أكَّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على انه "ضغطنا بقوة منذ ثورة 17 تشرين وقد أدت المطلوب منها ولكن المجموعة الحاكمة غير مكترثة بأحد أو شيء وبقيت تعمل الى أن وصلت لتمسك قرار الحكومة الحالية. مطلبنا هو حكومة مستقلين ولكن هذه المجموعة الحاكمة لا تريد ذلك وهي تشكل العقبة الأساسيّة بوجه خروجنا من الأزمة".
ولفت جعجع في مقابلة على قناة الـ "LBC" ضمن برنامج "عشرين 30" الذي يقدمه الإعلامي ألبير كوستانيان، إلى أن "هناك من يحاول إقناعنا بأن أسباب ما يحصل الآن هو الضغط الدولي على "حزب الله"، في حين أن هذه ليست المرّة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة الأميركيّة عقوبات على أشخاص يدعمون "حزب الله" والحقيقة أن الأزمة التي نعيشها الآن نتيجة تراكمات عمرها سنوات".
وأضاف، "اين حصار الولايات المتحدة على لبنان؟ فهل واشنطن هي من يتمنع الدولار من الدخول الى لبنان؟ طبعاً لا هي بريئة من الوضع المالي المأزوم عندنا، فالأزمة الحالية من صنع أيدينا واتت العقوبات الأميركية نقطة من غيض".
وعلَّق جعجع على ما جرى مع السفيرة الأميركية في لبنان وقرار القاضي محمد مازح، مشيراً إلى أن "ما يحصل معيب بحق القضاء اللبناني، فلو كنا بوضع سيادي طبيعي لكنت أول من يرفض ويستهجن ما قالته السفيرة الأميركية، ولكني كنت اتبعت الطرق القانونية. هل القاضي مازح غير مدرك لمضمون معاهدة فيينا؟ فصلاحيته غير موجودة في هذه القضيّة من الأساس وعلى القضاء ألا يقوم بدور سياسي".
ورأى أنه "يجب إحالة القاضي مازح إلى التفتيش المركزي لأنه بهدل القضاء"، لافتاً إلى أنه "لقد لفتني تصريح أحد نواب "8 آذار" مؤخراً بأن تصريحات السفيرة الأميركية تدخل بالسيادة اللبنانية، ولكن علينا ان نرى أين هي سيادتنا الآن؟ هذا النائب الذي صرح هو وفريقه السياسي من داس على هذه السيادة منذ 20 و30 سنة حتى الآن".
وأضاف، "من داس على الكرامة الوطنية والسيادة، عندما ذهب ليقاتل بسوريا وغير سوريا؟ هناك تفجيرين ذهب ضحيتهما 50 مواطن لبناني، وأثبتت التحقيقات ان نظام بشار الأسد هو من قام بهما، فيما نراهم يذهبون ليقاتلوا دفاعاً عن هذا النظام"، مضيفاً "لكنا سنكون أول المعترضين على كلام السفيرة الأميركية لو كان الوضع طبيعي في لبنان، ولكن إدخالنا في المحاور الإقليمية من قبل حزب الله أوصلنا الى هنا".
وشدَّد جعجع على أنه "ليس بالضرورة اننا على عتبة حسم بين الولايات المتحدة وحزب الله، وانا لست بصدد الدفاع عن واشنطن، ولكن الأميركيين دفعوا للبنان في العامين الماضيين 700 – 800 مليون دولار، والدول الخليجية قدمت للبنان 2 مليار و100 مليون دولار. اين هو محور الممانعة ليأتي ويدعمنا كالخليجين؟".
وفيما خص موضوع الغاز والتنقيب عن النفط، قال: "الحكومة قادرة ان توقف أي تعدي علينا وهذا بحسب القانون الدولي. لذا عليها أن تأخذ هذا الأمر على عاتقها وأن تدرس الموضوع وبالوسائل الدبلوماسية ومن دون عنتريات، فنحن نستطيع حل أمورنا".
وأضاف جعجع، "في 6 أيار كان هناك خطة اقتصادية، فالحكومة حضرت خطة، وتمت دعوة الأحزاب للأخذ برأيها بهذه الخطة، وإذ بعد شهرين، لم يتم تنفيذ أي شيء من الخطة الاقتصادية ولم يحصل أي شيء لا من ورقة العمل التي قدمناها ولا من الخطة التي قدمتها الحكومة"، معتبراً أن "السلطة في يدهم. عليهم أن يعملوا ويأخذوا القرارات، عندما كسّروا وسط بيروت، هل اتخذوا القرار المناسب لضبط المخربين؟ طبعاً لاظ فيما نحن عندما يحصل أي شيء نتصل فوراً بالدولة، وفي هذا الإطار مشكور الجيش اللبناني الذي يلبي فوراً".
وعن "اللقاء الوطني" الذي عُقد في بعبدا، علَّق جعجع، "دُعينا الى اجتماع في بعبدا تبين لاحقا انه "لعب ولاد صغار". الأزمة في مكان، والاجتماع في مكان آخر كلياً ولا علاقة له بما يحصل في الشارع، لذا لم نشارك ونحن تعز علينا عدم المشاركة باجتماع يدعو اليه رئيس الجمهورية"، لافتاً إلى أن "الوزير جبران باسيل يدير شؤون القصر واغلب الأمور التي تحصل. وانطباعي في آخر سنتين، ان الرئيس عون لم يتعاطى بشيء وكل الأمور والقرارات ينتهي البحث بها عند جبران باسيل وهذا هو واقع الأمور".
وتابع، "لكل شيء أصول، إن كان هناك أزمة، أدعو الى مناقشة هذه الأزمة. ولكن ماذا حدث بعد هذا الاجتماع؟ جل ما حصل هو أن الدولار ارتفع من 5000 الى 8000 ليرة. ميزانية الدولة هي المسؤولة عن تدهور سعر الليرة، وعدم التوازن المالي في الدولة هو المسؤول عن تدهور الليرة"، معتبراً أن "النمو في السابق وصل لـ 8 و 10% ما بين الـ2007 الى 2010، وكنا نحقق فائض أولي. من حينها ومن حين اسقاطهم حكومة الرئيس الحريري وبدأت الأمور بالانهيار. أما بالنسبة لمن المسؤول عن الكارثة التي نعيشها؟ لا اريد ان أدخل في التفاصيل لكن لا شك ان هناك العديد من الأفرقاء مسؤولون عنها".
ولفت رئيس "القوات" إلى أنه "لقد انتخبنا عهد جديد ليضع حد لما كان يحصل بالسابق، وليحيي الاقتصاد ولكن ما حصل ان الوضع تدهور 10 مرات أكثر، ولكن كنا نعرف غلاوة الرئاسة على قلب الرئيس عون، وهو قال من معراب انه يوافق على "اتفاق معراب" ووقع عليه، ولكن إذا نقضوا كل نقاط هذا الاتفاق فماذا يمكننا ان نفعل؟"، مشيراً إلى أن "الرئيس عون بقوته الشعبية والنيابية، كان خيارنا إلا أنه تبين انه لا يمسك بزمام الأمور وإنما حزب الله، ولكن لو أعاد التاريخ نفسه، لكنا اتخذنا القرار نفسه. وسبب قولي أننا لا ندري إذا ما كنا أخطأنا هو أنني لا أعلم إذا ما كان الفراغ سيؤدي بنا لحالة أسوأ من التي نحن فيها اليوم".
وعن الأحداث في عين الرمانة ودور القوات الأمني، قال: "التبادل بين عين الرمانة والشياح هو نفسه بين عين الرمانة وفرن الشباك وليس هناك حائط برلين بين الشياح وعين الرمانة. ولكن المشكلة هي في 100 او 200 دراجة نارية يأتون ويشتمون للطرف الآخر ولكن هل هؤلاء يمثلون كل الشياح؟ طبعاً لا"، مضيفاً "كما أنني لا استطيع أن اسمح لشبابنا بالذهاب على دراجات نارية الى مناطق أخرى بأعلام "القوات" لشتم رموز وزعماء هذه المناطق التي أهلها بطبيعة الحال لن يقبلوا ذلك، العكس صحيح، ومن الطبيعي وجود الناس بالشارع بعد كل ما حصل وبعد ان وصل الدرك باللبناني لحد البحث عن الأكل بالقمامة".
وأشار جعجع إلى أن "رحلة لبنان الى صندوق النقد الدولي وبوجود المجموعة الحاكمة علينا الا نتأمل بأي شيء ومن الطبيعي أن تكون رحلتنا قد انتهت، فمن 8 أشهر حتى الآن، ليقل لي أحد عن خطوة واحدة قامت بها المجموعة الحاكمة بالاتجاه الصحيح". وقال: "لم أفهم ابداً معنى "الذهاب شرقاً" في حين ان أهم شريك تجاري للبنان منذ سنوات هو الصين. وليس صحيحاً ان هناك "فيتو" على دخول الصين الى السوق اللبناني ولا شك ان هناك تنافس كبير بينهم وبين الأميركيين. أليست شركة صينية هي التي أخذت قسم من الاتصالات؟".
وتابع، "إيران في حرب مع الأميركيين، وتريدني الآن أن أشتري من إيران؟ متى كان السوق اللبناني مغلق على البضاعة الإيرانية؟ ولكن على هذه البضاعة أن تكون تنافسية من أجل اعتمادها". مشيراً إلى أن "ليس صحيحاً ما يقال عن أنه لا يوجد من يصلح من أجل العمل في الدولة وإخراجها من الأزمة، فاقله نحن نصلح من بعد تجاربنا الوزارية والنيابية لنكون في الحكم".
ولفت جعجع إلى أن "هناك خطوات إصلاحية منها المعابر غير الشرعية، والكهرباء والاتصالات. صندوق النقد يريد إصلاحات ليبدأ بالحديث عن مساعدات فيما المجموعة الحاكمة لن تبدأ بإقرار هذه الإصلاحات وهذا معروف"، وسأل: "هل أصدقاء لبنان العرب سيساعدون لبنان ونحن نشتمهم ليلا نهار؟ الدول الخليجية أصدقاء وساعدونا و"يكتر خيرهم" ولكن هل من أحد غيرهم ساعدنا في السابق؟ من سيؤمن لنا المساعدات من دول الخليج ونحن نقاتل ضدهم في اليمن وغيرها وغيرها؟".
وأضاف، "الأمر الواقع في لبنان لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية باعتبار أن الثوابت الاجتماعية أقوى من أي شيء في لبنان"، لافتاً إلى أن "هناك جبهة معارضة حالياً، ولكنها تعمل على أكثر من محور، كوجود ثلاث عساكر يطلقون النار على نفس الهدف ولكن من ثلاث زوايا مختلفة ويتراشقون بالحصى بين الحين والآخر. لماذا ليست جبهة واحدة؟ لأن الطرفين الآخرين رأيهما ان لا يكون هناك جبهة متراصة كي لا يصل الوضع لما لا تحمد عقباه".
وأكَّد أن "مشروعنا ان نصل الى دولة متحضرة، فلبنان بلد تعددي، وإذا نسيناها سيخرب. وعلى الشارع ترجمة طموحه في الانتخابات والتعاطي معها بشكل إيجابي وأنا لست متخوفاً من عزل "القوات". لا أعرف ما هي حسابات الأفرقاء الآخرين، ولكن علينا ان نتعاطى مع الأشخاص الموجودين للوصول الى حلمنا"، مشيراً إلى أن "الأوضاع لمزيد من التدهور. لن نصل الى الجوع وانا أتوجه الى كل الانتشار بالدعوة لتبني كل عائلة بالخارج على عاتقها عائلة هنا فـ200 دولار شهرياً لن تفقر عائلة بالخارج في حين أنه مع سعر صرف الليرة الموجود يمكن أن تعيل عائلة في لبنان".
وتابع، "علينا التفكير بكيفية ايقاف الهدر الحاصل بلبنان قبل ان نفكر من أين يجب أن نأتي بالمساعدات، وأنا بهذا الإطار أشك ان نأتي بـ3 او 4 مليارات دولار من صندوق النقد. لذا علينا ان نتوقف عن نصب العداء للخليجيين الذين هم الوحيدين القادرين على إعطائنا المساعدات من دون أي سؤال او شرط".
ورأى جعجع أن ""الهيركات" كلمة كبيرة، المصارف وضعت يدها على ودائع الناس كافة، ولكن على الدولة ان تتحمل جزءاً، ومصرف لبنان الجزء الآخر فنحن لا نريد ان نصل الى ما وصلت اليه فنزويلا او الارجنتين".
وختم جعجع، "المشكلة التي نعيشها هي مشكلة معيشية بالدرجة الأولى وعندما تدخل فيها السياسة بتفرط الثورة، وستواجه بمطالب سياسة إذا خرجت بشعارات سياسية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News