مازالت تسهيلات النظام السوري لحليفه الروسي مستمرة، بل هي تزداد وتتوسع يوماً بعد يوم، إلى أن تولّدت لدى بعض السوريين حتى من محور الأسد نفسه فكرة أن بلادهم باتت تقبع تحت "الانتداب الروسي"، بحسب تعبيرهم.
وفي جديد فصول القصة، أن أظهرت وثيقة حكومية روسية كشفت، أمس الأربعاء، أن السلطات السورية وافقت على منح روسيا أراضي إضافية في البر، ومساحة من مياه سوريا الإقليمية، وذلك كي يتسنى لموسكو توسيع قاعدتها العسكرية الجوية في حميميم.
ويتعلق الاتفاق، الذي وقعه ممثلون من البلدين في 21 تموز الماضي وأصبح ساريا في 30 تموز الماضي، بمنطقة برية وبحرية قرب محافظة اللاذقية شمال سوريا حيث توجد قاعدة حميميم الجوية التي تخضع لسيطرة روسيا.
كما كشفت الوثيقة أيضاً أن الأراضي ستُستخدم في إقامة "مركز علاج طبي وإعادة تأهيل" لطاقم القوات الجوية الروسية.
وأضافت أن الأراضي، التي تبلغ مساحتها ثمانية هكتارات في البر ومثلها في المياه الإقليمية، ستُمنح لروسيا بصفة مؤقتة وبدون تكلفة.
وبحسب تقارير بريطانية وأخرى روسية، اختارت موسكو تحصيل نفقاتها من خلال مزايا أو اتفاقيات تضمن بها مصالحها وتواجدها بالمنطقة.
كما عقدت شركات روسية عدة اتفاقيات مع النظام للتنقيب واستخراج النفط والغاز من بعض الحقول التي مازالت قابعة تحت سيطرته، وكذلك وقعت اتفاقيات لترميم وتطوير المنشآت النفطية، إضافة إلى عقود لتنفيذ مشاريع لتوليد الطاقة واستخراج الثروات المعدنية.
وفي عام 2019، وقعت وزارة النفط التابعة للنظام السوري عقوداً مع شركات روسية تضمن فيها الأخيرة أحقية التنقيب واستخراج الفوسفات من المنطقة الشرقية الواقعة جنوب مدينة تدمر، وأيضاً عقد تأجير مرفأ طرطوس لشركة روسية أخرى مدة 49 عاما، وعقودا في مجال الطاقة، في مدينة حمص، أبرمت في آذار 2018، وعقد آخر لإنشاء خط حديدي يصل مطار دمشق بمركز المدينة.
وبينما تعالت أصوات المعارضة داخل روسيا تنديدا بالإنفاق الكبير في سوريا، بررت الحكومة ذلك بأن المشاركة في الحرب في سوريا أفسحت المجال لاختبار الأسلحة الروسية ومدى فعاليتها.
كما أن استئجار قواعد هناك لفترات طويلة يضمن وصول موسكو للمياه الدافئة، وهو هدف روسي قديم منذ سنوات طويلة، فروسيا عززت وجودها في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية الساحلية على المتوسط غربا، وقامت بتوسيع مساحته ليصبح أكبر قاعدة روسية في المنطقة، ووقعت على اتفاقية مع النظام على استخدامه متى شاءت دون أي حد زمني.
إلى ذلك، قامت موسكو باستئجار ميناء طرطوس على المتوسط مدة 49 سنة، وسط سعي تام إلى إنشاء قاعدة أخرى في مدينة كسب الساحلية شمال اللاذقية، ومعها عدد من المطارات في حمص وحماة تكون تحت سيطرة روسية كاملة.
ناهيك عن سيطرة روسيا على منشأة عسكرية لبحريتها في طرطوس، والتي تعد موطئ القدم البحري الوحيد لروسيا في البحر المتوسط.
وضمن كل هذه الامتيازات، ومع مرور الوقت، لا يعلم السوريون ما ينتظرهم، وإلى أي مدى ستبقى اليد الروسية ممتدة على بلادهم.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News