المحلية

الثلاثاء 30 نيسان 2019 - 01:00 LD

جَبق في ضيافة واشنطن

جَبق في ضيافة واشنطن

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

في كتابهِ «فن الصفقة»، يتحدّثُ الرّئيس الأميركي دونالد ترامب في جانبٍ منه، عن وسائل الإبتزاز التي يجب أن تُتّبع في سبيل تحقيق «الصفقة الجيّدة»، وفي أحد الفصول يُسدي نصيحة إلى هواة تركيب الصّفقات بممارسة شتّى أنواع «التحطيم والتكسير» على الهدفِ حتّى يَضعف ويتهاوى ويُجرّ خاضعاً إلى الطاولة ليجلس منزوع الأوراق، فيسهل عندئذٍ التفرّد به وإمساكه وفرض الشروط عليه وتحقيقها..

هذا المنطق تُمارسه الإدارة الأميركيّة اليوم تحت عنوان «العقوبات على إيران وحزب الله»، املاً على ما يبدو في جرّهما إلى طاولة ما، لكن حسابات البيدر خالفت مساعي واشنطن، بحيث يحضر وزير الصحة الممثّل لحزب الله في الحُكومة ضيفاً على ربوعها من خارج قواعد «التحطيم والتكسير والجرّ»، مخالفاً بذلك المعيار الأميركي الحديث!

يتحضّرُ الوزير جميل جبق لحزم أمتعته والتوجّه إلى العاصمة الأميركيّة واشنطن قريباً تلبية لدعوة وردت إليه. وفي معلومات «ليبانون ديبايت»، الدعوة أتت من «البنك الدّولي» الذي دعا جبق إلى حضور «إجتماع عمل» يُناقش مسائل مرتبطة بالقطاع الصحي في لبنان.

مصادر قريبة من جبق، أكّدت الدعوة لكنّها فضّلت عدم الخوض في «تفاصيل مباشرة» حول برنامج الزيارة وأهدافها، مكتفيةً بالتصريح أنّها «زيارة عمل تتصل بدور الوزارة». من جهتها رأت مصادر سياسيّة متابعة في الزيارة «فرصة يجب استغلالها» خاصّة وإنّها تأتي في ذروة إرتفاع المواجهة الماليّة بين حزب الله والولايات المتّحدة.

من دون أدنى شك، فإن حضور جبق في وزارة الصحّة، فرضَ نفسهُ على المنطق السّياسي الذي حاولت الولايات المتّحدة إشاعته، ومارست على وقعه «الحرب النفسيّة» على لبنان عامة، وسوّقت خدمة له أنماطاً شتّى من التخويف، بدءاً من وقف المعونات التي تُقدّمها لصالح وزارة الصحّة، وبالتالي ترك القطاع يواجه مصيره، ثمّ التلويح بسلاح مقاطعة شركات الأدوية الأوروبيّة، من دون تجاهل طبعاً العبور في الاتّهامات التي جُندت في خدمة تسويقها بعض وسائل الإعلام المحليّة، التي عملت على تحويل الحزب في الوزارة إلى «بُعبُع» بعدما غرقت في كيل الاتهامات.

كل ذلك ضُرِبَ عرض الحائط بمجرّد القبول بزيارة الوزير التي لا يمكن فصلها عن منطق الإقرار بدوره وحضوره، لا بل حضور المصلحة التي فرضت حضور الممثّل الرّسمي والأوّل عن الوزارة في اجتماع عمل يخصّها.. عند هذا الحال تسقط كل الأسباب التي استنفذت وقتاً وجهداً وميزانيّات من أجل تمريرها والبناء من ورائها على أسباب تبيّن خلوّها من أي قرينة.

وعلى قدر أهميّة منطق من يُراهنون في البناءِ على الزيارة لتأمين «أجواء إيجابيّة»، مع تقديم فرضيّة إحتمال حصول «لقاءات» بين الوزير الضيف ومسؤولين أميركيين على هامش الاجتماع، ابدت مستويات سياسية خشيتها من دخول اللوبيات المناوئة لحزب الله عاملَ ضغط على واشنطن، بُغية عدم السّماح بإعطاء تأشيرة دخول إلى الوزير، بذريعة أنّ الجهة التي يُمثّلها «مصنّفة إرهابيّة، ويُمنع دخولها أراضي الولايات المتّحدة».

إلى جانبِ هذا المنطق، ثمّة من يُشيع أجواء مبنيّة على الدعوة نفسها، على قاعدةِ أنّه من غير المعقول أنّ توجّه إلى «جبق» من دون وجود موافقة أميركيّة على منح تأشيرة بالحد الأدنى، ما يقود هذا المستوى إلى محاولةِ التماس مؤشّرات تدلّ إلى مدى مستوى القبول الرّسمي الأميركي للزيارة ودرجاتها، وإحتمال أنّ تجاوز مبدأ «زيارة العمل إلى البنك الدولي».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة