كتبت سناء الجاك في صحيفة "الشرق الأوسط":
دخلت تسميات جديدة إلى القاموس السياسي اللبناني على خلفية أزمة تشكيل الحكومة المستمرة منذ 7 أشهر، والتي تفاقمت بعد عقدة النواب السنة المحسوبين على "حزب الله" والمصرّين على توزير أحدهم بدعم من الحزب وتحت تسمية اللقاء التشاوري. وبعد اعتماد لقب "بيّ (أب) الكل" لرئيس الجمهورية ميشال عون، أصبحت تسمية "أمّ الصبي لغزاً دفع عون إلى السؤال: "من هي أم لبنان لكي نعطيها لبنان". واستعان بحكاية تروى عن سليمان الحكيم ليواجه "الأزمة الحكومية التي باتت كبيرة جراء مخاطر تفرد كل فريق بالسلطة...".
تقول الحكاية إن "امرأتين قصدتا سليمان الحكيم ومعهما طفل تدّعي كل منهما أنها أمه. فقال لهما إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل إلى قطعتين ويعطي كل واحدة قطعة. فصرخت إحداهما: لا تقتله؛ بل أعطه كله إلى الأخرى، فعرف سليمان عندها أنها هي الأم الحقيقية، وأعطاها الولد".
وبعد سؤال عون، غرّد عضو اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي عبر حسابه الخاص عبر "تويتر" قائلاً: "البحث جارٍ عن أم الصبي... وأيضاً عن سليمان الحكيم!". وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: "حتى اليوم لم نجد من هي أم الصبي في لبنان. وأنا أرى أن لا أحد على استعداد للتضحية ليكون أم الصبي".
من جهته، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني إلى أن "الأنظار شاخصة إلى الرئيس عون وحركته السياسية الهادفة إلى إنقاذ الوطن من محنته. ونحن على ثقة بأن الرئيس وحده أم الصبي وليس هذا أو ذاك".
وفي حين كانت الأجواء تشير إلى تحييد عون نفسه عن حل الأزمة، أعطت عودة وزير الخارجية جبران باسيل إلى استئناف مسعاه لحل أزمة تشكيل الحكومة إشارات باحتمال توزير أحد النواب السنة من حصة رئيس الجمهورية.
وبانتظار التطورات، يعلق المحلل السياسي راشد فايد على هذه التسميات وترجمتها في الأزمة الراهنة، فيقول إن ستالين هو أول من لقب نفسه بـ"أبو الأمة وأبو الشعب وأبو الأمم". وفي حديث لـصحيفة "الشرق الأوسط" عدّ فايد أن "التسميات الحالية تنم عن عدم الالتزام بالدستور وآليات العمل السياسي، وتشبه بدعة الديمقراطية التوافقية، والهدف منها إيجاد مخارج لفظية لمواجهة انفجار الأزمات. فالأمومة والأبوة يحتاجان إلى إثبات عملي، وهما حالة دائمة وليست عابرة".
ويعد فايد أن الرئيس سعد الحريري هو أكثر من طبق مقولة "أم الصبي"، ويقول إن "التضحية التي دأب الحريري عليها لتسيير الحياة السياسية اللبنانية جاءت بسبب زعزعة التوازن الديمقراطي وغلبة السلاح من خارج المؤسسات، ولو كان يملك مثل هذا السلاح، لأحدث توازن رعب فرض على الآخرين التقيد بالدستور".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News