"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم
يبدو حزب الكتائب اللبنانية عموما ورئيسه النائب سامي الجميل على وجه التحديد الأقل استهدافا بالمباشر من الحراك الشعبي الواسع الذي تشهده المناطق اللبنانية بالمقارنة مع بقية الأحزاب والقوى السياسية الأساسية في لبنان. حتى أن البعض يذهب الى القول بأن الكتائب والجميل سجّلا نقاطاً سياسية عدة سوف تمكنهما مستقبلاّ من البناء عليها في عملهما الحزبي والسياسي والوطني.
وعلى الرغم من أن الحراك يرفع شعار "كلن يعني كلن" ويشمل البعض من المتظاهرين حزب الكتائب والنائب سامي الجميل بهذا الشعار، إلا أن هذا الاستهداف يبقى في إطار "المقبول" و"العموميات الثورية" في حين أن الشعارات السياسية والمطالب الشعبية على امتداد ساحات الثورة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال مرورا ببيروت وجبل لبنان وصولا الى البقاع هي في الواقع مجموعة من المواقف التي يتمسك بها حزب الكتائب ورئيسه منذ نحو من خمس سنوات عندما انتخب النائب سامي الجميل رئيسا للكتائب. فهو لم يستقل من الحكومة تحت ضغط الشارع بل كان المبادر في خطوة نادرة في الحياة السياسية اللبنانية الى الاستقالة من حكومة الرئيس تمام سلام التي كان يتمثل فيها بحجم وازن (3 وزراء).
وتوالت المواقف من الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والمالية المطروحة، ومن ملفات الإصلاح والفساد بحيث شملت التصدي العملي للهدر والسرقة والسمسرات والمحاصصات الإدارية والنفايات والموازنة والمخالفات الدستورية في العمل الحكومي والتشريعي والإصلاح المالي والإداري ووقف الهدر والتوظيف الاستنسابي المخالف للقانون للمحاسيب والمحازبين.
ولعل الموقف الأبرز الذي لا يمكن لأحد استهدافه من خلاله هو التصدي لتركيبة السلطة الحالية التي يطالب اللبنانيون باسقاطها. فقد كان الحزب اللبناني الوحيد الذي رفض الدخول في صفقة التسوية التي انتجت الرئيس الحالي للجمهورية والحكومتين اللتين تشكلتا منذ انتخابه وقانون الانتخاب، والخلل في التوازنات الوطنية الحالية في مجلس النواب مما سمح لحزب الله بوضع يده على مفاصل الدولة اللبنانية وقراراتها السيادية السياسية والعسكرية والأمنية من خلال الإمساك برئاسة الجمهورية والسلطتين التشريعية والتنفيذية. ويسجل لحزب الكتائب ورئيسه سامي الجميل رفضه القاطع لأي شكل من أشكال الشراكة مع هذه السلطة مما جعله يدفع على مدى السنوات الثلاث الماضية ثمناً باهظاً من الاستهداف السياسي والإداري على شكل حصار ومحاولات عزل وعمليات تحريض داخلي لإرباك تركيبته الحزبية بحجة التصدي والشكوى من خسارة الكتائب لمواقع وزراية ونيابية ووظيفية كان يمكن أن تحصل عليها كحزب وكمحازبين كغيرهم لو هي ارتضت الدخول في التسوية ومحاصصاتها.
ويرى المراقبون أن ثورة اللبنانيين واضطرار أحزاب وقوى وتيارات سياسية عدة الى "التكويع" في محاولة لاستيعاب النقمة الشعبية واستلحاق نفسها والحد من خسائرها السياسية والشعبية ستعطي الكتائب ورئيسها المزيد من الثقة بالنفس والدفع المعنوي والسياسي لا سيما بعدما أظهرت التطورات صحة توقعاته وتحذيراته العلنية التي تحولت الى "برنامج عمل" وقائمة لمطالب ثورة الشعب اللبناني.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News