"ليبانون ديبايت"
في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان والتي ارتفع منسوبها مع انتشار وباء كورونا العالمي الذي شكّل الضربة القاضية لمجتمعٍ يعاني أصلًا من بطالة قاسية وشحّ فرص العمل الذي انعدَم اليوم مع استمرار اقفال المؤسسات وتراجع أرباحها، ظهرت مبادرة شبابية أعادت الامل لآلاف اللبنانيين الذين ينتظرون سماع خبرٍ إيجابي وسط السواد الذي يخيّم على حياتهم.
"Jobs For Lebanon"، مبادرة مميزة وجديدة يُطلقها الاغتراب ولبنانيّون مقيمون في لبنان بهدف توفير فرص عمل للمواهب المؤهلة والتي تتمتع بالكفاءة والخبرة، من خلال الدخول الى الموقع الخاص بالمبادرة والبحث عن الوظيفة المناسبة.
ريا نازار وهي مديرة الابداع في "Jobs For Lebanon"، تقول لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ الهدف الأساسي من المبادرة، عرض أكبر عددٍ من فرص العمل على اللبنانيين ومساعدتهم في إيجاد الوظيفة المناسبة لهم، ومن الواضح أنّ كل المجتمع اللبناني في مختلف أنحاء العالم لديهم الشعور نفسه وهذا مؤلم للغاية.
وتضيف، "في كانون الأول من عام 2019، بدأنا كمجموعةٍ شبابية الحديث عن ضرورة البحث عن حلّ لمساعد اللبنانيين على تخطّي الأزمة القاسية التي يمرّون بها، حيث أنّ البطالة هي من المشاكل الموجودة أصلًا في لبنان، ومن الظلم رؤية أشخاصٍ من الكفاءات العالية وحملَة الشهادات الجامعية العليا يخسرون وظائفهم ولا يجدون فرص عمل في ظلّ غياب أي مؤشر لتحسّن الحالة الاقتصادية في البلاد".
انطلاقًا من هذه الوقائع، فكّرنا أنّه من يمكن أن يساعد اللبناني في هذه الظروف الصعبة غير المغتربين الذين برهنوا أنّهم يلبّون النداء بسرعة وهذا ما ظهر اخيرًا خلال ثورة 17 تشرين. تقول ريا، وتضيف، "خلال فترة قصيرة، تحوّل فريقنا الذي كان يضمّ 8 أشخاص الى مجموعة مؤلفة من ثلاثين شخصًا، كلّ فرد فيها يستخدم مهاراته الخاصة لتطوير موقع Jobs For Lebanon والذهاب به بعيدًا لتحقيق الغاية التي أُعدَّ من أجلها".
وتشير ريا، الى أنّ المجموعة وقعت عقد شراكة مع "Beirut Digital District"، و"LinKedln"، و"LebNet"، و"Impact Lebanon"، بحيث يقدّم الشركاء أفضل العروض لديهم لمساعدة شركات التوظيف والباحثين عن عمل من أجل الحصول على أحسن النتائج. مضيفة، "بدأنا اليوم بإجراء مباحثاتٍ ومشاوراتٍ مع منظمة اليونيسيف و"AlFanar"، و"Life"، وشركات أو وكالات أخرى مختصة في مجالات الصناعة.
وتلفت، الى أنّه بعد 3 أسابيع فقط، سجّلنا اكثر من ثلاثين ألف زيارة للموقع من 131 دولة، ونشرنا 137 وظيفة قدّم عليها 1300 مرشّح، في حين علمنا أنّ 8 منهم تمّ تعيينهم بشكل رسميّ. مشيرة، الى أننا في السنة الأولى نتمنى الوصول الى الجالية اللبنانية في مختلف دول العالم لمساعدتنا على خلق اقتصادٍ موازٍ للبنان. أما في السنة الثانية، فإننا نطمح الى انشاء نظام بيئي من أجل اللبنانيين كي يقفوا الى جانب بعضهم البعض على نطاقٍ عالمي. واضافة الى ذلك، فإنّ رؤيتنا الأكبر والأهم أن نعمل على توسيع هذا النموذج لتطبيقه على الدول التي تمرّ بمحنٍ صعبة.
وتشير ريا الى أنه لا يمكننا أن نتجاهل في المقابل الظروف التي تعيشها دول العالم من جراء جائحة كورونا، والتحوّل الكبير في قطاع العمل والحاجة الى العمل عن بعد، ما دفع هذه البلدان الى اتباع النموذج الذي بدأنا به كحلّ للأزمة، إذ تلقينا اتصالات من بعض الدول لاعتماد مبادرة البحث عن وظائف وقد بدأت بها فعلًا، ومنها هولندا، ايرلندا، المملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا.
أخيرًا تقول ريا، "رائعٌ جدًا أن نرى الكثير من الأشخاص اللبنانيين المقيمين والمغتربين والشركات يتعاونون معًا من أجل مساعدة الشعوب، ما يؤكّد أنّ لكل انسان دوره في هذه الحياة، وكل ما علينا فعله هو العمل لإحداث التغيير المنشود وهذه المبادرة بالنسبة الينا ليست سوى البداية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News