"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
الآن، يمكن لأربابِ السياسةِ في لبنان أن يرتاحوا ويناموا مطمئنين، إذ بإطلاقهم سراح آمر معتقل الخيام العميل عامر الفاخوري حيَّدوا العقوبات التي هدَّدتنا بها واشنطن ووضعوها جانبًا!!
فعليًا، بتنا أمام عقوباتٍ من نوعٍ آخر، عقوبات شعبية مصدرها من هم موجوعون من "عذابات الفاخوري" وتبعات القرار "المعجزة"، وأصبحنا نعيش في دوامةِ البحثِ عن المستفيدِ والشريكِ من التخريجةِ، وعلى أية أسسٍ ولأية مصلحة أتت؟
"الفيلم الأميركي الطويل" اغلقَ على موسمٍ جديدٍ بانتصار قرّشَ على الورق. بعد إطلاق سراح الفاخوري بات من المسلم به أنّ الأميركي يمشي على راحته في بيروت من دون أن يُقال له أفًا. معه حق وئام وهاب حين قال "لبنان ما بيقدر يرفض الطلب الأميركي" فزعل بعض الجهابذة. يا أستاذ وئام وعموم المواطنين، ما بقيَ لنا خيار في ظل هكذا دولة سوى أن نقفَ في طوابيرٍ على بوابةِ عوكر لتقديم قرابين الطاعة إلى "سام"!
تعالوا كي نرى، الأميركي عندنا يفعل ما يحلو له. أرادَ إزعاج حزب الله والتأثير عليه والتسبّب بالضرر له أمام بيئتهِ وما بعدها، فبدأ برفع منسوب العقوبات لتطاول مصارف "شيعيّة النسب"، ثم أعطى الاشارة لبدءِ التلاعب بالدولار ما يعني ارساء المزيد من الضرر بالاقتصاد بالأيادي لبنانية، والضرر بالاقتصاد يجرّ ما هو أكبر، وقد أوحى أن السبب الرئيسي وراء ذلك "محلي".
أرادَ الفاخوري فأخذه، وقبله في السياسةِ أخذ ويأخذ ما يريد. قال ممنوع التعاون في أي مجال مع إيران فـ"طأطأنا" الرؤوس وقلنا "أمرك سيدي". أفتى بحرمة الإتفاق مع الروسي فسلّمنا له وأحلنا القضية والاتفاقية على "جبانةِ القوانين" حيث الداخل مفقودٌ والخارج مولودٌ.... باختصار، إن لم تكونوا أهلًا لمواجهةِ الاميركي فزيحوا عنّا يا، وكفى المؤمنين شرّ البطولات!
الآن إلى أين؟ قام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات وأرادَ إخراج "الزير من البئر"، فسطّرَ قرارًا طلب تمييز الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بكفِّ التعقبات ما يعني قانونًا إبقاء السجين موقوفًا، لكن متى يا شيخ؟ لقد غادر الفاخوري على متن الطائرة وانتهى الأمر وهو أي عويدات يعلم ذلك، فلماذا كلّ هذه المسرحيات واستعراض العضلات؟ عويدات يعلم أنّ السلطة السياسيّة مجتمعةً لم تقدر على مواجهةِ الضغطِ الأميركي فإنحنت خوفًا من العقوبات فماذا يستطيع أن يفعلَ هو؟
يُقال أنّ الفاخوري قد غادر ليلاً الأراضي اللبنانية عائدًا إلى ربوعهِ الأميركية لكن كيف؟ هنا السؤال. هل عبر مطار بيروت الدولي على متن رحلةٍ خاصة تسهم في تقديم الراحة لصاحب "المرضِ الخبيثِ" أو من خلال أحد المطارات العسكرية التي تستخدمها القوات الاميركية في نشاطها من وإلى لبنان؟
حتى هذا السؤال لا أحد يملك الإجابة عنه. مصادر الأمن العام تقول أنها لم تسجّل حركة مغادرة للفاخوري عبر مطار بيروت الدولي حتى لحظةِ كتابة هذا التقرير وما دامَ جواز سفره لم يختم معناه أنّه ما زال في لبنان. عظيمٌ، لكن أين؟ في السفارة؟ ابعثوا دورية إلى السفارة و"اشحطوه"... إن كنتم تقدرون!
مصادرٌ أخرى لا ترى ضرورة في إستخدام المطار الرئيسي كوجهةٍ للمغادرة من قبل شخصٍ مثل الفاخوري يحمل صفة أمنية ويحظى بالاهتمام الأميركي، ويمكنه الاستفادة من أي مطار آخر يُستخدَم من قبل واشنطن لأغراضٍ عسكريةٍ في لبنان فيغادر تحت رعايتها ويصبح جواز السفر لزوم ما لا يلزم!
في الوضع القانوني الحالي، الفاخوري ما زال في لبنان! إنها خدعة قانونية أخرى كتلك التي مورسَ علينا الخداع عبرها حين تم اخلاء سبيله أو حين لجأ البعض الى رفعِ سقف المواجهة مع الأميركي على أساسِ أننا نريد تكسير رأسه فكسرت رؤوسنا يا سادة للصراحة!
نعم، لقد كسر الفاخوري وأصحابه الاميركيون ومن معهم رؤوسنا ومسحوا الارض بكافة السلطات في لبنان ومرغوا أنفها بالتراب حتى، وتركونا نتمرمغ مع أنفسنا ونلاطم الأمواج ونتقاتل ونرمي الاتهامات على بعضنا يمنة ويسرى. هذا وجد في القضية بندًا جديدًا للهجوم على حزب الله وآخر عثر على أسباب للتحامل على الجيش وأنا أجد أن اللعنة على المسؤولين الذين وضعونا في هذا الواقع وجلبوا لنا هذا الويل حين أوقفوا عامر الفاخوري وكانوا "بلا ركاب للمواجهة" أسلم وأفضل!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News