المحلية

placeholder

نذير رضا

الشرق الأوسط
الأربعاء 26 كانون الأول 2018 - 07:09 الشرق الأوسط
placeholder

نذير رضا

الشرق الأوسط

التحديات الاقتصادية والإصلاحات على قائمة العمل اللبناني في 2019

 التحديات الاقتصادية والإصلاحات على قائمة العمل اللبناني في 2019

كتب نذير رضا في صحيفة "الشرق الأوسط":

وضع العام الجديد السلطات اللبنانية أمام استحقاقات اقتصادية ومعيشية وسياسية داهمة، تتصدرها الإصلاحات المطلوبة لمؤتمر "سيدر" بهدف تفعيل الاقتصاد اللبناني وتفعيل منظومة محاربة الفساد، والحد من الهدر عبر ضبط قطاع الكهرباء، وذلك وسط ضغوط اقتصادية ومعيشية واستحقاقات سياسية قد تتحوّل مادة للانقسام؛ أبرزها ملفا إعادة النازحين السوريين، والانفتاح على دمشق.

وإذا كان الملف الأخير مرتبطاً حكماً بالمقاربة العربية، والتزام لبنان بقرارات جامعة الدول العربية، فإن ملف النازحين السوريين مرتبط بالإجراءات الدولية، وسط انقسام لبناني بين انتظار الحل السياسي الشامل في سوريا، واختيار قنوات أخرى لإعادة النازحين؛ أبرزها استكمال المبادرات المحلية لإعادة النازحين طوعاً إلى سوريا، واستئناف العمل بالمبادرة الروسية التي لم يبدأ تطبيقها منذ خريف 2018. ويتوقع أن تمثل الملفات الخلافية الاستراتيجية تحدياً للحكومة المؤلفة حديثاً، واختيار المعالجة الهادئة.

وقالت مصادر سياسية مواكبة لـصحيفة "الشرق الأوسط" إنه إذا بقيت الظروف الدولية على حالها، فإن لبنان سيعتمد الاستراتيجية التي اتبعت في وقت سابق لمقاربة الملفات الخلافية، بحيث لم يؤدِ الانقسام الحكومي حول عناوين معينة إلى تفجرها.

وتتصدر تلك الخلافات قضية "التطبيع" مع النظام السوري، التي تدفع قوى "8 آذار"، باتجاه تطبيقها لحل أزمة النازحين السوريين، وهو ما يرفضه حزب القوات اللبنانية الذي يدعو للالتزام بقرارات جامعة الدول العربيّة، فيما يعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن القضايا التي تتطلب تنسيقاً مع دمشق، تجري عبر المبادرة الروسية لإعادة النازحين. ووجد لبنان حلولاً في وقت سابق للتنسيق مع دمشق حول ملفات أمنية، عبر مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي ينسق الآن لإعادة النازحين، كما توجه وزراء من "قوى 8 آذار" إلى دمشق "بصفة شخصية"، وشاركوا في حضور معرض دمشق الدولي على مدى عامين.

وكان الأمن العام اللبناني أعلن في شهر تشرين الثاني الماضي أن عدد النازحين السوريين الذين غادروا لبنان منذ شهر تموز الماضي إلى سوريا مستفيدين من التسهيلات المقدّمة من الأمن العام على المعابر الحدودية لتشجيعهم على العودة، بلغ نحو 80 ألف نازح، فيما قدّر عدد العائدين ضمن الحملات الطوعيّة التي تنظّمها المديرية 7670 نازحا، وبالتالي يصبح مجموع النازحين الذين عادوا إلى سوريا قد بلغ حتى تاريخه نحو 87670 نازحا.

وفي حين تتجنب الأطراف ملفات الخلافات، تتصدر الإصلاحات المالية والاقتصادية مهام الحكومة اللبنانية ومجلس النواب. ومع أن الاستحقاقات المالية المطلوبة من لبنان في عام 2018 تناهز 2.65 مليار دولار، تتنوع بين استحقاقات برأس المال وخدمة الدين العام، إلا إن ذلك لا يعد أبرز التحديات الاقتصادية التي يتصدرها "تخفيض الإنفاق العام" التزاماً بشروط المانحين في مؤتمر "سيدر" التي فرضت على لبنان القيام بإصلاحات بغرض الاستفادة من مقررات "سيدر"، وستحتل قائمة أولوياتها قضية تخفيض عجز الموازنة 5 في المائة، بحسب ما قال الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة لـصحيفة "الشرق الأوسط".

ومع تأكيد المسؤولين اللبنانيين أن الأولوية في المرحلة المقبلة، وتحديدا بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ستكون العمل على إصلاحات مؤتمر "سيدر" بشكل خاص والقضايا الاقتصادية بشكل عام، يوضحّ عجاقة أن العجز في الموازنة الآن يبلغ 10 في المائة، وعليه "تجب زيادة الإيرادات أو تخفيض الإنفاق لتخفيض العجز"، موضحاً أنه "من الصعوبة زيادة الإيرادات عبر الضرائب، منعاً لقيام توتر في الشارع"، مما يعني أن الخيارات "محصورة في تخفيض الإنفاق".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة