كشف عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، حقيقة التسجيل الصوتي المتداول لوالده مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي أُثير حوله الجدل بشأن موقف القاهرة من الحرب مع إسرائيل في أواخر الستينيات.
وقال عبد الحكيم، في تصريحات إعلامية، إن التسجيل تم اقتطاعه من سياقه الأصلي، موضحًا أن والده لم يكن يرفض القتال كما روّج البعض، بل كان يردّ بسخرية وغضب على مزايدات بعض القادة العرب الذين طالبوا بحرب شاملة دون استعداد حقيقي. وأضاف أن عبارة "روحوا أنتوا حاربوها" جاءت في سياق رفض المزايدات غير الواقعية، وليس تعبيرًا عن تخاذل أو تراجع.
وأوضح أن اللقاء بين عبد الناصر والقذافي جرى بعيد نكسة حزيران 1967، في وقتٍ كانت فيه مصر تعاني من انهيار عسكري وخسائر فادحة في سيناء، بينما كانت ليبيا تدفع باتجاه ما سمّته "حرب التحرير الشاملة". وأشار إلى أن السياق الكامل للمحادثة موجود في أرشيف مكتبة الإسكندرية ومذكرات محمد حسنين هيكل، ويُظهر بوضوح أن عبد الناصر كان رجل دولة واقعياً يوازن بين الكرامة والمسؤولية.
وأضاف نجل الرئيس الراحل أن خطاب التنحي في 9 حزيران كتب مسودته محمد حسنين هيكل، لكن والده عدّله بنفسه لتحمّل المسؤولية كاملة عن الهزيمة، مشيرًا إلى أنه شطب عبارة "نصيبي من المسؤولية" واستبدلها باعتراف صريح بالمسؤولية الكاملة، في دلالة على شجاعته السياسية والأخلاقية.
وأكد عبد الحكيم أن والده رفض عروضاً أميركية لاستعادة سيناء مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه كان الوحيد بين قادة المنطقة الذي تحمّل مسؤولية الهزيمة علنًا، وتعهد بإزالة آثار العدوان عبر إعادة بناء الجيش المصري.
وأشار إلى أن عبد الناصر لم يذكر عبد الحكيم عامر بعد وفاته احترامًا لتاريخهما المشترك، معتبراً أن يوم التنحي كان من أكثر الأيام حزناً في حياة العائلة، لكنه أظهر في الوقت نفسه قوة الإرادة الشعبية التي أعادت والده إلى الحكم.
وختم عبد الحكيم حديثه بالقول إن رؤية والده الواقعية للسلام تجلت لاحقاً في قبول مصر لمبادرة روجرز عام 1969، التي كانت أول اعتراف أميركي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
الـــمــــزيــــــــــد
