ذكرت مصادر قريبة من رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري لصحيفة "العرب اللندنية" أنّه غير مستعد لتقديم أي تنازلات من أجل استرضاء التيار الوطني الحر على حساب القوات اللبنانية، نظرا إلى أن ذلك يعني أنّ المطلوب منه إلغاء حليفه المسيحي الذي لا بديل عنه في الوقت الراهن.
ويعتبر الحريري أن القوات التي يرأسها سمير جعجع قدمت ما يكفي من التنازلات، بما في ذلك قبولها بأربع حقائب وزارية بدل خمس حقائب وتخليها عن المطالبة بأي وزارة سيادية، أي لا داخلية ولا خارجية ولا دفاع ولا حقيبة المالية لهذا الحزب الذي لديه 15 نائبا في مجلس النواب الجديد.
وأوضحت المصادر السياسية أن عون وباسيل لا يريدان تهميش القوات اللبنانية فحسب، بل يسعيان أيضا إلى أخذ وزارة الأشغال العامة المعنية بمعظم المشاريع المرتبطة بالبنية التحتية أيضا.
وذكرت أن حجة رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر هي حاجتهما إلى وزارة خدماتية كبيرة بدل ترك هذه الوزارة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي يعتبر المنافس الأقوى لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في أي انتخابات لشغل موقع رئيس الجمهورية مستقبلا.
وأشارت أوساط سياسية إلى أن الحريري قرّر ممارسة سياسة الانتظار، خصوصا بعد اكتشاف عون وباسيل أن لغة التهديد والتهويل عليه لا تنفع وأن ليس في استطاعتهما سحب تكليف تشكيل الحكومة منه.
كذلك، أشارت هذه الأوساط إلى أن موقف حزب الله لا يتوافق تماما مع موقف التيار الوطني الحرّ، خصوصا في ضوء حاجة الحزب إلى تشكيل حكومة يشارك فيها قبل موافقة الكونغرس الأميركي على حزمة عقوبات شديدة عليه قبل نهاية الشهر الجاري.
وذكرت أن حاجة الحزب إلى حكومة تشكّل سريعا، كانت وراء دعوة نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب باسيل إلى عدم التفكير في معركة رئاسة الجمهورية منذ الآن، أي قبل أربع سنوات من انتهاء ولاية ميشال عون.
وتحدثت الأوساط السياسية عن عراقيل أخرى تحول دون تشكيل الحكومة اللبنانية من بينها العقدة الدرزية، إذ يصرّ الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على أن يكون الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة من حصته، في حين يصرّ عون وباسيل على توزير طلال أرسلان الذي يمثل الجناح الآخر في الطائفة الدرزية. ومعروف أن طلال أرسلان لا يمتلك حاليا وزنا يذكر في طائفته وقد ترك له وليد جنبلاط مقعدا شاغرا في لائحة انتخابية كي يستطيع دخول مجلس النواب.
وذكرت الأوساط السياسية أنّ الإصرار على توزير طلال أرسلان أو ممثل له في الحكومة يعكس رغبة لدى باسيل وعون في استرضاء الرئيس السوري بشّار الأسد الذي يكنّ حقدا كبيرا للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.
وتحدثت الأوساط السياسية عن عقبة أخيرة تحول دون تشكيل الحكومة تتمثل في دفع النظام السوري كلا من حزب الله والتيار الوطني الحر إلى فرض وزير سنّي من خارج تيار المستقبل على الحريري.
ومن جهة أخرى تخلص مصادر قريبة من تيار المستقبل إلى القول إن الحريري يقارب أمر تشكيل الحكومة بروية ودون أي تشنج لإدراكه لحساسية الوضع الدولي وتأثيره على حسابات الفرقاء السياسيين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News