"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
بعد قطيعة دامت 6 أشهر على خلفية "فيديو البلطجي"، قصد رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل برفقة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي للمرة الأولى دارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في خطوة رأت فيها أوساط متابعة على خط الطرفين أنها تحمل رسائل عدة.
خرج باسيل بعد ساعة تقريباً، مبشراً كل من كان ينتظر حصاد هذا الاجتماع. وقال إن أحوج ما نحن بحاجة إليه في البلد أن نتلاقى مع بعض كلبنانيين كي نؤمن مستقبلاً أفضل للبلد. وأضاف "نحن أحوج ما نكون الى اللقاء طالما أننا أتينا من مؤتمر في واشنطن تحدثنا فيه عن فن المعايشة التي هي أبعد من التعايش". وأوضح أننا "بحثنا الكثير من المواضيع المفيدة للبلد من تأليف الحكومة إلى موضوع النازحين، كما ناقشنا كل ما يأتي بالخير للبلد، وهو لقاء الخير".
هذه المبادرة غير المستغربة، خصوصاً أن خطوات عدة سبقتها كانت مؤشراً إلى أن هذا اللقاء بات قريباً، يرعاها حزب الله، الذي سارع إلى إطفاء الحرائق مرات عدة خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، التي تلت "البلطجي" ردود متبادلة، بينها "برغتة" باسيل في الجنوب. كما أن الرجل الثالث في اللقاء قام بدور الوسيط في تقريب المسافات، خصوصاً أن الفرزلي هو نائب برّي والصديق، وهو أحد أعضاء تكتل "لبنان القوي" الذي يرأسه باسيل، ما ساعده على الوقوف بين الطرفين.
وعلى الرغم من أنّ الفريقين أعلنا مراراً أن ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، بقي الوضع على حاله، حتى بادر تكتل "لبنان القوي" إلى الخطوة الأولى نحو حركة أمل عبر إعطاء عدد من أصواته لانتخاب بري رئيساً للبرلمان للمرة السادسة على التوالي.
إلا أنّ ما حرّك المياه تخوُّف حزب الله من الأحداث والتطورات الداخلية والإقليمية وتأثيرها على العهد، في ظل جمود تشكيل الحكومة، إذ ما بات يجمع صاحب العهد رئيس الجمهورية ميشال عون بحزب الله أبعد من استراتيجية، بحسب المصادر.
في المقابل، رجل عين التينة الدبلوماسي المخضرم يعي تماماً قيمة توصية حزب الله في هذه الظروف، وتلقاها بطرق إيجابية، على الرغم من رفضه وصول عون إلى سدة الرئاسة، أضف إلى الهوة الكبيرة التي نشأت بينهما على خلفية مرسوم ضباط 1994، تُرجمت بدايتها على الرغم من تماهيه مع مطالب رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وحزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي، بحضور وفد من "لبنان القوي"، لقاء الأربعاء، بعد غياب عن سابقاته. وهي الخطوة الثانية من رئيس التكتل التي فتحت قنوات التواصل بين الفريقين، حتى أنّ النائب سليم عون حجز مقعداً له، كل يوم أربعاء، في عين التينة، ممثلاً التكتل.
رسالة أخرى استشعرتها "أمل" في تلبية باسيل ممثلاً رئيس الجمهورية حفل تدشين سد وبحيرة اليمونة، وهو أحد معاقل الحركة، والمنطقة التي تعيش صراعاً عقارياً شيعياً ــ مارونياً، فلاقته الحركة عبر عضو المكتب السياسي في "أمل" الشيخ حسن المصري الذي سارع إلى التصريح أن "البلد بحاجة الى حكومة وحدة وطنية تؤازر العهد ولا نقبل لأي قوة في الدنيا أن تفشل هذا العهد الممثل بالرئيس ميشال عون".
اليوم، تخطى الطرفان أزماتهما واختارا السير قدماً، تطبيقاً لنظرية ما بعد الانتخابات. في ظلّ هذا الغزل المتبادل يقف العرّاب مرتاحاً، إذ إن ما سعى إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله جاهداً، خصوصاً خلال لقائه الثاني بباسيل، وطلب منه خلالها تسوية أوضاعه مع بري، واستجاب الأول. على الجهة الأخرى، طلب الأمين العام خلال زيارة بري له التصرف وفقاً لحكمته، وهذا ما حصل.
بالإضافة إلى التعاميم من قبل الجهتين التي أوصت الجميع مسؤولون ومناصرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوقف تراشق الاتهامات، الأمر الذي انعكس ايجاباً على الأجواء الميدانية.
يعيد البعض اقتناع بري بضرورة تصويب العلاقة إلى مونة حزب الله لا إرضاء للعهد،كما تقرّب باسيل من رئيس البرلمان لقطع الطريق أمام القوات لعدم تعميق العلاقة مع أمل، في حين وضعها آخرون في اطار ردة فعل باسيلية على عودة العلاقة الودية بين رئيسي الحكومة المكلف سعد الحريري وحزب القوات سمير جعجع. لكن مهما كانت الأسباب، تتأمل المصادر ذاتها أن يُترجم "لقاء الخير" على أرض الواقع عبر تشكيل حكومة توافقية لإنقاذ ما تبقى من عمر العهد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News