المحلية

الخميس 16 تموز 2020 - 08:00

حزب الله وباسيل.. حلفٌ تَهزّه المصالح

حزب الله وباسيل.. حلفٌ تَهزّه المصالح

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

هو موسم تسجيل النقاط بإمتياز لاستخدامها لاحقاً في إستحقاقات مُقبلة، بعضها داخلي وبعضها الاخر خارجي. واللافت في هذه العملية القائمة على حسابات قائمة على "أنا ومن بعدي الطوفان"، أنه لم يعد للتحالفات أي قيمة لا معنوية ولا مادية إذ إن كل الرهانات في تعويم الذات والنجاة بها، باتت تؤخذ على العاتق الفردي لا على التوليفة التي اجتمعت تحت سقفها ذات يوم، المصالح والأحلام.

أبرز الخلافات السياسيّة الحاصلة اليوم، هي تلك القائمة بين "حزب الله" من جهة و"التيّار الوطني الحر" من جهة أخرى بحيث لم تعد تُعرف أين تبدأ وأين تنتهي، أو حتّى الحدود التي يجب أن تتوقّف عندها خصوصاً بعدما كانت لامست في الفترة الأخيرة "المُحرّمات"، أقله بالنسبة الى "الحزب" الذي يضع سلاح مقاومته في أعلى مراتب القداسة والتجرّؤ عليه من الكبائر.

كل المؤشرات والمعطيات تدل اليوم على أن العلاقة بين "الأصفر" و"البرتقالي" تمر في أسوأ مراحلها حيث يغيب التفاهم والتناغم السياسي الذي كان سائداً خلال مراحل سابقة يُمكن وصفها بالنسبة الى الطرفين بـ"الزمن الجميل". والأبرز أن كلاهما يعتبر بأن دوافع الخصومة مع الآخر، هي من باب الدفاع عن الحق والحقوق أولاً، وعن المصالح الإستراتيجية ثانياً.

مقربون من "حزب الله" يعتبرون أن الخلافات التي ظهرت في الفترة الأخيرة بين الطرفين لم تكن مُستجدة، فقد سبقها منذ أعوام مجموعة نزاعات تتعلّق بمراكز داخل مؤسسات الدولة، حتّى أن بعضها أمنّي مثل الخلاف القديم حول منصب المدير العام لأمن الدولة والجديد القائم بين النائب حسن فضل الله ووزيرة العدل ماري كلود نجم على خلفيّة عدد من الملفات المتعلقة بالفساد.

الاستنتاجات المتعلقة بالخلاف، تقود مباشرة إلى طموحات رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل غير المحدودة، فهو برأي المقربين من "الحزب" يبحث عن عناوين عدّة يُمكن أن تُنصّبه قائداً مسيحيّاً مرّة، ومرّات رئيساً لجميع اللبنانيين، والمشكلة أن كل هذه الأحلام لا يرى باسيل طريقاً للوصول اليها، إلا من خلال التصويب على "حزب الله" من تحت الطاولة، ومن فوقها أحياناً كثيرة في حال استدعت مصلحته، كما حصل أخيراً في موضوع معمل "سلعاتا".

هذا من جهة حلفاء "حزب الله"، أمّا من جهة "البرتقالي" فتصر مصادره على مبدئي الحياد والفصل. حياد لبنان عن كل النزاعات التي تُحيط به وخصوصاً النزاع القائم بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران بالإضافة إلى الذهاب فوراً لتصحيح علاقة لبنان مع الدول العربية، والفصل بين الخلافات الشخصية أو الحزبيّة وبين مصالح الدولة والشعب وتعزيز دور لبنان بين الدول البعيدة والقريبة بدل أن يكون ضمن محور ضيّق منغلق على ذاته.

المؤكّد أن باسيل ومعه نخبة من تياره السياسي، حاولوا أوّلاً النأي بأنفسهم عن العقوبات الأميركية التي تطال "حزب الله" وحلفائه، وحاولوا التمايز عن الحزب بمواقف تُرضي الأميركي وتُزيح عنهم كاهل هذه العقوبات التي يبدو أنها ستتعاظم وتتكاثر في المُقبل من الأيّام. ويبدو اليوم، أن باسيل الشاب الطموح الذي خطّط منذ سنوات طويلة للوصول ما هو عليه اليوم من "زعامة" يراها متمايزة عن بقيّة الزعماء المسيحيين، لم صبوراً كفاية للوصول إلى حلم لطالما راوده، هو الوصول إلى كرسي الرئاسة الأولى.

ولذلك ومن منظاره الخاص، يرى باسيل أن هذا الطموح لا يُمكن أن يتحقّق على يد حلفائه في الداخل وتحديداً "حزب الله" الذي يبخل عليه حتّى اليوم بكلمة "نعم"، من هنا يُمكن اعتبار دعوة السيد حسن نصرالله للتوجه شرقاً، هي موجّهة بشكل خاص ومُحدّد لباسيل الذي اختار أن يسلك طريق الغرب لتحقيق حلمه. ولعله في هذا الإختيار، قد ينجح باسيل بانتزاع ما ينتظره من فم "الحزب"، هذا مع العلم أن حلفاء الأخير يؤكدون أنه من المُبكر جداً الحديث حول هذا الأمر في ظل وجود رئيس للبلاد.

يصحّ القول خلال المرحلة الآنية، أن الحلف بين "الأصفر" و"البرتقالي" لم يعد كما كان في السابق، لكن هذا لا يعني بالتأكيد الوصول إلى نهاية الطريق بينهما، إذ أن للسياسة الف باب وباب وتطغى فيها المصالح الجانبيّة على المصالح الوطنيّة، لكن في جميع الأحوال يبدو ظاهراً للعيان حدود التحالف بينهما تباعدت بشكل كبير بعدما تحوّل الأوّل إلى لاعب إقليمي أساسي وبهذا يكون قد ضاق الداخل على طموحاته، بينما يُصرّ الثاني على تحقيق حلمه في الداخل حتّى ولو تحوّلت الخصومات مستقبلاً إلى صدامات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة