أشار الكاتب عماد مرمل في مقال تحت عنوان "بري: هذه حقيقة موقفي من دياب وسلامة" في صحيفة "الجمهورية"، الى أن "طروحات رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الأيام الماضية بدت عرضة للتأويل السياسي، خصوصاً تلك المتعلقة بالسلوك الحكومي ومصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ما تسبّب في انزعاج شديد لدى رئيس المجلس، الذي شعر بأنّ بعض الاجتهادات في التفسير ذهبت إلى حدّ التحوير".
ولفت الى أن "من الواضح أنّ هناك بين الطهاة السياسيين من يحاول ان يضيف نكهة عين التينة الى طبخته، لعلّ ذلك يمكن أن يساهم في تحسين مواصفاتها وشروط تسويقها"، مشيراً الى أن "هكذا، جرى تصوير بري مرة بأنّه معارض شرس للحكومة من داخلها ومعطّل لمشاريعها في مجلس النواب، ومرة ثانية بأنّه حليف غير معلن للرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط ضدّ الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، ومرة أخرى بأنّه السبب في عدم إقالة حاكم البنك المركزي رياض سلامة، وغيرها من الاجتهادات التي يتولّى اصحابها القراءة في فنجان بري وتحليل تعرّجات خطوط كفّه السياسي".
ووأوضح أن "اجواء عين التينة تعكس استياء بري من محاولة بعض الاطراف تفسير مواقفه على ذوقها ومزاجها، او توظيف تلك المواقف في الاتجاه الذي يناسب تمنياتها ومصالحها، في حين انّ ما يهمني حصراً في هذه المرحلة المصيرية هو إنقاذ الدولة بعيداً من التجاذبات العبثية، وليس اي شيء آخر".
وأضاف، "ضمن هذا السياق، لا يخفي بري امتعاضه من تفسير البعض سلوك حركة امل في قضية حاكم مصرف لبنان بطريقة خاطئة وخبيثة، تتعمّد تشويه حقيقة الموقف وإخراجه من سياقه الاصلي".
وتابع، "المسألة بالنسبة إلى بري ليست مسألة حماية رياض سلامة كما أوحى البعض، وانا آخر من يمكن وضعه في هذه الخانة، وإنما يتعلق الامر بالمنهجية التي يفترض اتباعها في مقاربة هذا الملف الدقيق".
وأشار الى أن "وفق قناعة بري، فإنّ قضية بحجم تغيير الحاكم لا تُطرح كيفما كان، وإنما يجب أن تُناقش بمسؤولية، وان تتمّ دراسة كل جوانبها ومفاعيلها، والتحسب جيداً لما بعدها، حتى يأتي اي قرار يُتخذ محصّناً وصائباً، بعيداً من الانفعال والارتجال"..
وأضاف، "لتقريب الصورة أكثر، يضيف: "نحن الآن داخل غرفة العمليات، وسط جراحة حساسة جداً، وفي مثل هذا الوضع، عندما يكون الطبيب ممسكاً بشرايين المريض، لا يمكن استبداله فجأة والطلب منه أن يغادر غرفة العمليات فوراً، حتى لو كان فاشلاً، وإنما لا بدّ قبل ذلك من وجود تصور واضح للسيناريو البديل الذي سيتمّ اعتماده".
ََويلفت بري الى انّ التدقيق او التحقيق في حسابات مصرف لبنان وانتظامه المالي هو امر ضروري وملح، "وعلينا أن ننتظر نتائجه حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، إذ ربما يتبيّن ان هناك ضرورة أيضاً للمحاسبة وليس فقط للتغيير".
على الصعيد السياسي، يشعر بري بقرف حيال تصاعد وتيرة السجالات والمناكفات التي تعكس تجاهلاً لواقع الشارع اللبناني الذي يئن تحت وطأة الازمة الاقتصادية والارتفاع الهائل في سعر الدولار.
َويؤكّد بري انّه ليس ضد الحكومة ولا يضع العصي في دواليبها، بل يريد لها أن تنجح في مهمتها الإنقاذية، لأنّ الازمة بلغت حداً لا يتحمّل ترف إجراء التجارب، وبالتالي يجب أن يكون النجاح الزامياً، "لكن ما يحصل هو أنّ حكومة دياب تبدو احياناً عدوة نفسها".
ويلاحظ رئيس المجلس النيابي، انّ دياب محاط ببعض الوزراء- الثقالات، الذين لم يقدّموا اضافة إيجابية حتى الآن، وإنما يجرّون عربة الحكومة الى الخلف، بدل ان يدفعوا بها إلى الأمام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News