أمن وقضاء

الاثنين 03 حزيران 2019 - 15:52 LD

البتر والاجتزاء والاخفاء في قضية المقدم الحاج - غبش

البتر والاجتزاء والاخفاء في قضية المقدم الحاج - غبش

"ليبانون ديبايت" - ميشال قنبور

سُرٍّبت في الأيّام القليلة الماضية عبر وسائل الاعلام، مجموعة محادثات صوتيّة تمّ تبادلها بين المقدم سوزان الحاج والمُقرصن ايلي غبش في محاولة للإيحاء بوجود علّة في الحكم القضائي الصادر بحقهما الخميس الماضي.

وهنا لا بدّ من التوقّف عند خطورة اجتزاء وبتر جزءٍ بسيطٍ جدّاً من التحقيقات وجلسات المحاكمة ونشره عبر وسائل الاعلام بهدف إخراجه من السياق الكلّي للقضية، مُتناسين أنّ هذه التسجيلات لا بدّ وان يتم الاطلاع عليها في السّياق الكامل للقضية ولا سيّما اظهار تاريخها سببها وأهدافها وما سبقها وتلاها من رسائل وهذا ما لم يحصل.

ومن الأمثلة على خطورة البتر حتى في النصوص المقدسة، نورد آيتين من القرآن الكريم بشكل مجتزأ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...} توحي بالدعوة الى تحريم الصلاة بدلاً من فرضها.
{... لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ...} توحي بتحريم الخمر وقت الصلاة فقط وتحليلها في باقي الاوقات.

وما يُمكن تطبيقه على النصوص المقدسة، ينطبق ايضا على المحادثات بين المقدم الحاج والمُقرصن غبش، إذ ينبغي الاطلاع عليها من ضمن التحقيقات الكاملة واستحضار الأحداث التي جرت قبلها وما تلاها حتّى تتّضح الصورة والاّ اعتُبر بترها محاولة لاستنطاق المتحدّثين بغير ما قالوه.

اما في مقلب الاخفاء، فإنّ محضر شعبة المعلومات الذي تمّ توقيف المقدم الحاج على أثره، أخفى محادثات ايلي غبش مع عنصري أمن الدولة سواء الصوتيّة أو الخطّية الى حين طلبها رئيس المحكمة العسكريّة العميد الركن حسين عبدالله، فتمّ عرضها في الجلسات العلنيّة وبحضور الاعلام من صحفيين ومراسلين والتي تثبت الحقائق التالية:

اولاً، زياد عيتاني متابَع من أمن الدولة منذ العام 2013 من مكتب السوديكو، وبرز في المحادثات وجود ملف قديم للممثل المسرحي لدى أمن الدولة مع ابرام اتفاق مالي بين ايلي غبش وعنصرين من الجهاز هما جبران ميسي وإيلي برقاشي لقاء البحث عن دليل حقيقي لتثبيته:

30/10/2017 الساعة 17:00 غبش :"صباحو كيفيك مبارح حكيني جبران الميسي وقال انو العيتاني عندو ملف من سنة 2013 بمكتب السوديكو اذا هيدا هو، شوفو اذا هيدا هوي، يالله combine".

30/10/2017 الساعة 17:01:49 غبش:"يعطيكن العافية، جبران ميسي لازم ينزل على المركز اللي كان يخدم في قبل، يشرف يجيبو يصورو لملف التواصل مع اسرائيل".

30/10/2017 الساعة 17:03:27 غبش: "اوكي خي، لهيدا نفسو، انا مفكرو زياد عيتاني مستشار ريفي وانت عم تقول لأ العيتاني المسرحي هيدا الشخص شكلو هيدا المسرحي عندن ملف في، جبران ميسي حكيني عندو ملف من 2013، انا حكيت كتير مع جبران ميسي ممكن نأمن الـIP والAccounts".

30/10/2017 في الساعة 17:07 عنصر امن الدولة برقاشي:"قلّي في الو علاقة بالملف فهمت عليك، قلّي هيك في ملف على زياد عيتاني المسرحي بس انا ما بعرف مين، حتى الضابط كان بدو يحكيك، حكيت معو كرمال مصاري وانا بدي جرب جبلك مبلغ كبير يطلعلك شي متل العالم والناس، انا عم بنزعج عنك".

غبش:"اوكي، حيبعتلي الملف وبخصوص الـMoney غابي قلي حق المطبخ وما فوق".

عنصر امن الدولة ايلي برقاشي:"نحن اوكي وانت اوكي كتير بهمني انت تكون مستفيد ومبسوط عم تحكي هلق بـ 2000 و3000 و4000 وبأوسع".

هذه المحادثات كلّها، حصلت قبل الرسائل الصوتيّة المُسرَّبة التي تمّ عرضها في تاريخ 2/11/2017 و10/11/2017، ما يؤكّد أنّ غبش علمَ بملف عيتاني من قبل امن الدولة قبل الرسائل كما أقرّ المقرصن امام الجميع في المحكمة وجلساتها العلنيّة.

ثانياً، عندما لم يتمكّن امن الدولة من تأمين الملف القديم حول عمالة عيتاني المسرحي، أقدم غبش منفرداً على التخطيط بغية تسليم دليل فاسد عوضاً عن دليل حقيقي طمعاً بالمال والمعاش الشهري وخوفاً من عرقلة الاتفاق المالي.

13-11-2017 غبش:"رجاع عطيني رقم ميسي بدي نسق معو على شي حاكيني في".

13/11/2017 في الساعة 7:56 ليلاً عنصر امن الدولة ايلي برقاشي:"ميسي ما عم بيقدر يجيب الملف لزياد عيتاني بفضل ما تحكي وانا بقلو، وبيو عندو عملية، شو! عم تشتغل من ورا ضهري".

13/11/2017 عنصر امن الدولة ايلي برقاشي:"شو الموضوع؟ الموضوع المعاش الشهري انك تداوم معنا؟ فيي جاوبك علي؟".

13/11/2017 برقاشي:"اذا الله راد وظبطت خبطتنا بملف عيتاني منكون ثبتنا اجرينا وبلشنا في ومنحكي على رواق".

13/11/2017 غبش:"يمكن قلك بكرا خلص وماشي اسرع بكتير من ما متوقعين".

2.6-13/11/2017 في الساعة 8:09 يقول غبش:"تقرير العتاني bomba مش شايف متلو بحياتك بس بتحط براسك 2000$ قبل المرحبا وNo Joke".

13/11/2017 عنصر امن الدولة ايلي برقاشي:"نحنا سعينالك بالملف ونحنا قلنالك خود حقو وبدنا نجبلك معاش شهري".

13/11/2017 في الساعة 8:28 ايلي غبش:"تتكون بالجو الـ 2000$ قبل تسليم الملف مشان ما يكون كاني باني".

2.9-13/11/2017 في الساعة 8:43:05 غبش:"بخصوص المعاش"؟

ثالثاً، الرسائل الصوتيّة المسرّبة التي سأل فيها غبش الحاج عن الزيادين وما اذا كان عيتاني المسرحي المتابع من امن الدولة هو نفسه عيتاني صاحب موقع ايوب نيوز، فأتى جواب المقدم "نفس الشخص وان الاثنين لصاحب موقع ايوب نيوز" لاختلاط الامر عليها.

هذه الرسائل حصلت بتاريخ 15/11/2017، فأقدم غبش من بعدها وفي تمام السّاعة 7:29 اي بعد ساعتين ونصف على الاتصال بأحمد سيور مرافق الوزير السّابق أشرف ريفي وسؤاله عن هوية الزيادين وتبيّن أنّ الشخص المتابع من قبل امن الدولة ليس نفسه موضوع الخلاف مع المقدم، ومع ذلك، تابع الامر لأنه يعمل وفق طلب امن الدولة وليس لرغبات المقدم الحاج. وفقاً لذلك اكمل مخططه وما يثبت هذا الأمر، انه ابلغ امن الدولة بالهوية الحقيقية لعيتاني وكتمها عن المقدم الحاج.

15/11/2017 في الساعة 8:00 ليلاً غبش:"ما خص ريفي بالموضوع كلو".

15/11/2017 في الساعة 8:03 ليعود غبش:"Bro يبدو انه في 2 زياد عيتاني واحد الكاتب والتاني مع أشرف ريفي الصحافي عندو ايوب نيوز".

15/11/2017 رسالة من غبش مضمونها:"ان العيتاني صاحب الملف ليس هو نفسه العيتاني المسؤول عن ماكينة أشرف ريفي".

15/11/2017 غبش يوضح انه يقصد بالملف زياد عيتاني المسرحي

15/11/2017 ايلي برقاشي عنصر امن الدولة:"جبران ميسي الاثنين بيحكيك قبل ما احكي الضابط بدنا نلعبا ذكية".

15/11/2017 ايلي برقاشي عنصر امن الدولة:"انا كل همي يوصل حقك!".

15/11/2017 غبش:"Bro انت فسرلو للضابط وقلي شو بتحكو".

15/11/2017 ايلي برقاشي عنصر امن الدولة:"المهم حقك قبل المرحبا، منتفق وبتاخذ المصاري".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة