شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته خلال القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة إيليج بعنوان "كنيستنا شهداؤنا مجد لبنان الكبير"، لمناسبة مئوية لبنان الكبير وتكريما لشهداء المقاومة اللبنانية الذين سقطوا دفاعا عن لبنان السيد الحر المستقل، عاونه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ورئيس دير القطارة الاباتي انطوان خليفة ورئيس دير سيدة ميفوق الاب يوسف متى ولفيف من الكهنة والاباء، على أن "شهداؤنا الذين أراقوا دماءهم دفاعا عن المسيحيين ولبنان، في الحرب الأخيرة التي اندلعت في 13 نيسان 1975، عدد كبير من هؤلاء الشهداء يرقدون هنا في ظل سيدة إيليج، ونكرمهم في غابة الأرز التي ترمز إلى خلود ذكراهم، وإلى إكليل مجدهم في السماء، ونقدم لراحة نفوسهم وعزاء أهاليهم هذه الذبيحة المقدسة ، إن القول المأثور: "ماتوا لنحيا"، يقتضي منا التزاما مضحيا في سبيل لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته، بعيدا من النزاعات الداخلية والمصالح الشخصية والفئوية، وعن المساومة في شأن الوطن وأولويته واستقراره وكرامته، ولا ننسى في صلاتنا الشهداء الأحياء الذين يحملون في أجسادهم علامات تضحياتهم من اجل لبنان، وهي علامات المسيح الفادي الذي تتواصل الآمه في الآمكم أيها الاحباء. انتم لنا علامة تدعو إلى الدفاع عن أرضه".
أضاف الراعي: "إن بطاركتنا بعامة، وأولئك الذين عاشوا هنا في مقر سيدة إيليج بخاصة، سلكوا الطريق إياه: نذكر من بينهم دانيال الشاماتي (1230-1239) الذي أكرهته الاضطهادات على الانتقال إلى كفيفان ثم إلى كفرحي؛ ودانيال الحدشيتي (1282) الذي واجه الجيوش الجرارة المملوكية وأخاف سلطان سيف الدين قلاوون، حتى قبضوا عليه بالحيلة؛ والبطريرك لوقا من بنهران في الكوره (1282-1297) الذي ناضل بوجه المماليك عند اقتحامهم جبة بشري، وأنزلوا بها قتلا ونهبا وتدميرا؛ والبطريرك شمعون (1297-1339) الذي واجه هجوم جيش السلطان المملوكي على بلاد كسروان، فاستنجد البطريرك بمقدمي لحفد ومشمش وإيليج والعاقورا وحردين، وأنزلوا بهم الهزيمة؛ والبطريرك الشهيد جبرايل من حجولا (1357-1367) وقد سلم نفسه لنائب السلطان المملوكي في طرابلس من أجل تحرير الأساقفة والرهبان الذين قبض عليهم وزجهم في السجن فأعدمه النائب السلطان المملوكي حرقا وهو حي في ساحة طرابلس؛ والبطريرك يوحنا الجاجي (1404-1445) الذي ألزمه العسكر المملوكي على هجر سيدة إيليج واللجوء إلى وادي قنوبين".
وتابع: "هؤلاء البطاركة حلقات في سلسلة لم تنقطع على الرغم من محاولات كسر هذه الحلقات في مسيرتهم الرامية إلى حماية الإيمان الكاثوليكي والاستقلالية والحرية ، حتى وصلوا إلى مبتغاهم مع المكرم البطريرك الياس الحويك "بإعلان دولة لبنان الكبير" في أول أيلول 1920 وها نحن نستعد للاحتفال كنسيا ومدنيا بالمئوية الأولى لهذا الإعلان وإننا سنعود فيها مع اللجنة البطريركية واللجنة الوطنية إلى الجذور، إلى فلسفة الصيغة اللبنانية التي هي المواطنة المدنية بدلا من المواطنة الدينية، والتعددية الدينية والثقافية في الوحدة، بدلا من الأحادية، والعيش معا كمسيحيين ومسلمين بالتعاون والمساواة والاحترام المتبادل، وإقرار جميع حقوق الإنسان الأساسية والحريات العامة، والنظام الديموقراطي الليبرالي".
وامل بأن "تشكل العودة إلى فلسفة الصيغة اللبنانية مناسبة فريدة لكي نصحح في ضوئها الواقع الحاضر، ونخطط لمستقبل أفضل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News