"ليبانون ديبايت" - كارلا الزين
لم يكن صعباً الاستنتاج أنه في ميزان السباق الرئاسي، وعلى ضوء ولادة مراسيم حكومة الرئيس سعد الحريري الثالثة، تقدّمت أسهم الوزير جبران باسيل مقابل هبوط أسهم الآخرين على رأسهم النائب السابق سليمان فرنجية.
على ضوء نتائج الانتخابات النيابية أتيح لفرنجية تشكيل كتلة نيابية، هذه المرة عابرة للطوائف والمناطق من سبعة نواب من الشمال وجبل لبنان، وساهمت الى حد بعيد في تغيير النظرة "الكلاسيكية" اليه بوصفه زعيم زغرتا "الزاوية"، كما يحلو لمعارضيه تصنيفه، الى مرشح رئاسي "على مستوى وطني"، حتى في مواجهة كتلة مسيحية هي الأكبر منذ "الطائف"، المجيّرة الى فريق مسيحي واحد يتألف من كتلة الرئيس ميشال عون وجبران باسيل.
لكن ما أقدم عليه فرنجية لاحقاً إستفز محيطين به ممّن كانوا يمّنون النفس بكسر الزعيم الزغرتاوي مسار دأب عليه في كل الحكومات. في البداية، وفق هؤلاء، طالب "التكتل الوطني" بوزيرين واحد مسيحي والآخر سني، وما لبث لاحقاً أن قدم فرنجية، مرغماً، عضوين من كتلته لـ "اللقاء التشاوري" وذلك لدعم حظوظ توزير فيصل كرامي. وهنا، يضيف هؤلاء، بدأ المسلسل الانحداري بحيث فشلت محاولة توزير كرامي، وذهب المقعد لصالح حسن مراد الاقرب الى باسيل منه الى فرنجية، ليصبح "التكتل الوطني" مؤلفاً من 5 نواب بدلاً من 7.
ومن ثم أتى توزير يوسف فنيانوس، يقول هؤلاء، ليحرم فرنجية من إمكانية متابعة توسّعه خارج قضاء زغرتا ليشمل جبل لبنان، وربما محافظات أبعد، ويطرح عدة علامات استفهام تبدأ من الاستراتيجية التي اتبعها فرنجية لمقاربة التشكيلة الحكومية والمعايير التي اعتمدها لإختيار ممثله في الحكومة، وصولاً الى تقارير ومعطيات ألمحت الى ان بعض الجهات التي دفعت بفرنجية لاعتماد خيار إعادة توزير فنيانوس انما هدفت الى حسم المعركة الرئاسية مبكراً عبر تصوير تلك المعركة على انها منافسة بين مشروع رئيس "قوي"نشيط ويعمل على مدار الساعة، ذو وجه مسيحي وامتداد وطني، ينطلق من 11 وزيراً موزعين طائفياً ومناطقياً يدينون بالولاء الاعمى له عبر وضع إستقالاتهم بتصرفه إضافةً لـ 29 نائباً، وجيش من السفراء المنتشرين في دول القرار و"رهبة الرئاسة" التي تضع بتصرفه قادة الاجهزة الامنية والمدراء العامين والمحافظين وغيرهم من كبار الموظفين، إضافةً لمجموعة مستشارين من اصحاب الاختصاص وبعضهم من السياسيين المخضرمين الذين يصنفون من صناع العهود والرؤساء. ناهيك عن إختياره وزارات "أنعم" عليها مؤتمر "سيدر" بموازنات هائلة تخوله الانفاق لتمتين حظوظه الرئاسية، بالتزامن مع الغزل المستجد بينه وبين "حزب الله" وتسليفه القيادة السورية قيادة الحملة لإعادتها الى الجامعة العربية. كل ذلك، في مقابل مرشح آخر حدوده الجغرافية قضاء زغرتا ولا يملك إمكانية مناورة في الحكومة بسبب إقتصار تمثيله على وزير واحد شاركت عدة أطراف بتسميته، على رأسها وأساسها "حزب الله"، متكئاً في معركته على "ظرف" ربما لم يحن بعد... أو "فات أوانه".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News