المحلية

الاثنين 27 نيسان 2020 - 15:32

الرجاء الأخير قبل الإنفجار الكبير

الرجاء الأخير قبل الإنفجار الكبير

"ليبانون ديبايت" - شادي هيلانة

أكتبُ هذه السطور على عجلٍ, لأنَّ البلد في محنة كبيرة تفوق كلَّ ما سبق.

أريد أن أحدِّثك مباشرة سيدي الرئيس عن الفقراء والكسبة ومحدودي الدخل, وأنت تعلم جيداً مدى الخيبة التي يعيشها الشعب بسبب سلوك الطبقة الحاكمة, فهي طبقة لا تهتم إلّا بمصالحها الخاصة, حتى تشريع القوانين كانت دوماً لتحقيق أكبر مغانم لها فقط, ويحصلون عليها من خزينة البلد حتى إفراغها كلياً, بالمقابل فشلوا او تكاسلوا عن عمد في حلِّ مشاكل الفقراء والمحتاجين, والأوضاع اليوم شديدة السوءَ.

الفقير يعاني على مستوى الصحة والتعليم والسكن والتغذية, وهذه الأمور من الممكن التقليل من خطرها لو كان هنالك همة وإرادة سياسية حقيقية, لكن على مدار 30 سنة لم نجد إلّا البالونات الاعلامية التي تُطلق أيام الانتخابات وأيام التكليف, وبعدها تتبخر.

يا سيادة الرئيس من السهل جداً تنظيم بطاقة صحيّة للفقير وكبار السن, بحيث توفر لهم العلاج والدواء المجاني, فهل يُعقل أنَّ الرئاسات الثلاث والقادة والوزراء والبرلمانيين والمقربين منهم كلهم يحوزون على ضمان صحي, مع امتلاكهم ثروات طائلة تمكِّنهم من تسديد أجور العلاج والدواء في مقابل الفقير المحروم من كل شيء ليأتي النظام القائم ويمنعه من حقه في الحصول على بطاقة ضمان صحي, توفر له العلاج والدواء المجاني!

إنَّه تناقض عجيب لا يقبله العقل ولا الدين ولا القيم, وهنا نخاطب ضميركم الانساني ان يتحرك ويقوم بشيء ما لإصلاح العطب الفاضح في القانون! حيث ينحاز القانون المشرع من قبل الطبقة السياسية, للأغنياء والمترفين (الطبقة السياسية) ولا يعطي شيئا للفقراء.

يا سيادة الرئيس، وأحِّدثك عن أمر جلل, عن محنة السكن التي يعاني منها ليس الفقراء وحدهم بل جلَّ اللبنانيين, مع أن مفاتيح الحلِّ بيد الطبقة الحاكمة, وكان من الممكن القضاء على هذه المحنة بظرف أربع سنوات كما فعلتها سنغافورة ومصر وحتى جيبوتي وجزر القمر.. إنها ليست أزمة عصية, لكن كانت تحتاج لتواجد طبقة حاكمة شريفة ونزيهة ووطنية وتعمل لشعبها, لكن بسبب غياب كل هذا استمرت محنة السكن بل تفاقمت.

يا سيادة الرئيس أخبرك بأمر يهمُّ الفقراء والكسبة وهو التغذية والتعليم, فالناس بحاجة لدعم بطاقة التغذية بكل مفرداتها وكمياتها, لِتحفظ كرامة العوائل من ذلِّ الحاجة والسؤال, ولا أعلم ما الحكمة التي جعلت الجماعة الحاكمة تقلّل مفرداتها وتجعلها بائسة لا تغني عن جوع او حاجة.

والأمر الآخر التعليم, الفقراء يضحّون بتعليم ابنائهم في سبيل توفير لقمة العيش, لذلك ينتشر الجهل بين الفقراء جيلاً بعد جيل, فلو دعمتم الفقير على مستوى التغذية والسكن والصحة لما أجبر الفقراء ابنائهم على ترك التعلّم, فالأمور مترابطة, وما يحصل نتاج سوء ادارة الدولة من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بقبضة من حديد للبلد.

فلو تقبل يا سيادة الرئيس أن تكلفني لرئاسة الوزراء سنتين فقط, فأنا أتعهّد بحلِّ اغلب مشاكل البلد, فجميع من ينتمي للطبقة السياسية الحاكمة لا ينفع أبدا, ولن يتمكن من حل أي أزمة، بل ستتفاقم الامور.

أتمنّى منكم الاهتمام برسالتنا, فالبلد في وضع خطير جدا, بسبب اهمال طبقة واسعة وجعلها تحت ضغط لا يرحم, وتسخير جميع امكانيات الدولة لفئة قليلة تتمثل بالطبقة السياسية واتباعها!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة