المحلية

الخميس 16 تموز 2020 - 08:00

مفعولٌ عكسي للضغوط الأميركية.. مناطقُ حزب الله تَنتعش!

مفعولٌ عكسي للضغوط الأميركية.. مناطقُ حزب الله تَنتعش!

"ليبانون ديبايت"

تُشبه الزحمة مساءً في أحد المجمّعات التجارية المتاخمة لضاحية بيروت الجنوبية، الزحمة التي نشهدها عادةً عشية الأعياد.

هناك يبدو مشهد المتسوقين الذين يقفون في صفوف طويلة لدخول المحال التجارية مستفزاً في الوقت الذي تصل فيه أخبار عن حالات إنتحار تكاد تصبح شبه يومية لأشخاص استسلموا لواقع عدم قدرتهم على تأمين لقمة العيش.

فإذا كان الهدف المعروف والمعلن للضغوط والحصار الأميركي المفروض على لبنان الغارق في الحضن الإيراني التضييق الإضافي على حزب الله وتقليب اللبنانيين عليه، تبدو الهواجس من مفعول عكسي لهذه الضغوط مشروعة في ظل ما يبدو تأقلماً لحزب الله وبيئته مع الحصار اذا لم نقل انتعاشاً تشهده مناطقه بمقابل انهيار اقتصادي تشهده معظم المناطق اللبنانية الأخرى.

ويشير رئيس مركز ‪"‬الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – انيجما‪" ‬رياض قهوجي الى أن حزب الله الذي يتعايش منذ فترة مع ازدياد الضغوط عليه أتخذ خطوات إستباقية ادراكاً منه انه في خضم معركة شرسة وأن خصمه دولة عظمى. ويوضح قهوجي في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أنه "منذ عامين بتنا نسمع عن عقوبات تفرض على الحزب وعن منع مقربين منه أو محسوبين عليه من القيام بأي تحويلات وصولاً للتضييق على رجال الأعمال الذين يدورون في فلكه وإعتقال بعضهم ومنهم قاسم تاج الدين. ولعل الخطوة الأبرز كانت قضية جمال ترست بنك، ما دفع بجزء كبير من المتمولين الشيعة القريبين من الحزب لسحب أموالهم من المصارف خوفاً من مصادرتها. وأفيد عن سحب هؤلاء نحو 4 مليار دولار بعد اغلاق بنك الجمال وقبل ١٧ تشرين".

ولا تقتصر الأموال التي تحرك الأسواق في مناطق الحزب، بحسب قهوجي، على تلك التي سحبت من المصارف، بل وبشكل أساسي على التحويلات التي يقوم بها أقارب في أفريقيا من دون التغاضي عن أعمال الحزب سواءً في أفريقيا أو أميركا اللاتينية والتي تعود على بيئته بـ"الفريش موني" الذي بات يفتقده باقي اللبنانيين. ويضيف قهوجي:" كما أن الأحزاب المذهبية العقائدية تلتف حول نفسها وتعطي أولوية لحماية بيئتها وهذا ما يحصل داخل الحزب علما أن بيئته بات لديها سيولة كبيرة داخل المنازل، كما نظام اقتصادي ونظام تحويلات خاص بها. من دون أن ننسى الدور الذي تلعبه هذه البيئة بموضوع اللعب بسعر صرف الدولار".

ولم يعد خافياً على أحد أن الخطة الاميركية وإن كانت لم تخنق الحزب مالياً، إنما حققت هدفها ببدء تقليب باقي اللبنانيين عليه وبخاصة قسم كبير من الجمهور العوني الذي بات يتساءل علناً عن السبب الذي يجعله مضطراً لتحمّل كل هذه الضغوط والحصار بينما بيئة الحزب تنعم بالبحبوحة!

وعن هذا يقول قهوجي:"قرار أميركا واضح بأن لا تشمل العقوبات الحزب حصراً إنما الأحزاب اللبنانية المتحالفة معه، لذلك نرى معاناة بيئة التيار التي لا تمتلك الجهوزية ولا الالتفاف العقائدي، ولا البيئة المقاومة التي يمتلكها الحزب ولذلك نلمس تململاً واضحاً لدى العونيين الذين يسألون الى متى سنبقى ندور في هذه الدوامة". ولا يستبعد إذا تواصلت الضغوط من أن نشهد مزيدا من الانقسامات والانسحابات سواء من "التيار الوطني الحر" او "لبنان القوي".

ويشير قهوجي الى أنه لا شك لن يكون للخطة الاميركية الحالية مفعولا عكسيا لجهة إقبال اللبنانيين ممن لا يؤيدون الحزب على دعم المقاومة والتمسك بسلاحها، إنما ما نتوقعه أن يزيد الوضع الحالي الحزب قوة ويجعله يتمسك أكثر بالسلطة، مضيفاً:"ما نخشاه أن يؤدي كل ذلك الى لا استقرار ما يفاقم خطر الإنهيار. فبعدما كانت الساحة اللبنانية مستثناة في السنوات ال10 الماضية من الصراع الأميركي-الإيراني الذي تم حصره إلى حد بعيد بسوريا والعراق، بتنا نتحول شيئاً فشيئا لساحة مواجهة أساسية. ما يجعل فكرة حياد لبنان فكرة رنانة ومقبولة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين لا ينتمون لبيئة حزب الله".

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص في شؤون ‪"‬حزب الله‪"‬، قاسم قصير لا يؤيد ما يُحكى عن "انتعاش" بيئة حزب الله في ظل الاوضاع الراهنة، مشدداً على ان "الحصار الأميركي على لبنان يؤثر على الجميع بمن فيهم حزب الله وبيئته لأن هذه البيئة لديها مصالح عامة في البنوك وعلى الصعيد العام"، من دون أن ينفي أن "الحزب عمد لاتخاذ إجراءات وقائية لاستيعاب الحصار ومواجهته طيلة الأشهر الماضية مما خفف من أثر الحصار" مشيراً في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى أن "هناك مؤسسات عديدة صحية وإجتماعية وتربوية إضافة للبلديات عملت من أجل مواجهة الحصار".

ويضيف قصير:"بالنهاية إهتمام الحزب لا يقتصر على عناصره وبيئته بل هو يعمل من أجل التخفيف من الحصار عن جميع اللبنانيين من خلال دعم خطوات الحكومة اللبنانية للانفتاح على مصادر أخرى ووضع سياسات وتنفيذ إجراءات لمواجهة الغلاء والفساد وتأمين مصالح الناس والتهديد بمواجهة من يعمل لتجويع اللبنانيين وقد أدّى ذلك لصمود الحكومة وتخفيف الإجراءات الأميركية للحصار وفتح نوافذ لتأمين المساعدات".

فهل تكون الليونة الاميركية المسجلة مؤخراً والتي بدت واضحة في اللقاء الذي جمع السفيرة الاميركية في بيروت برئيس الحكومة كما في بعض الإنفتاح العربي على لبنان مؤخراً بمثابة استيعاب لخروج الخطة عن أهدافها ومحاولة إعادة تصويبها؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة