المحلية

الخميس 29 تشرين الثاني 2018 - 11:03 المدن

سلام: ما يحدث تهديد للكيانية اللبنانية

سلام: ما يحدث تهديد للكيانية اللبنانية

اجرى الصحافي منير الربيع مقابلة مع رئيس الحكومة السابق تمام سلام عبر موقع "المدن". تطرق فيها الى مواضيع اقليمية ومحلية على رأسها الملف الحكومي. وجاء فيها:

يعيد سلام مقارنة الحال بين الأمس واليوم. يوم كان للحريري تفوق نيابي من كتلة قوامها 34 نائباً، لم يمارس هذا التفوق في السياسة، بخلاف القوى المتفوقة بالأكثرية اليوم، وهذه الفوقية التي بدأت يوم أعلن "الجنرال قاسم سليماني عن الفوز في لبنان بأكثرية نيابية مؤلفة من 74 نائباً".

يستغرب هذا الإدعاء في العلاقات بين الدول، ويراه أنه ممارسة للفوقية التي تنعكس اليوم في الأزمة المستحدثة أو المصطنعة لعقدة توزير سنة 8 آذار. وهذه نقطة من بين نقاط عديدة تدلّ على ممارسة الأكثرية، كعدم تمرير أي قرار في البلد من دون موافقتهم. وهذا يؤثر على الكيانية اللبنانية بكاملها.

ورداً على سؤال، هل تخاف على الطائف؟ يجيب سلام بأن "الطائف قائم، وسيبقى.. في ظل عدم وجود بديل منه، وعلى الرغم من الإستهداف المركّز عليه، عبر تكريس أعراف غريبة على الدستور والمؤسسات، كالجلسات التشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال، تحت مسمى تشريع الضرورة وغيرها".

واشار إلى إيجابية الحريري بالتنازل مرّة، ولكن لن يتنازل أكثر. وهذا لا ينفصل عن عقدة موجودة لدى رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه، بالسعي إلى استعادة صلاحيات يعتبرون أنها قد سحبت منهم، وهم يستندون في ذلك إلى منطق القوة، من "العهد القوي إلى تكتل لبنان القوي".

فيما يرى سلام أن القوة تتجسد بالتواضع، والتوافق. وهنا يسجّل سلام ملاحظات عديدة على مسار تأليف الحكومة، كادعاء رئيس الجمهورية ببيان رسمي وضعه للمقاييس والمعايير في عملية التشكيل، معتبراً أن هذه ليست صلاحياته، وهي تهدف إلى إضعاف رئيس الحكومة، والحكومة معاً، بهدف السيطرة عليها. لافتاً إلى أن ما يجري يعتريه الكثير من الأخطاء، لأن لبنان لا يحكم بمنطق العائلة المالكة. منطق يسعى أيضاً إلى التصويب على الدستور والطائف، باعتبارهما غير صالحين.

والرئيس سلام يبدي تخوفه من أن أي بديل عن الطائف سيكون المثالثة حتماً، بدلاً من المناصفة. ولكن هل هذه مصلحة الفريق المسيحي؟ في العمق كلّا، ولكن رئيس الجمهورية سبق له أن سار بخيارات مماثلة، ولو نتج عنها الضرر.

ويرى سلام أن عقدة النواب السنة مصطنعة لحسابات إقليمية ودولية، ويستذكر يوم كان بصدد تشكيل الحكومته التي احتاجت إلى شهر واحد عملياً لتشكيلها، لكن التعطيل استمر لعشرة أشهر، وذلك بانتظار المفاوضات الأميركية الإيرانية على الإتفاق النووي، في تلك الفترة:" اتخذ السيد حسن نصر الله موقفاً رافضاً لمبدأ الثلاث ثمانات والمداورة في الحقائب، وتعطلّ التشكيل.

لكن بعد حصول لقاءات أميركية إيرانية، وانتخاب روحاني، وتغيّر مسار الأوضاع في إيران نحو الليونة، كان وليد بيك جنبلاط يعمل على مساعي لإنجاز التشكيلة، وحينها زارني وأبلغني بأن "الجماعة" وافقوا على السير بشروط التشكيل، فكانت الحكومة. حينها اتصل بي الرئيس باراك أوباما فور تشكيلها، وأبلغني دعم بلاده، وأوحى لي بأنها كانت نتيجة لمفاوضات جيدة مع إيران.

اليوم هذا هو الحلّ المتاح لتجاوز العقدة المصطنعة، والتي تنتظر تطورات إقليمية، فلن يكون هناك حلّ إلا "بفكفكتها كما جرى اصطناعها". ولذلك يدعو الحريري إلى الصبر والتحمّل قائلاً له: "الله يكون بعونك، ونحن خلفك، في هذا المفصل الأساسي من تاريخ لبنان والمنطقة". مضيفاً: "الرئيس الحريري كتافو عراض، ومنتمنى يِعْرَضوا أكثر، وهو يمثّل أمل الشباب".

وتمنّى أن لا تُصطنع عقدة أخرى إذا ما حلّت عقدة الوزراء السنّة، كما أراد الوزير باسيل أن يفعل يوم جرى التوافق على تشكيل حكومتي، فرفع سقف مطالبه، وعاد الحريري وتنازل لصالحهم عن ثلاث وزارات أساسية، الخارجية، الطاقة والمياه والتربية". مبدياً أسفه لطبيعة التيار الوطني الحرّ والآلية التي يعمل بها، وتقوم على أساس التعطيل والعرقلة، بهدف الوصول إلى المطالب والمكاسب، وللأسف أنهم مارسوها ونجحوا بها"، لحسابات رئاسية وغير رئاسية. يقول هذا، في مقابل نفيه حصول أي تنافس سنّي على رئاسة الحكومة حالياً، لأن الجميع يقف خلف الحريري، بخلاف الحسابات لدى الموارنة.

وسط الضجيج السياسي، يهتّم تمام سلام بشكاوى أهل بيروت ومطالبهم، يقول إنها أمانة تاريخية مستمرّ في حملها، عبر نقل الشكاوى ومعالجة الهموم، بمعزل عن السياسة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة