"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش
ما قبل اغتيال قاسم سليماني ليس كما بعده. قاعدةٌ يُسمَح بإسقاطها على الملفات كلّها في الإقليم، من الإقتصادية إلى الجيوسياسية مرورًا بالتوازنات العسكرية طبعًا.
في بيروت، هناك من اعتقد لوهلةٍ أنّ مشهدًا سياسيًا جديدًا بدأ بالتكوّن. اعتبر، أنّ النادي السياسي التقليدي انهارَ بعد حَراكِ 17 تشرين، وأنّ تغييرَ القواعد السائدة بات ممكنًا.
بعد تسمية حسان دياب لتشكيل الحكومة، جزم هذا البعض، أنّ التغيير بات واقعًا رغم تحفّظه على اسمِ الرئيسِ المكلَّف. برّرَ أصحابُ هذا الرأي موقفهم بأنّ حكومة التكنوقراط هي الحلُّ، وبغض النظر عن إسمِ رئيسها فهي باتت واقعًا.
اليوم، ومع اتجاه حسان دياب الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، يسقط مبدأ حكومة التكنوقراط ليعود كل شيءٍ إلى مساءِ 29 تشرين الأول، ساعة أعلن سعد الحريري استقالة حكومته على الهواء مباشرةً.
تؤكد المعلومات، أنّه وبعد عجز الرئيس المكلَّف عن إخراجِ صيغةٍ نهائيةٍ منطقيةٍ للحكومة ورفعها لرئيسِ الجمهورية بسبب تعنّت الأطراف المعارضة لطروحاته، ورفضه هو الآخر الموافقة على اقتراحاتهم، سيتّجه حسان دياب في الساعاتِ المقبلة للإعتذار، مُسقِطًا معه خيار حكومة الإختصاصيين التي طالب بها الشارع إضافةً الى عددٍ من القوى السياسية.
هذا الأمر، سيتلقّاه فريق الثامن من آذار على طبقٍ من ذهب لمحاولة إعادة تسمية الحريري، انطلاقًا من حاجةِ لبنان لحكومةٍ سياسيةٍ تكون على مستوى المرحلة الصعبة اقليميًا، والدقيقة داخليًا، ولاسيما أنّ اطالة أمدِ التشكيل أوصلَ الدولار مع ساعاتِ مساء أمس إلى حدودِ الـ2400 ليرة لبنانية، ما يعني أنّ كارثةً حقيقيةً قد أقبلت على البلادِ.
وتشير معلومات "ليبانون ديبايت"، الى أنّ الرئيس سعد الحريري سيتجه بعد اعتذار دياب إلى بيروت ليعود إلى ممارسةِ تصريفِ الأعمال بشكلٍ جدّي، ولاسيما أنّ أمورًا حياتية طارئة عالقة منذ أشهر بانتظار حلول، أبرزها مسألة تأمين اعتمادات الكهرباء بعد دخول لبنان في عتمةٍ فعليةٍ على خطى العتمة السياسية.
يؤكد مصدرٌ قياديٌّ في فريق الثامن من آذار، أنّ تسويقَ الحريري لرئاسة الحكومة هو أمرٌ ليس بالسهل، خصوصًا في ظلِّ تصاعدِ مسبّباتِ عودة الصخبِ الى الشارعِ.
ويشرح، أنّ البلاد دخلت في منعطفٍ حقيقيٍّ وباتت وسط النار الإقليمية، الأمر الذي يلغي احتمال صمودِ أي حكومة غير سياسيةٍ من جهةٍ، وينسف امكان تشكيل حكومة مواجهة من ناحيةٍ ثانيةٍ.
في هذا الإطار، معضلةٌ تعود لتطلّ برأسها، هل سيعود باسيل إلى المعارضةِ في حال اعادة التلميحِ الى تسميةِ الحريري؟ يؤكد المصدر، أنّ الحاجةَ اليوم أمّ الإختراع، وأنّ حزب الله المستعد لبذل جهده في الدفعِ من أجل الحلولِ، سيرحِّل كالعادة العقد الكبيرة إلى الرئيس نبيه بري.
مصادرُ الحراك من جهتها، تؤكد رفضها التام لعودة الحريري، إذ أنّها ما زالت تنتظر شكل حكومة دياب في حال تشكيلها لتتحرك على أساسها، مشددة، على أنّ الشارعَ يغلي وما شهده تشرين الأوّل لم يذهب إلى غير رجعةٍ.
من المُبكِر الجزم، أنّ أيّ سيناريوهات المرحلة المقبلة سيحصل، ولكن الأكيد، أنّ حكومة دياب باتت في مهبِّ الريح، وانطلاق البحث بالخطواتِ التالية متوقفٌ على تاريخِ اعتذاره في حين يبقى الباب مفتوحًا أمام المفاجآت دائمًا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News