المحلية

الأربعاء 03 حزيران 2020 - 14:11

دياب يراهن على حكمة "المعنيين في مجلس الأمن"

دياب يراهن على حكمة "المعنيين في مجلس الأمن"

اعتبر رئيس مجلس الوزراء حسان دياب خلال اللقاء بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في قصر بعبدا أنه "منذ أن أقر مجلس الأمن الدولي القرار 1701، ولبنان ما يزال ملتزماً بتطبيق هذا القرار، ويتعاون مع الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على الهدوء على الحدود في جنوب لبنان".

وأشار دياب الى أن "قرار مجلس الأمن، يتعرّض لخرق متواصل ويومي، في البر والبحر والجو،كما تعرّضت قرارات سابقة، من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يطبّق ما نصّ عليه القرار 1701، خصوصاً لجهة استمرار احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من بلدة الغجر، فضلاً عن نقاط عديدة أخرى على الحدود، وتعديات على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان في البحر، والاعتداء على السيادة اللبنانية بخرق طائراته اليومي لسماء لبنان".

وأضاف:"لقد كان مجموع الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية خلال العام 2019 وحده، 2551 انتهاكاً موزّعة كما يلي: 178 انتهاكاً في البرّ، 1373 انتهاكاً جوياً، 739 انتهاكاً في البحر، عدد الاستفزازات براً 261، أما في العام 2020، فقد بلغ مجموع الانتهاكات 374 في البرّ و386 في البحر على مدى خمسة أشهر فقط، و250 انتهاكاً في الجو على مدى أربعة اشهر".

وقال:"لقد سجّلت قوات الأمم المتحدة على مدى 14 سنة، منذ وضع القرار 1701 قيد التطبيق، عشرات آلاف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في المقابل، تشهد قوات اليونيفيل على أعلى درجات الالتزام اللبناني بهذا القرار، على الرغم من بعض الأخطاء التي ترتكب بسبب عدم التنسيق مع الجيش اللبناني".

وشدد على أن "القرار 1701 حقّق هدوءاً على حدود جنوب لبنان، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها قوات اليونيفيل، وفق مهماتها الحالية، لأن هذه المهمات تطمئن أبناء الجنوب إلى عدم وجود نوايا مبيتة ضدهم، أو أن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين، وأن قوات اليونيفيل تريد استهداف المواطنين اللبنانيين".

وأشار دياب الى أن "علاقة وطيدة وتفاعل إيجابي قاما بين ضباط وجنود اليونيفيل وبين أبناء الجنوب، وهذا ما ساهم في تخفيف الاحتقان، بل وفي زيادة فاعلية عمل قوات اليونيفيل"، معتبراً أن "الاستقرار في جنوب لبنان ثابت بقرار لبناني مفاده الاحتكام إلى الشرعية الدولية في فرض هيبتها ومنع العدوان على السيادة اللبنانية، ولولا هذا القرار، لكانت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية تسببت بتوتر دائم على الحدود".

وتابع:"من هنا، فإن لبنان يتطلع إلى تأكيد التزام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حفظ الاستقرار على حدود جنوب لبنان، وفرض تطبيق القرار 1701 على إسرائيل".

وأكد رئيس الحكومة أن "استمرار عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان هو حاجة دولية قبل أن يكون مطلباً لبنانياً فوجود هذه القوات، وفق الوكالة المعطاة لها، والدور المنوط بها، من دون أي تعديل في مهماتها، هو اليوم ضرورة لمنع التوتّر ولاستدراك أي خطر يلوح عند الحدود نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة للقرار 1701".

وأشار الى أن "لبنان يتوقّع أن يدرك المجتمع الدولي، محاذير أي تعديل في عديد ومهمات اليونيفيل، خصوصاً في ظل الواقع الذي يعيشه لبنان اقتصادياً واجتماعياً ومالياً ولذلك، فإننا نراهن على حكمة المعنيين في مجلس الأمن ووعيهم لأهمية الدور الذي يجب أن تقوم به قوات اليونيفيل".

وشدد دياب على أن "الحكومة اللبنانية تجدّد شكرها لتعاون سعادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تأمين الظروف المناسبة للحفاظ على تطبيق القرار 1701".

وبعد كلمتي الرئيسين عون ودياب تحدث السفراء، فأكد السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين تأييد بلاده لموقف لبنان مبديا الاستعداد للتنسيق، مقدرا بايجابية دور " اليونيفيل" في المجالات كافة.

وقال: "أن المطلوب الاستمرار في مهمة " اليونيفيل" من دون تغيير في مهماتها لان ذلك يتجاوب مع مصالح جميع الاطراف المعنيين لانه يخدم الامن والاستقرار".

وشدد السفير زاسبكين على اهمية تعزيز الشراكة بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل" وضرورة وقف الخروقات الاسرائيلية لسيادة لبنان، وتقديم الدعم الدولي للبنان في الظروف الصعبة التي يعيش فيها.

وشكر السفير الصيني وانغ كيجيان الرئيس عون مبادرته بالدعوة الى هذا الاجتماع واشاد بالدور الذي تلعبه قوات "اليونيفيل" للحفاظ على الهدوء والاستقرار في منطقة عمليات القوة الدولية وعلى طول الخط الازرق.

وأعرب عن "تأييد بلاده المبدأي للتمديد لــ " اليونيفيل"، مشيرا الى أن "الصين سوف تشارك في المفاوضات حول مشروع قرار التمديد وستدفع لجهة زيادة فعاليتها".

وأشار الى أن "بلاده سوف تواصل المشاركة في قوة " اليونيفيل" وتعمل مع اعضاء المجتمع الدولي على المساهمة في الاستقرار والتنمية في لبنان".

من جهته، أشاد السفير الفرنسي برونو فوشيه بالدور الذي تقوم به القوات الدولية منذ استقدامها الى الجنوب، محييا "ذكرى الشهداء الذين سقطوا في صفوفها".

ولفت الى أن "منطقة العمليات الدولية تبلغ مساحتها 1063 كيلو مترا مربعا وتضم حوالي 200 قرية"، مشيرا الى أن "دور " اليونيفيل" مقبول من السكان المحليين".

وقال :"أن منطقة الجنوب هادئة وهي من اكثر المناطق هدوءا في الشرق الاوسط ومهمة " اليونيفيل" ناجحة بشكل اساسي ونشاطها ثابت وقد بلغ مجموع ما قامت به من مهمات خلال 2019، نحو 23 الف مهمة نفذتها مع الجيش اللبناني".

وشدد على أن "فرنسا ستعمل مع الدول الاعضاء في مجلس الامن في نيويورك كي تمدد مهمة " اليونيفيل" سنة اضافية، وان تكون هذه المهمة ناجحة، لا بل نموذجا للنجاح في مسرح عمليات معقد جداً".

واعرب السفير البريطاني كريس رامبلينغ عن "التزام بلاده بقرار مجلس الامن الرقم 1701 وللدور الذي تقوم به الــ " اليونيفيل" في الحفاظ على مهمة السلام في الجنوب"، لافتا الى انه "عاين بنفسه اهمية هذا الدور من خلال الزيارات التي يقوم بها الى المنطقة. واشار الى ان بلاده تدعم استمرار مهمام " اليونيفيل" وزيادة فعاليتها لتحقيق ما يريده المجتمع الدولي وهو تنفيذ القرار 1701".

واعتبر السفير رامبلينغ أن "هناك مسؤولية على الجميع بوقف الخروقات، وان تتمكن "اليونيفيل" من القيام بمهامها من دون اية عوائق"، لافتا الى "تفهم بريطانيا للموقف اللبناني".

ولفت الى أن "المناقشات التي تجري في مجلس الامن تشكل قاعدة لاي بحث في اي تطورات ممكنة في عمل اليونيفيل".

وحثت السفيرة الأميركية دوروثي شيا اللبنانيين على اتخاذ موقف النقد الذاتي، داعية الى النظر الى ما يحدث شمال الخط الازرق.

وقالت أن "بلادها تثمن وجود "اليونيفيل" ومكونها البحري والالية الثلاثية، التي اعتبرت انها مهمة جدا وتساعد في خفض التوتر"، مذكرة أن "جنود "اليونيفيل" موجودون من اجل تطبيق القرار 1701 بالكامل، ولا اعتقد انه يمكننا القول ان التطبيق الكامل لهذا القرار قد حصل لذا نحتاج الى النظر في زيادة فاعلية "اليونيفيل" الى مداها الاقصى واذا لم تتمكن من تحقيق ولايتها بالكامل فعلينا ان نطرح الاسئلة حول اذا ما كان عددها الحالي هو الافضل".

ولفتت الى أن "الاملاك الخاصة لا يمكن لليونيفيل ان تنفذ اليها"، معتبرة أن "المسألة يجب ان تعالج بصراحة ومن دون اي تردد".

وختمت، "ننضم الى اخرين في تشجيع الطرفين على العمل لايجاد حل دائم بما في ذلك لمسألة الحدود البحرية والبرية والولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في هذا الملف".

وألقى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش كلمة أكد فيها على استعداد الامم المتحدة لمساعدة لبنان ودعمه، وقال:" كما ذكرتم فخامة الرئيس في كلمتكم، نحن سنراقب دائماً ونرصد ونفيد عن الخروقات للقرار 1701 وسائر القرارات ذات الصلة وسنذكرها في تقاريرنا للامين العام، حيث نعبّر عن التزامنا الكبير بتطبيق هذا القرار وغيره من القرارات في تعاون وثيق مع بلدكم ومع المؤسسات والسلطات اللبنانية المعنية."

وإذ ثمن في موقفه دعوة الرئيس عون الى هذا الاجتماع "المهم والفريد" فإنه اشار الى أن "لبنان شدد من خلال هذا الحدث أمام المجتمع الدولي وبشكل خاص أمام الاعضاء الدائمين في مجلس الامن على الاهمية الكبرى التي يوليها لعمل القوات الدولية العاملة في الجنوب ولعمل الامم المتحدة ومساهمة اليونيفيل في حفظ الامن والسلام في لبنان ومن المهم أن نرى أن اليونيفيل تبقى قوية في قدراتها واستمرار مساهمتها في الحفاظ على الهدوء على حدود الخط الازرق. "

وشدد كوبيتش على تعزيز وتطوير الشراكة بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني، معرباً عن تقديره استذكار الرئيس عون الشهداء الذين سقطوا من هذه القوات في سبيل الحفاظ على الهدوء في لبنان.

وأكد من جهة ثانية على اهمية "مساهمة لبنان ودوره الفاعل في اعداد التقرير المتعلق بالتقييم الذي نقدمه الى الامين العام"، لافتاً الى ان ذلك سيشكل قاعدة للانطلاق في مباحثات مجلس الامن في ما يتعلق بموازنة "اليونيفيل" وهيكليتها وعديدها وولايتها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة