المحلية

الأربعاء 05 شباط 2020 - 02:00

نكتة اليوم...

نكتة اليوم...

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

إنّه الزلزال. لم يكن تيار المستقبل في تاريخهِ يتخيَّل أنّه سيضطر يومًا ما أن يسكنَ في المعارضةِ لأجلٍ غير محدّدٍ. لم يكن يتوقّع أبدًا أن تنقلبَ عليه الظروف لتدفعه الى البحثِ عن استراتيجيّةٍ تُعيد اليه شعبيَّته، فيعود عبرها هو إلى السلطةِ.

تيار المستقبل اليوم يشبه مؤسسة لا تدفع رواتب موظّفيها، فاعتكفوا هم عن الحضور الى حين البتِّ بمصيرهم، فيما تنكبّ الإدارة على البحثِ في خططٍ تُعيد إحياء مشاريعها.

نظريّتان اليوم تدرسهما قيادة "المستقبل". الأولى هي تحالفات جديدة فُنّدت صعوباتها مرارًا. الثانية هي البدء بمعركةٍ ما تعيد شدّ العصب وتوجيه الأنظار نحو التيار. يرفع شد العصب من نسبةِ التأييد المتدنيّة في الشارعِ "السُنّي" ويعيد "المستقبل" من يُتمهِ الخارجي إلى الحضنِ الشعبيِّ الدافئ، فيبحث عن العودةِ كلاعبٍ أساسيٍّ على الساحةِ.

الخيار الثاني، شهد شبه اجماعٍ عليه لدى مستشاري الرئيس سعد الحريري وهو التوجّه نحو مكافحة الفساد. عنوانٌ عريضٌ لا يشبه تيار المستقبل، لا بماضيه ولا حاضره. فيراه البعض تيار الصفقات والتلزيمات والمتعهدين وكذلك تيار الإستدانة والهندسات المالية والتسويات الفاشلة. يستصعب أيّ شخصٍ استيعاب فكرة توجّهِ "المستقبل" نحو مكافحة الفساد، فما هو سبيلُ سعد الحريري إلى ذلك؟

بالطبع، تيار المستقبل ليس أحزاب بولندا، ولا التفتيش المركزي السويسري، ولا حتّى قسم الصحافة الإستقصائية في قناة الجديد. "المستقبل" هو تيّارُ الإعاشاتِ في زمنِ البحبوحةِ وتيار عدم دفعِ "المعاشات" في زمنِ رفعِ الغطاء السعودي عنه. لن يشكّل لجانًا من المحامين لتوثق المخالفات وتضغط فيها قضائيًا، ولن تقدِّم كتلته النيابيّة اقتراحات قوانين تستعيد الأموال المنهوبة. جلّ ما سيفعله هو التصويب على الوزير السّابق النائب جبران باسيل.

بواخر الكهرباء ومناقصات النفط والسدود وحرّاس الأحراج وناجحو مجلس الخدمة المدنية... عناوينٌ سيطرحها "المستقبل" في الإعلام حتى تكون أداته نحو التصويبِ على باسيل.

بالطبع لن يجرؤ التيار، بحسب المعلومات، على الهجوم على أيٍّ من حلفائهِ، أو حتى تجاه من ليس بوسعه مواجهتهم. سيفتح التيار هذه الملفّات بتفاصيلها كما كانت تُطرَح في الحكومة الماضية مُتَطَلِعًا نحو هدفَيْن أساسيَيْن: إرضاء شارع الحَراكِ ودفع تهم الفسادِ عنه من جهّةٍ، وكذلك استعادة الشارع الطرابلسي والعكاري الذي يشكِّل اليوم العصب السُنّي الحقيقي في لبنان.

يعتقد "المستقبل"، أنَّ فتحَ المعركةِ اليوم على باسيل هو أمرٌ سهلٌ جدًا في ظلِّ النيران التي تُطلَق عليه من أكثرِ من جبهةٍ. حيث أنّه بسهولةٍ تامّة يمكن لأيّ رشّاشٍ أن يطلقَ النار عشوائيًّا ولا بدّ أنّ تصيبَ احدى الرصاصات الهدف على الفور.

في السياق، لم تنتبه قيادة "المستقبل" إلى أمرَيْن أساسيَّيْن: "هل يصدِّق الرأي العام، أنَّ تيارًا يتّهمه الجميع بأنّ سياسته الإقتصادية أوصلت البلاد إلى أزمتها الحالية، بأنّه تحوَّلَ فجأة إلى "شريف مكّة"؟

الأمرُ الآخر، كيف سيُفعِّل "المستقبل" معركته من دون وسيلتَيْن اعلاميَّتَيْن أغلقهما قبل أشهرٍ عدّة؟

الجوابُ بحسب مصدرٍ "مستقبلي"، أنّ "الحريري نفسه هو من سيُطلق هذه الحملة في خطابٍ ناريٍّ في ذكرى الرابع عشر من شباط، على أن تتبعه مواقف أعضاء كتلتهِ والمحلِّلين السياسيين الذين يدورن في فلكه".

حيث أنّه، بين واقع "المستقبل" المتخبِّط وخطر الباسيليّة السياسيّة عليه، أعطى سعد الحريري أمر اليوم: "إلى مكافحةِ الفسادِ درّ! حقيقةٌ وليست نكتة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة