المحلية

الأحد 01 كانون الأول 2019 - 04:00

هل يكون ميقاتي الحل؟

ميقاتي يتقدَّم... هل يكون الحل؟

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

جريًا على عادته، ما برحَ رئيس الحكومة التي لا تُصرِّف الأعمال سعد الحريري منطق وضع الرسائل في صندوق بريد الشارع. قبل 24 ساعة، نفّذَ مناورة بالذخيرة الحيّة بدأت من شوارع بيروت وإمتدّت إلى عكار والبقاع فالطريق الدولية عندَ مثلّث الناعمة. الهدف واضحٌ ومحدَّدٌ، التفاوض حكوميًا بإستخدام القوّة ولعبة الهرج والمرج.

باتَ من الواضح، أنّه كلَّما قطعَ شوط المشاورات الحكومية فشخة تعود لغة التخاطب "الشوارعي" إلى المدار بقسوة أكبر، ما قادَ واقع الحال إلى القول، أنّ الواقع الحكومي هو عبارة عن "فشخة لقدام وفشخة لورا". في المحصلة وبعد أيام من النقاشات وطرح إسم المقاول سمير الخطيب كمحظوظ للتكليف نكون متموضعين في نقطة مكانك راوح!

لم يكد ينتهي اللقاء المسائي في بيت الوسط بين الحريري والخطيب قبل ليلة، حتى بدأ قطع الطرقات في عددٍ من المناطق المحسوبة سياسيًا على تيّار المستقبل. لا يصبح الأمر مستغربًا حين يجري إستبيان، أنّ "هبّة الشارع السخنة" واكبها منخفض جوي بارد نسبيًا لفَحَ "لقاء وادي أبو جميل"، لكان سرعان ما عادت درجات حرارته إلى الإستقرار بعد ليلة عقب سلسلة إجتماعات بدأت مع النائب السابق وليد جنبلاط وإنتهت بالـ"خليلين".

في المقابل، لم تنفع "عيارات التبرؤ" مجهولة المصدر من كبح جموح الاتهام بل زادت من منسوبه، بخاصة وأنّ المناطق التي شملها القطع كلها تدين بالولاء لـ"المستقبل". ثم أنّ المعلومات المستقاة عن أجهزة أمنية، تشير، الى أنّ عمليات القطع جرت تقريبًا في وقتٍ واحدٍ أو متزامنة، ما يُفسِّر أنّها صدرت عن غرفة عمليات واحدة. وطالما أنّ المناطق "زرقاء"، تصبح الغرفة معروفة الحسب والنسب!

إذًا، هي "كرة النار" التي يداعبها تيار المستقبل بين يديه وينقلها من يدٍ إلى أخرى من دون أن يدري أنّ عواقبَ اللعب على حافة الهاوية والمنازلات بالنار والمناورات بالذخيرة الحية في الشارع لها أثمانًا سياسية قد لا تأتي كما يشتهي ويحتسب الشيخ سعد.

في الشكل العام، يبدو أنّ رئيس تصريف الاعمال يتجه صوب التصعيد في ضوء الضبابية التي تشوب علاقته مع القصر الجمهوري التي يعتريها خلل موضعي لناحية التواصل. كذلك هو الحال مع الثنائي الشيعي، حيث أنّ التواصل بين الطرفين يصعد ويهبط على مطبات هوائية لا تبدو الأجواء مؤاتية لها.

عند هذه النقطة، ترشح أوساط مهمة المهندس سمير الخطيب لبلوغ دائرة الفشل، ما دام "شيخ البيت" يصر على منح الموافقة شفهياً لا كتابياً، أي عبر بيان يجر بيانات من كتلة المستقبل ورؤساء الحكومات السابقون، ما يعني أنّ "سفارة الخطيب" مرشحة للسقوط!

الواقع المأزوم، يعيد الكرة إلى ملعب نقابة رؤساء الحكومة السابقين لإختيار المرشح منهم بغية تولي زمام المبادرة. وبحكم الواقعية السياسية، لعل الأرفع حظًا من بينهم هو الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي، الأقدر على نيل الـ"OK" ولو كره الحريري!

لا يمكن مجاراة ميقاتي في وضعيته الاقليمية - الدولية اليوم. الرجل مثل في لحظات سياسية عاصفة خيارًا تفاوضيًا على الجبهة السعودية مثلاً، يوم كان يُرسل بطلبه من أجل الاستئناس برأيه داخليًا. الواقعية نفسها، تنسحب على القاعدة الاوروبية - الغربية، التي ترى في ميقاتي اسمًا يستطيع أن يجمع الناس عند نقطة إتفاق واحدة. ويمكن القول، أنّ فريق 8 آذار وعلى رأسهم حزب الله يتموضع عند قاعدة القبول ذاتها.

أكثر من مصدرٍ له خلفيات دبلوماسية، يقاطع معلومات حول توافر "جو إقليمي دولي ميّال" قابل لاستثمار الحلول بشخصٍ مثل ميقاتي صاحب الخبرة في إدارة جو سياسي محتدم من هذا النوع، من تجربة حكومة ما بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005 إلى حكومة ما بعد خلع سعد الحريري عام 2011.

أضف إلى ذلك، أنّ الأجواء المتأتية عن الجو السني، تميل إلى تبني شخصية "على وزن ميقاتي سياسيًا". في النقاشات الدائرة لدى الجناح العميق من جانب "الاكليروس الديني السني" من أهل العلم، يُسرَّب أنه راغب في شخصية "ميقاتي"، لا بل لا تخفي أوساط محسوبة عليه، أنّ شيئًا من هذا القبيل طُرِحَ على نجيب ميقاتي بعد وقتٍ من إعلان رئيس الحكومة استقالته، ثم تكرَّرَ ذلك بعد بيان "الانسحاب التكتيكي" للحريري.

ومن الحق القول، أنّ الجو السني بشكلٍ عام قد لا يكون ميالًا صوب القبول بشخصيّةٍ تحمل مواصفات الخطيب. ففي ضوءِ "لعبة الكبار" بين رؤساء أقوياء يمثلون طوائفهم، قد تجد الشارع السني يتمسَّك برئيس حكومة يحظى بحضور سني شعبي وازن يستطيع من خلاله أن يُترجِمَ حضوره قوةً في الموقعِ ما يمنحه قوة دفعٍ اضافية ولا يعرّضه لهبوب رياح كبار طوائفهم.

وفي حالة الركون إلى خلفية ميقاتي، فإنّ الاجواء بحسب زواره، تميل أكثر صوب إقتناع الرجل بأنّ سعد الحريري "هو رجل المرحلة". موقفٌ فيه الكثير من "الدلال والتدلل" السياسيَيْن من رجلٍ حازَ على الرقم 1 في مجموعِ أصوات الشريحة السنية في الانتخابات، وهو لا ينفك عن التموضع عند منطق اللغة ذاتها التي صدرت عن آخر بيان لرؤساء الحكومة السابقين، كذلك عن موقف كتلة المستقبل غير الرسمي الذي عبَّرَ عنه النائب سمير الجسر حول أنّ "الحريري هو مرشحها".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة