المحلية

الأربعاء 08 آب 2018 - 01:00 LD

تاريخ صور ينتصر على المصالح... "شكرا حزب الله"

تاريخ صور ينتصر على المصالح... "شكرا حزب الله"

"ليبانون ديبايت" – نهلا ناصر الدين

بعد موجةٍ من الاعتراضات الشعبية والبيئية أزيح كابوس ردم شاطئ صور الجنوبي، بقرار من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أوعز لبلدية صور بتعليق مشروع استحداث رصيف للدراجات الهوائية على الشاطئ الجنوبي لمدينة صور، الممتدد من الجامعة الإسلامية وصولاً إلى استراحة صور.وهو المشروع الذي كان سيردم من شاطئ صور الرملي والصخري ما يقارب الـ 9 أمتار، عرضاً، على طول 700 متر.

يؤكد نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي لـ"ليبانون ديبايت" أن المجلس البلدي قرر تعليق المشروع، بناءا على طلب من الرئيس بري توجه به لرئيس البلدية حسن دبوق نزولاً عند رغبة الأهالي الرافضة للمشروع.

ولفت إلى أن هذا التعليق لا يعني إلغاء المشروع بل توقفه "إلى أجل غير مسمى"، علما أن المشروع كان لا يزال طرحاً ولم تجهز خرائطه بعد"، ويشير إلى أن البلدية راضية عن هذا القرار الذي يرضي أهل المدينة والمجتمع المدني والجمعيات المعنية، "وإن كانت البلدية مقتنعة بأهمية المشروع السياحية".

وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر مقربة من حزب الله، أن الأخير وضع الرئيس بري بصورة الاعتراضات الشعبية على المشروع، والشبهات التي تدور حوله كونه يهدد تاريخ وطبيعة المدينة للخطر، الأمر الذي أدى إلى إعطاء بري القرار بتعليق المشروع فوراً. ولفتت المصادر إلى أن الرئيس بري تربطه بصور علاقة روحية ولا يقبل أن يمسها أي أذى.

وأبدت المصادر ملاحظاتها على أسلوب رئيس بلدية صور حسن دبوق الذي اعتاد تمرير المشاريع من تحت الطاولة من دون أن يقبل بأي نموذج من المشاركة أو التفاوض من قبل أعضاء المجلس البلدي. ما أدى إلى تنمية اعتباطية داخل المدينة وعدم توازن واضح في المشاريع ما أدى إلى إنماء شوارع دون أخرى من المدينة. ونتيجة هذا الأداء، اتخذ حزب الله، بحسب المصادر، قراراً بأن يكون شريكاً في القرارات المصيرية لصور انطلاقاً من حربه التي فتحها على الفساد.

هل يعني هذا أن الخطر أزيل عن شاطئ صور؟ المشروع عُلق ولم يهدأ بال أهل الاختصاص بعد، لما يشكل هذا المشروع من خطر على هوية المدينة البيئية والتراثية. ويؤكد رئيس جمعية الجنوبيون الخضر هشام يونس لـ"ليبانون ديبايت" أن تعليق المشروع لا يكفي لحماية المدينة، بل يجب إلغاء أي مشروع يمس بطبيعة صور وثقافتها، إذ تحتاج المدينة لرؤية مختلفة تلحظ هويتها الثقافية والطبيعية، وحساستها الطبيعية ومعالمها وتاريخها وتميزها.

وعن أهمية الشاطئ الذي ما زال مهدداً بما أن المشروع عُلّق ولم يُلغَ نهائياً، يلفت يونس إلى ان الكورنيش الجنوبي يشكل جزءاً من شاطئ صور الرملي الجنوبي الذي كان ممتداً من معهد الدراسات الاسلامية، قديماً، موقع الجامعة الإسلامية، حالياً، الذي أقيم بعد جرف المعهد وتضمن أعمال ردم ايضاً، وصولاً إلى آخر حدود صور العقارية الساحلية. وقد جرى ردمه على مرحلتين منذ تسعينات القرن الماضي وأدى ذلك الى خسارة صور لأجزاء من واجهتها الطبيعية الجنوبية ونظامها البيئي الشاطئي الذي كان يحاذي الأحياء الحديثة من المدينة، منذ أربعينيات القرن الماضي، التي بنيت وتوسعت خارج البلدة القديمة علماً ان البناء في محاذاة الشط الرملي تأخر الى سبعينيات القرن الماضي . ويساهم هذا التشويه في حال استمر بإحداث الضرر الكامل بالنظام البيئي المتكامل للشاطئ، لا سيما أن الشاطئ امتداد لمحمية صور الطبيعية التي تُعتبر من أهم المحميات الطبيعية في الشرق الأوسط.

كما أن ردم الشاطئ يعني تدمير الأجزاء الأثرية المغمورة من صور التاريخية التي كانت ممتدة على كامل الجزيرة والخط الساحلي الى ما بعد تل الرشيدية التي غمرتها المياه على اثر الزلازل التي ضربت المنطقة والساحل خلال حقبات عدة بالاخص زلزال القرن السادس الذي أدى لغرق اجزاءً منها، وكذلك مرفأها الفينيقي الجنوبي المسمى بالمصري، والذي يعد أحد اقدم المرافئ المبنية على المتوسط ويقع موقعه ضمن خط الشاطئ الجنوبي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة