسيل كرّر طلبه مرتين لكن الرجل الأميركي أصرّ على عدم الاجتماع به، مكتفياً بإرسال شخصيات، صنّفتها مصادر مطلعة على الزيارة، من المستوى الثالث.

ووفقاً لهذه المصادر، يعود إصرار باسيل على اللقاء إلى أنه أراد البحث مع بومبيو ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، على إثر المفاوضات الأخيرة التي قادتها روسيا، بموافقة أميركية، ولفهم النظرة الأميركية والوقوف على سياستها المستجدة في المنطقة، لكن عدم الاجتماع به جعل النقاش بيد المسؤولين الأميركيين.

والتقى باسيل كل من نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، ونائب وزير الخزانة مارشال بيلنغسليا، ومساعد وزير الخارجية للشرق الأوسط جول رايبرن، ومساعد وزير الخارجية لشؤون اللاجئين والهجرة والسكان سيمون هانسشوي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ستيوارت جونز، ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ورئيسة اللجنة الفرعية لمخصصات الشؤون الدفاعية في مجلس النواب كاي غرانغر.

ومن بين اللقاءات المعلنة تلك التي جرت بين باسيل وسوليفان، إذ ناقشا عملية تشكيل الحكومة اللبنانية والتعاون بين الجانبين في ما يتعلق بمخاطر حزب الله في لبنان والتهديد الذي يشكله في المنطقة، وهو الأمر الذي يقلق واشنطن، والتأكيد على ضرورة تقيّد الأطراف اللبنانيّين بالتزامات لبنان الدوليّة والعودة إلى سياسة النأي بالنفس.

لكن المخفي منها، تلك الخطوات المطلوب اتباعها من قبل لبنان بعدما سمع باسيل خلال اللقاءات أنه حليف حزب الله، وأن سياسته الداخلية تتناغم معه، لكن بحكم موقعه الرسمي، يجب التحرر من ضغوط الأخير، والدفع بتنفيذ القرارات الدولية، وضرورة التحدث إلى الحزب عما تسميه واشنطن ترسانة حزب الله، وإقناعه بضرورة الانسحاب من المنطقة، تحديداً سوريا.

أجوبة باسيل أقلقت واشنطن، إذ أشار إلى أن سلاح حزب الله يُناقش ويحدد مصيره في الداخل اللبناني، أما مسألة وجوده في سوريا ترتبط بحوار وطني، كما أنه ملف إقليمي ويجب حله على هذا الأساس. كلام باسيل توافق تماماً مع تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عزف على لحن الدبلوماسية ذاتها في المحافل الدولية، والحوارات الإعلامية الأجنبية، وهو ما تتلقفه واشنطن بحذر.

عاد وزير الخارجية خائباً إلى لبنان، لكن سرعان ما حصل على رضى الحزب الذي قابله بإشارات إيجابية حيال كيفية تعاطيه مع ملفه في واشنطن. وتؤكد المصادر ذاتها أن الحزب يفصل في الملفات خلال تعاطيه مع باسيل، ما يعني أن علاقته برئيس التيار الوطني الحر على صعيد السياسة الداخلية ممتازة، وبالشق الإقليمي يحظى باسيل برضى متكامل. لكن يبقى اعتراض الحزب على سياسته حيال التصعيد الذي يقوم به تجاه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في ما يخص تشكيل الحكومة، والتباينات والمناكفات مع بقية الأفرقاء.

وفي الوقت الذي ربط فيه مراقبون خذلان باسيل بردة فعل أميركية إزاء التأخير الذي قيل إنه متعمّد من قبل باسيل خلال استقبال وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تليرسون في شباط الماضي في قصر بعبدا، ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، مشيرين إلى أن بومبيو الشخصية الأكثر حزماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذاته، وهو الرجل القادم من العالم الاستخباراتي الذي يحاول رسم سياسية خارجية جديدة، والدليل عدم رضاه عن لقاء ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الفنلندية، ما يؤشر إلى أن اجراءاته تجاه الحزب لن تكون تهذيبية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة