أقامت مؤسسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، عشاءها السنوي الثاني عشر في فندق الهلتون - حبتور في سن الفيل في حضور البطريرك نصرالله صفير، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب العميد شامل روكز ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، داوود الصايغ ممثلا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، العميد الركن زياد الهاشم ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب شوقي دكاش ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير وأعضاء الهيئة الإدارية، أعضاء مجلس أمناء المؤسسة، رؤساء عامين ورئيسات عامات وممثليهم، رؤساء المؤسسات الأكاديمية وممثليهم وكهنة ورهبان وراهبات وشخصيات سياسية ودبلوماسية بينها ممثل دولة الكويت القائم بالأعمال عبدالله شاهين وشخصيات عسكرية، قضائية، حزبية، نقابية، مصرفية، إعلامية واجتماعية.
بعد النشيد الوطني رحب عريف الحفل الإعلامي ماجد بو هدير بالحضور "في العشاء الثاني عشر لمؤسسة البطريرك نصرالله صفير" وقال: "دزينة من الأعوام تحاكينا وتعطينا الأمثولات. هي من أصل ثمانية وتسعين عاما، تماهى من خلالها هذا الرمز مع عمر لبنان وكأن هذا الوطن يأبى إلا أن يسدل الستارة على مئويته الكبيرة مع رفيق دربه الآتي من صخرة كسروان، ويفتتح معه مئوية ثانية".
وألقى رئيس المؤسسة كلمة قال فيها: "يغمرني الفرح وتتملكني المهابة وأنا أقف أمامكم في حضرة الشيخ الجليل، الأب والرمز، على مشارف عامه التاسع والتسعين، عشية المئوية المباركة، لولادته ولإعلان دولة لبنان الكبير، التي شكلت سنة 1920، حدثا تاريخيا في الشرق، ونموذجا عالميا للأخوة بين الأديان والطوائف، كما بين الأهل، الذين تجمعهم الوطنية، ولا تفرقهم المذهبية والحزبية، في لبنان الواحد الموحد".
أضاف: "فباسم المؤسسة الإجتماعية التي تحمل شعار أبينا مار نصرالله بطرس صفير، وتستمر منذ أربعة عشر عاما في توفير ما أمكنها من المساعدات، لعدد متزايد من الطلاب والتلامذة النجباء، وباسم إخواني في مجلس الأمناء واللجنة الإدارية، أرحب بكم في هذا اللقاء العائلي، المجسد للصداقة، والمعبر عن التضامن الوطني والإنساني. وأوجه خالص الشكر لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري ولكم يا صاحب الغبطة والنيافة، بطريركنا السابع والسبعين، وأنتم تغمروننا بفيض عاطفتكم الأبوية، وتحفظون أمانة سلفكم".
وخص بالشكر رئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور طلال كمال الشاعر وميشال إده، متمنيا له الصحة والعافية، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وكل الذين يقفون الى جانب المؤسسة في عملها الإجتماعي الثقافي، وتقديماتها الصحية والطبيعية، والذين حضنوها منذ البدء، وما برحوا يعبرون من خلالها، عن محبتهم لإخوانهم وتشجيعهم للمواهب"، متمنيا للحضور وللبنان "عيشا راغدا ومستقبلا زاهرا".
بدوره قال رئيس مجلس إدارة المدير العام لبنك بيروت، نائب رئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل الدكتور سليم صفير: "عنوان فرحنا اليوم سيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. حوله نجتمع كلنا برئاسة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي، بحضور السادة الأساقفة، وأصحاب المعالي، والنواب، والمدراء العامين، ومحبي هذا الرمز الديني الكبير الذي نفتخر كلنا بوجوده".
أضاف: "نجتمع بتواضع وبكل فخر حول أيقونة من تاريخنا، عاش كل الزمن اللبناني الحديث: شهد ولادة لبنان الحالية، وشهد محطات مصيرية أيضا، تطلبت وجود شخصية تاريخية تمكنت من الحفاظ على الإستقلال، من الوقوف بوجه المحتل، من العقلنة في أيام الجنون. رفض الإنتقاص من الحقوق، رفع الصوت ضد التسلط، جاهر بقوة الإيمان، ضد قوة الظلم".
وتابع: "هذا القرن يصح أن يحمل إسم "زمن البطريرك صفير"، لأنه كان الشخصية التي، لم تتمكن كل الضغوطات، كل الإتفاقات الدولية، من أن تلوي شموخها، المرتفع مثل شجرة أرز".
وقال: "هذا الشعور المتعاظم بالسيادة والإستقلال الذي ننعم فيه هذه الأيام ما كان ليتحقق لولا هذا التفاهم حول مصلحة لبنان والمواقف الشجاعة التي كان يعبر عنها سيدنا البطريرك"، مضيفا "حضورك الجميل سيدنا البطريرك صفير يجعل من هذه الأمسية إحتفالية خاصة، لها معنى مميز، لأنها تعكس بهيبة شخصية المكرم، كل الحكمة والخبرة والتجارب التي عاشها البطريرك السادس والسبعون، هو الذي لم يترك مناسبة، إلا وربط فيها بين الموارنة ولبنان، وجعل المصير مشتركا، وقال: "نحن الذين التجأنا الى المغاور والكهوف طوال مئات السنين، لنحفظ الإيمان وعبادة الله على طريقتنا في هذه الجبال وعلى هذه الشواطئ، ولنحافظ على حريتنا"، فهل هناك أعمق من هذا الإيمان على الأرض وفي السماء، هذا الإيمان بلبنان وبالحرية؟".
وأردف: "هكذا كان البطريرك صفير يجاهر بأفكاره، وهكذا ثبت العلاقة مع لبنان، بالرغم من كل التجارب الصعبة التي مر بها شعبه، ويكفي أني أستعير منه كلمة قالها في كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لتفجير مجرم، قال: "لن تقتلع جذورنا العميقة في أرض الوطن وتاريخه، وبإذن الله لن نتخلى عن حقنا بأرضنا ولن نكون أبدا محبطين أو شاكين، فنحن نريد دولة تمارس الحق والعدل وتعامل الكل بمساواة".
وقال: "هذا هو البطريرك صفير وهكذا وسم زمنه. سيدنا، في هذه الليلة نقول لك، نحن حولك ليس فقط لنفرح بوجودك، نحن حولك لنستفيد من حكمتك، نأخذ من إيمانك ووطنيتك، لنتعلم كيف نحفظ لبنان لأولادنا".
وختم: "ولبنان مستمر، طالما هناك بكركي حارسة بابه، والأمل يتعزز مع سيدنا، البطريرك السابع والسبعين مار بشارة بطرس الراعي، المستمر بحمل الأمانة".
ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي، قال: "معكم نريد أن نقول شكرا لأبينا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس الذي جمعنا الليلة، وهذه هي المرة الثانية عشرة ونحن على الموعد الثالث عشر السنة المقبلة، والرابع عشر في السنة التي ستليها، ويكون قد بلغ مائة وستة أشهر، هذا دعاؤنا وهذه صلاتنا نرفعها معكم كل يوم".
أضاف: "نشكر المؤسسة، مؤسسة البطريرك صفير التي جمعتنا، رئيسها وإدارتها وأعضاءها، ونشكر معكم، وبنوع خاص، فخامة رئيس الجمهورية الذي أراد أن يكون ممثلا بيننا بسعادة النائب (شامل روكز)، كما نشكر دولة رئيس مجلس الوزراء على مشاركته معنا بواسطةالدكتور داوود الصايغ. نحن نشكركم جميعا، أيها الحضور، الشخصيات الحاضرة، المدنية والروحية".
وتابع: "ونحن جالسون هنا ننظر الى هذا البيت (صورة علقت فوق المنصة) قلت بيني وبين نفسي من كان ليفكر أنه هنا، في بيت، وهو بيت صغير حقا، ولد نصرالله صفير في 15 أيار 1920، من كان ليفكر من كان سيكون هذا المولود؟ إلا الله. هذه يد الله، ونقول كما قال الإنجيل عن يوحنا المعمدان، "وكانت يد الرب معه"؛ نحن هنا، بعد كل هذه السنوات التي فيها يد الرب رافقت غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس، الذي وصفته أفضل وصف، كلمات المتكلمين، أكان ماجد بو هدير، أو رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير، أو الدكتور سليم صفير رئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل".
وقال: "أعطونا الأوصاف، وهي نقطة من بحر، ولكن أنا أريد أن أقول معكم إن الحياة لكل شخص يولد، ثمينة، وهذا الذي جعل سيدنا صاحب الغبطة يحمل كل حياته هم أطفالنا وشبابنا، هم الطلاب في المدارس والجامعات، ولذلك أنشأ المؤسسة على اسمه حتى يساعد طلابنا الجامعيين على التمكن من مواصلة دروسهم، لا لشيء، إلا كي يتمكنوا من تحقيق ذواتهم".
أضاف: "الحياة عطية من الله، الحياة عطية ثمينة من الله، لا نستطيع أن نفرط فيها، ولكن تقتضي منا، من العائلة، من الكنيسة، من الدولة، من المدرسة، من الجامعة، نستطيع أن نساعد كل حياة بشرية حتى تتحقق حسب البرنامج الذي وضعه ربنا في قلب كل إنسان، هذه هي الغاية التي من أجلها كانت مؤسسة البطريرك نصرالله صفير، هذه هي الغاية التي من أجلها أنتم هنا الليلة، وأنتم هنا حتى تدعموا هذه المؤسسة، أنتم هنا كي تشجعوا، ونحنا نقول له معكم، كلمة الشكر الكبيرة لمحبته لكل شبابنا".
وتابع: "نحن نود أن نستفيد اليوم مرة أخرى لنوجه نداء للمسؤولين في لبنان، بشبابنا وأجيالنا الطالعة. أنتم تعرفون جميعا، ويا للأسف، أن شبابنا، أول ما يفكرون، يفكرون بأن يطلبوا منكم فيزا؛ أن نوجه نداءنا للمسؤولين في لبنان، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، أن البلد لم يعد يحمل، شبابنا وأطفالنا وطلابنا لم يعودوا يتحملون هذا الواقع الذي نعيشه".
وقال: "الليلة مؤسسة البطريرك صفير لحماية طلابنا الجامعيين تقتضي من الدولة، من المسؤولين حاليا، لأنهم اليوم هم المسؤولون، أننا لا نستطيع نحن أن نعبث بشبابنا وأجيالنا الطالعة. أنتم جميعا تعرفون ويا للأسف، أن شبابنا أول ما يفكرون هو بطلب فيزا منكم للخارج، بدل أن يكون همهم واهتمامهم محبتهم للبنان وللوطن، هذه هي المسؤولية التي أنا باسمكم، باسم سيدنا البطريرك، أريد أن أحملها لسعادة النائب (روكز)، كي يحملها الى فخامة رئيس الجمهورية. وأريد أن أحملها للدكتور داوود (الصايغ)، كي يوصلها الى رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد. لا يستطيع البلد أن يحمل على الإطلاق الحالة التي نحن فيها. ستة أشهر وأكثر نحن بدون حكومة، كما قال ماجد (بو هدير) ثلث شعبنا بات تحت مستوى الفقر، وهذا غير معقول وغير ممكن".
وأردف: "نحن هنا نتكرم الليلة بسبب سيدنا، نحن هنا نفرح، لكن أنتم تعلمون أن عائلات كثيرة هي محرومة من هذا الفرح بسبب الفقر والحرمان. هذا قلب البطريرك صفير، هذا ما كان يقوله دائما، وإذا عدنا الى كل كتاباته، ولكل مواعظه، كان يردد دائما كلام المحافظة على شبابنا، على حياتنا، على الثروة الموجودة عندنا".
وتوجه الى البطريرك صفير: "سيدنا البطريرك نحن نشكرك لأنك جمعتنا الليلة، نحن نشكرك على تأسيس هذه المؤسسة الإجتماعية على اسمك، نحن نشكر ربنا على أنه يضعك أمامنا ذخيرة ومثالا وقدوة، جل مبتغانا وصلاتنا، أن يعطينا ربنا أن نراك دائما أمامنا ومعنا، بالصحة، بالوعي، بالبسمة، بالإدراك، بالقوة الفولاذية التي عندك، أن تبلغ المائة سنة ولما بعد مائة سنة، ربنا كريم وأنت مستأهل، ونقول لك: "لسنين عديدة يا سيد كي نعيش دائما بفرح. عشتم. عاش البطريرك صفير. عاشت مؤسسةالبطريرك صفير وعاش لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News