المحلية

الخميس 02 آب 2018 - 01:00 LD

اتفاق الديمان (2)... هل ينهي الخلاف المسيحي ـ المسيحي؟

اتفاق الديمان (2)... هل ينهي الخلاف المسيحي ـ المسيحي؟

"ليبانون ديبايت" ـ نهلا ناصر الدين

"لا تستقيم الحياة الوطنية ومسيرة الدولة إذا لم يتصف أصحاب السلطة بفضيلتي التجرد والتواضع. هذا هو أصل الأزمة السياسية الراهنة عندنا، أعني أزمة تعثر تأليف الحكومة. أليس لأن كل فريق متمسك بمصالحه وحصته ومكاسبه وحساباته؟ فلو تجردوا وتواضعوا، لتألفت الحكومة للحال...". قالها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد الاحتفالي الاول في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان. وحذّر من انعدام ثقة اللبنانيين بالسلطة السياسية إذا ما استمروا برؤية هذا التراجع في الحياة السياسية، وهي الثقة التي أظهرت تراجعاً مخيفاً في الانتخابات النيابية الأخيرة.

يلاحظ المتابع لتصريحات البطريرك الراعي الأخيرة ارتفاع نبرة الكنيسة في توجيه اللوم للقوى المسيحية الكبرى في لبنان، التي تُعلّق جزء كبيراً من عرقلة تشكيل الحكومة على خشبة خلافها، وتحديداً الصراع العوني ـ القواتي.

يرد مرجع سياسي هذه النبرة المرتفعة إلى بدء نفاذ صبر الراعي من الخلاف المسيحي ـ المسيحي، "لذلك نراه رافعاً سيف اللوم على المتخاصمين حكومياً عسى أن يساهم هذا العتب بتحريك المياه الراكدة على خطي معراب ـ ميرنا الشالوحي. ولا ننسى أن الراعي بصفته المرجعية الروحية الأكبر للمسيحيين، لا بدّ أن يكون له هذا الدور في توعية الأطراف المتخاصمة على أن السفينة التي تحملهم قد تغرق في أية لحظة وسط أمواج التحديات التي تضربها".

لكن ليس في الأفق ما ينبئ بعد فشل اتفاق الديمان (1) الذي تم بين عرابَي "تفاهم معراب" وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان والراعي، أن لقاء المعجزة بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سيحصل. وبالتالي لا حكومة طالما أن أكبر كتلتَين مسيحيتين تستعر نيران الخلاف بينهما على الحصص الوزارية.

فهل ستعاود الديمان محاولاتها في تعبيد الطريق بين القوات والتيار أم أنها ستستسلم أمام تمسُّك هؤلاء بمطالبهم الحكومية؟

علم "ليبانون ديبايت" في هذا الإطار أن الراعي لن يستسلم انطلاقاً من موقعه وموقع الكنيسة التي يرعاها، وأن الديمان تحضّر لمبادرة ثانية شبيهة بالأخيرة، انطلاقاً من حرصها على التوافق المسيحي خصوصاً واللبناني عموماً، وأن اهتزاز نتائج اللقاء الثلاثي الأخير لن يثني الكنسية عن القيام بدوريها التاريخي والرئيسي في المحافظة على وحدة المسيحيين.

يتقاطع رأي المحامي الدكتور أنطوان صفير مع هذه المعلومات، ويؤكد أن دور بكركي وموقعها وتاريخها تمنع استسلامها تجاه هذا النوع من الأزمات، إذ تسعى دائما على تحييد النزاعات "لأننا دفعنا ثمنها غالٍ جداً، ولذلك تسعى دائماً لتكون صلة وصل لحلحلة العقد بين المسيحيين ومن ثم اللبنانيين".

ويلفت المرجع السابق في بكركي في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" إلى أن بكركي عبر مراحلها التاريخية والدور الذي يتطلع به غبطة البطريرك الماروني يتعلق بتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، وانطلاقا من دورها تنادي بثوابت الكيان اللبناني التي لا تقوم إلا على التعددية واحترام الرأي الآخر على الساحة المسيحية واللبنانية.

وحول ما إذا كان هذا الدور قد ينجح برأب الصدع، يقول صفير لا اعتقد أن بكركي تدخل بعملية تواصل تقني او بالعناوين السياسية، فهي لا ترمم تحالفات سياسية على حساب أخرى ولا تسعى الى قيام تحالفات سياسية بقدر ما تحث القيادات والافرقاء والاحزاب على أن تتواصل دائما كي لا يتحول أي خلاف إلى خصام وشتائم متبادلة وزيادة الاحقاد والعودة للماضي. فلا يمكن لبكركي لا في السابق ولا اليوم ولا غدا أن توافق على أن يتحول الخلاف إلى خصام خصوصا بين أبناء الصف الواحد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة