المحلية

الخميس 20 أيلول 2018 - 01:00 LD

متطوعو الدفاع المدني... لا تثبيت ومركز في زاوية الجسر!

متطوعو الدفاع المدني... لا تثبيت ومركزا في زاوية الجسر!

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

وسط عاصفة من الحرائق التي اصابت لبنان في الفترة الأخيرة وكثرة حوادث السير والغرق وغيرها ومجمل الاضطرابات التي تحصل يوميا والضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والامنية يتربّع العمل التطوعي في الدفاع المدني على عرش الأعمال الانسانية من دون الحصول على أدنى الضمانات الصحية بالمقابل. آخر دورة للتوظيف في الدفاع المدني كانت عام 1986 ومنذ ذلك الحين وعديد الدفاع المدني الى انخفاض ولم يبق سوى بعضا من الموظفين والبقية من المتطوعين الذي يحاولون التنسيق ما بين جامعاتهم وأشغالهم وعملهم التطوعي في ظل النقص الذي يضرب هذا الجهاز. ويعمل المتطوع ليومين كاملين، مقابل أربعة أيام إجازة، ما من شأنه أن ينعكس سلباً على حياة المتطوعين في حال عدم إقرار قانون التثبيت.

بعيدا عن المطالبة بتثبيت المتطوعون لتوسيع ملاك الدفاع المدني وتنظيم هذا الجهاز ضمن آلية تثبيت تضمن حقوق وواجبات العناصر، يفقد مركز جبل لبنان الشمالي الاقليمي للدفاع المدني في جونية أدنى الحقوق التي تنصف العناصر المتطوعة لتعريض حياتها للخطر كخدمة انسانية وإنقاذيه في مهام ملازمة لحياة المواطنين. والاهمال الذي يلقي بظلاله على مبنى يرثى له يقع في زاوية جسر فؤاد شهاب يعكس الوضع المأساوي الذي يبيت فيه رجال الاطفاء الأبطال الذي أقل ما يستحقوه من تكريم مركزا محترما يأويهم. في جولة لـ "ليبانون ديبايت" داخل المركز لمس الواقع المرير في مركز يُحسب على وزارة الداخلية والبلديات.

تآكلت جدران المركز وسقفه بسبب المياه والرطوبة التي يتعرض لها المركز بسبب موقعه، الجراذين والفئران يتوغلون فوق السقف أضف الى ان تكاليف المياه والغاز والانترنت التي يستهلكها المركز تقع على نفقة العناصر المتطوعة من جيبهم الخاصة. وفي الوقت الذي كان يستقبل المركز سنويا اعدادا من المتطوعين، لم يستمر سوى القليل منهم لفترات طويلة من دون استقبال اي عناصر متطوعة جديدة الى المركز خصوصا ان لا شيء يشجع على ذلك في بلد بالكاد تستطيع التنسيق فيه ما بين الجامعة والعمل.

ينقل أحد الصامدون لسنوات في هذا المركز شغفه خلال حديثه لـ "ليبانون ديبايت", اذ لفت الى ان حلمه في التطوع الى هذا الجهاز منذ الطفولة وهو مستعد لتقديم التضحيات المطلوبة منه على أكمل وجه حتى وان وصلت الى حد التضحية بحياته من اجل مهمة إنقاذيه. واعترض على كلام بعض الذين ينتقدون هذا الجهاز وعمله وتأخيره احيانا للوصول الى مهمة عقب الاتصال به، وقال "لو تعرفون حجم النقص في العديد لما انتقدتوا، ولو علمتوا حجم التضحية والمعاناة التي نضطر المرور بها بلا مقابل في هذا العمل لشكرتونا كل ثانية". ناهيك عن بعض الذين يتسلون بالاتصال لطلب المساعدة عبر بلاغات كاذبة وحوادث وحرائق وهمية.

على الرغم من عمر المركز الطويل والعمر الأطول للوعود التي طاولت الموظفين والمتطوعين والمعنيين ببناء مركزا محترما اقليميا جديدا في جونية لا يزال شبه المبنى يقبع في زاوية الجسر. جهود عناصر الدفاع المدني في جونية للحفاظ على أمن وسلامة المواطن من خطر الكوارث الطبيعية والبشرية والتقليل من الآثار المأساوية الناجمة عنها قابلها وعد من رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح ورئيس بلدية جونية جوان حبيش بتقديم عقار من املاك البلدية وعلى نفقتها وبناء مركز مؤهل للدفاع المدني. وكان حبيش قد حمل ملف الدفاع المدني منذ حوالي 10 سنوات عندما كان يترأس بلدية جونية آنذاك وعرضه على وزارة الداخلية ولم ينجح المشروع بسبب غياب التمويل.

نقل حبيش واقع مبنى المركز الإقليمي، مشيرا الى انه فوق وضعه المأساوي هناك اهمال من وزارة الأشغال اذ انها لا تقوم بأعمال الصيانة اللازمة فيه. واجتمع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومع مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطّار لعرض المشروع بانتظار الموافقة من المديرية العامة وبالتالي عرضه على وزارة الداخلية ليتحوّل بعدها الى مجلس الوزراء الذي يعطي بدوره الموافقة لتخصيص قرض من مجلس الانماء والاعمار للمباشرة ببنائه. وأكد رئيس البلدية ان مسار المشروع يتحرك بإيجابية ويحتاج الى وقت للانتهاء من الاجراءات الروتينية لمثل هذه المشاريع، والعقار المتفق عليه مجاور للمركز الحالي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة