"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
مشاريع تعدها البلديات وتخطط لها بهدف انماء المنطقة وتنفيذ اشغال مثل تعبيد الطرقات والشوارع وانشاء حائط دعم وتجميل البلدة وغيرها مما تتطلبه البلدة وحاجات اهلها. تخضع هذه المشاريع لدفتر شروط تجري على أساسه المناقصات، وتفوز الشركة المشاركة في المناقصة والمستوفية للشروط المطلوبة وفقا للبنود المنصوص عليها لتدخل حيّز التنفيذ. تقتصر بعض المشاريع على تعديلات لا تستدعي اثارة الشبهات، بينما تتخطى ميزانية بعضها ملايين الدولارات، الأمر الذي يستدعي طرح علامات استفهام والتدقيق في دفاتر الشروط والاطلاع على تفاصيل المنافسة عن كثب.
أكثر من بلدية رميت في قفص الاتهام من قبل أحد المتعهدين الذي أكد لـ "ليبانون ديبايت" ان شروط تقديم العروض للدخول في مناقصات أكثر من بلدية هي مجرّد صفقات معلّبة على مقاس البعض للاستفادة المادية. وباتفاق مسبق بين البلدية والمتعهدين، اذ تنطبق البنود المنصوص عليها في دفتر الشروط على متعهد او اثنين حصرا ما يلغي مبدأ المنافسة بين المتعهدين ويقلّص فرص متعهدين آخرين في المشاركة.
لم يكتف المتعهد بتوزيع الاتهامات بل كشف عن اتفاقات تجري تحت الطاولة بين متعهدين وأكثر من بلدية ضمن نطاق منطقة جبيل وكسروان والمتن الشمالي معددا منهم بلديات يدور حولها الشبهات، على حد وصفه. وأشار الى ان باب المناقصات الذي فتح في مناطق قرنة شهوان وسد البوشرية وغزير وذوق مصبح وذوق مكايل والمطيلب، وفي صدد تشريع بابه في بلدية طبرجا - كفرياسين يدعو الى التساؤل لما يتضمن دفتر الشروط الخاضعة لها العروص من بنود تعجيزية.
وعلّق المتعهد على أكثر من بند، مركّزا على المادة الثالثة من فصل تقديم العروض التي تنص على انه لا يقبل في المناقصة سوى المتعهدون المصنفون درجة اولى أشغال الطرق والذين تتوفر في كل منهم الشروط التالية "ان يكون مالكا او شريكا بموجب عقد شراكة مسجل لدى كاتب العدل لا يعود تاريخه لأكثر من سنة لجبالة اسفلت انتاج 240 طن بالساعة مصدقة من وزارة الأشغال العامة لا تبعد أكثر من 30 كلم من موقع العمل. وان يكون المتعهد قد نفّذ وحده خلال الخمس سنوات الاخيرة اشغال طرق بلغت قيمتها على الاقل خمسة مليار وخمسماية مليون ليرة لبنانية فقط لا غير من بينهم صفقة واحدة بلغت قيمتها على الاقل ملياري ليرة لبنانية فقط لا غير.
من هنا، تساءل المتعهد عن سبب اختيار شروط غير متوفرة سوى عند شركتين في الوقت الذي على المناقصة حتى تكون عادلة ان يتقدم اليها حوالي 15 متعهد على ان يتم الاختيار من بينهم الكلفة الأفضل او التصفية عبر استيفاء الشروط والقرعة. ورغم تفاوت اسعار بين المشاريع المطروحة بلغت فروقاتها حوالي 500 مليون ليرة لبنانية تفوز بالتلزيمات شركة عرضت مشروعها بشعر يفوق كلفته المليون دولار.
لفّ بنود دفتر الشروط للمناقصة في أكثر من بلدية غموض في عدّة نقات، دفعت ببعض المتعهدين الى رفع الصوت والمساءلة عن سبب وضع شروط لا فائدة منها في المناقصة سوى تقليص عدد الشركات التي بإمكانها المشاركة فيها. وتوجّهوا بنداء لتحرّك المعنيين والتدقيق في المبالغ المالية المشبوهة في مثل هذه المناقصات، لمنع انتشار الفساد وضبط تبخر الأموال المستحصل عليها من جيوب الأهالي.
رئيس بلدية المطيلب بول شديد الذي لحق المناقصة التي أجريت منذ ايام ضمن نطاق بلديته جزء من الاتهامات لم يكن بموقع الرد عليها، اكتفى بالتوضيح لـ "ليبانون ديبايت" انه رفض استقبال اي متعهد طلب الاجتماع فيه قبيل الانتهاء من المناقصة لتجنب اي التباس قد يحصل او شكوك قد تثار حول شفافية المناقصة. أما فيما يخص البنود التعجيزية التي جرى الحديث عنها ضمن دفتر الشروط، رأى شديد ان مشروع انمائي بهذه الضخامة وميزانية تنفيذ تتخطى المليون دولار أقلّه حصر تقديم العروض بشركات مصنفة فئة أولى وعلى المستوى المطلوب.
دحض شديد الشكوك والشبهات لافتا الى انه ليس هو من قام بوضع دفتر الشروط حتى يتم اتهامه بتعليب المناقصة بل المجلس الأعلى للتنظيم المدني هو من يتولى هذه المهمة. وأكد ان المناقصة تقدم اليها 5 مشاريع، بعضها لم يستوفي الشروط المطلوبة وإحدى المتعهدين انسحب منها في اللحظات الأخيرة قبيل ابرامها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News