ما إن أطلَّ نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري "بهاء" على اللبنانيّين في ذكرى إستشهاد والده والتي جاءت هذه السنة في وقتٍ مفصليّ يَشهد فيه لبنان تغيّراتٍ جوهريّة في "بنيته السياسية" بعد ثورةِ السابع عشر من تشرين والتي أطاحت بالتسويّة الرئاسيّة، حتى إنهالت قوى الثامن من آذار والشخصيّات القريبة من حزب الله بسهامهما نحو بهاء الدين الحريري، وذهبت الى حدّ الدّفاع عن شقيقه سعد لمُهاجمة الرجل وثَبُتَت عن قصدٍ أو غير قصد التّهم بحق رئيس الحكومة السّابق بتحالفه مع "حزب الله" وتغاضيه عن قضيّة والده الشهيد رفيق الحريري.
وشنَّ الإعلام المَحسوب على قوى "الثامن من آذار" حربًا استباقيّةٍ على بهاء الحريري، لاسيّما من أولئك الذين وقفوا و"بفخرٍ" بوجهِ المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان، ولأن جعبتهم خاليّة من أي اتهامٍ "سياسي" عمِدوا إلى "نبش" معلوماتٍ واهيّةٍ، عندما أعلن سعد الحريري إستقالته من المملكة العربية السعودية، مُعتبرين أنّ بهاء الدين" قدّم نفسه على أنه الوجه المُشرِق للعائلة وحاول فرض نفسه عبر عدة قنواتٍ دولية ومحليّة لشغل مَنصب شقيقه"، على الرّغم من عِلمهم انّ "بهاء الدين لا يطمح الى خوض غمارِ السيّاسة وانه رجل أعمال يصبُّ تركيزه في المشاريع وما حققه من نجاحاتٍ، والهجوم على بهاء الحريري وإبتعاد الأخير عن الملعب السيّاسي اللبناني كرَّسه "الأمين" على خط والده الشهيد.
ويرى البعض أنّ "الهجوم على بهاء الحريري مردَّه إلى "المواقف الناريّة التي أطلقها ضد حزب الله حيث سَبق ان وصفهُ في بيانٍ إثر إستقالة شقيقه سعد عام 2017، بأنّه "الذراع الإيرانية في لبنان"، وبأنّ طهران "لاعب خارجي خبيث"، مع تأكيده وقوف العائلة إلى جانب الرياض، مُشدّداً على دعمه" قرار سعد بالإستقالة من رئاسة الحكومة بوجه المطالب والأفعال المتزايدة لحزب الله"، ولافتاً إلى أنّ عائلته "وقفت على الدوام لتدافع عن المبادئ التي تجعل لبنان بلدًا فريدًا على مستوى العالم، لوحة فُسيفساء جميلة من مختلف العقائد والخلفيّات السياسيّة، التي تُثبت كيف يمكن للناس من مختلف الثقافات والمعتقدات العيش والنمو والإزدهار في وئام"، وأن" أسرة الحريري باقيّة على نهج رئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت عام 2005، بظروفٍ مازالت مطروحة أمام محكمة دولية خاصة"، كما أنه لم ينسَ دور السعودية وامتنانه لها على مدى عقود لدعمها لمؤسساتها الوطنية"، وذلك على عكس شقيقه سعد الذي لم يتطرّق في كلمته الأخيرة بالذكرى الخامسة عشرة لإغتيال الرئيس الشهيد، لـ"حزب الله" حيث ركّز هجومه على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وعلى عكسِ، ما إعتبره البعض "تسويقًا" لنفسه، حرص بهاء الحريري في بيانِه الأخير على إظهار الصّورة الجميلة للبنان والتي عبَّر عنها "الحراك"، فالرجل الذي لم يَزر لبنان منذ سنواتٍ لو اراد ان يُسوّق لنفسه "زعيمًا سياسيًا" لكان على الأقل زار بلده ووضع خُطَطهِ وعَمِل على تنفيذها، لكن دفاع بهاء الدين عن الثورة "أزعجت" الأطراف الأخرى فاطلقت نيرانها عليه، بل ذهبت بعيدًا بإنتقاد ما ذكره بهاء الدين في بيانه، واعتباره أنّ ما قام به شبّان وشابّات الحراك "على مدى الأشهر الأربعة الماضِية هُوَ قمَّة الرُّقي في إعطاء دروس لِمَن فَقَدَ معنى الصِّدقِ والإخلاصِ والأمانة في تولّي وتعاطي الشأن العام"، وذلك بدلاً من التصويب على الزعران الذين منعوا الأوفياء للرئيس الشهيد من قراءة الفاتحة له على ضريحه، وربما "أغاظت" صور للحريري الأب مذيّلة بعبارة الشهيد أبو بهاء" تلك الاطراف مُتناسيةً ان أنصار ومؤيدي "التيار الأزرق" كانوا ولا يزالون يهتفون لشهيد لبنان "ابو بهاء.. ابو بهاء".
حاول بهاء الحريري في بيانه، الإضاءة على مكامن الفساد وعلى الأطراف التي تُريد الاطاحة بمدرسة الحريري و"الاستهتارِ بشؤونِ الوطن والمواطن والإسفاف في التعاطي"، وإعلانه "وقوعنا في المحظور وأن ما كان يَحصل بتَدرُّج بعد إغتيال والدي الشهيد، هوَ إغتيال بطيء لكُلّ ما آمَنَ به".
وأمّا الرَّد على تحذير بهاء الحريري، فجاءَ من قبل بعض من يدور في فلك قوى "الرابع عشر من آذار"، داعيًا المواطنين إلى أن ينسوا حلم الرئيس الشهيد وما آمن به للبنان بل صبَّ كل حقده على مدرسة الحريري، وإختصر الفساد الذي شاركت فيه قوى السلطة بالحريري الأب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News