أشارت صحيفة "الأنباء الكويتية"، إلى أن "نصائح وردت الى أكثر من مسؤول لبناني من جهات إقليمية ودولية تحث على ترتيب البيت اللبناني وتحصينه في هذه المرحلة، عبر حل للمعضلة الحكومية بطريقة لا يكون فيها أي من الأطراف خاسرا، إذ إن الوقائع الميدانية في سورية تشي بتطورات قد تحدث في اي لحظة، يخشى أن تفرض إيقاعها على المشهد اللبناني، وتصعب الأمور فيه أكثر مما هي صعبة في هذه الفترة".
ونقل عن جهات أمنية غربية تخوفها من أن الجاهزية العسكرية الغربية والروسية والإيرانية في أعلى درجاتها، خصوصا على جبهة إدلب، التي يبدو أن تحضير المعركة فيها بات في مرحلة متقدمة وبدأ يثير القلق من اقتراب الساعة الصفر لانطلاق العمليات العسكرية، التي من شأنها أن تفرض أمرا واقعا جديدا وستكون له تأثيراته المباشرة على سورية والدول المحيطة بها، ومن ضمنها لبنان.
أكثر ما يشغل بال المسؤولين في هذه الفترة، هو تطورات إدلب وما يحكى عن عملية عسكرية باتت تنتظر الساعة الصفر لانطلاقها من قبل النظام بضوء أخضر روسي ودعم إيراني في هذه النقطة يتم التوقف عند أمرين: الأول: قمة طهران التي كانت "قمة إدلب" (بوتين وروحاني وأردوغان).
ملف معركة إدلب يترجم في الإثارة المتجددة للملف الكيميائي، وكذلك عند قول وزير الخارجية الفرنسية بـ "أن الأسد لن يربح السلام" والذي يعبر عن رغبة الغربيين ومعهم الأميركيون بالتأكيد، في ممارسة الحد الأقصى من الضغوط السياسية الممكنة لوقف الاندفاعة الروسية، وكذلك يجب التوقف عند التحركات الإسرائيلية المتجددة على الساحة السورية، التي تجلت من خلال مواصلة الغارات، التي تبدو بمثابة رسائل سياسية أميركية في الميدان، لاسيما أنها ترافقت مع تغريدة ترامب التي اعتبر فيها أن أي هجوم واسع النطاق في هذه المحافظة السورية سيكون خطأ إنسانيا جسيما.
وكل ذلك يشير الى أن الشرق الأوسط يمر حاليا في واحدة من أشد مراحل التعقيد والغموض، لكن في الخلاصة، فإن نتائج معركة إدلب أيا كانت، ستترجم تلقائيا على المستوى السياسي، وبأثمان قد تتجاوز الملف السوري، باتجاه ملفات أخرى وتحديدا اليمن وليبيا ولبنان.
وتقول مراجع سياسية مواكبة للتطورات الداخلية والاقليمية إن موضوع إدلب حساس جدا، وإن اللافت فيه كان ما صدر عن الأمم المتحدة من تحذير مما سمته "مأساة إنسانية" في حال اندلعت الحرب هناك.
وربطت هذه المراجع بين هذا التحذير الأممي وبين تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بهذا المعنى. وأبدت خشيتها من أن تكون الأوضاع متجهة نحو تطورات دراماتيكية خطيرة. وأشارت الى أن مراجع لبنانية مسؤولة باتت تملك معطيات مصدرها بعض عواصم القرار الكبرى، ومفادها أن موسكو اقتربت من تحديد الساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية الكبرى في إدلب.
وحذرت هذه المراجع من أن هذه المسألة لن تكون تداعياتها ونتائجها منحصرة بالساحة السورية. ودعت الى رصد ردود الفعل الأميركية والغربية والإسرائيلية، وقالت: "المنطقة في قلب النار".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News