المحلية

السبت 01 آب 2020 - 04:00

لن يتسلّلَ فسادُ مَعاليكم إلى مَلفِ إعادةِ الإعمار!

لن يتسلّلَ فسادُ مَعاليكم إلى مَلفِ إعادةِ الإعمار!

ايلي بدران

لا يمر استحقاق في لبنان الا ويلوث بالفساد والافساد، لا تمر فاجعة على اللبنانيين الا ويطل اهل الفساد والافساد برؤوسهم للاستثمار من خلالها، ومع كل تهافت دولي لاعادة الاعمار والترميم يهب الفاسدون و"يترسمون" لأخذ الصور التذكارية، وكل مساعدة دولية لا تمر الا من خلال قنوات فسادهم الرسمية وغير الرسمية.

مع انطلاق ثورة 17 تشرين وبعد اسقاط حكومة سعد الحريري ظن المجتمع اللبناني الثائر ان قطار بناء دولة الذي يجسد طموحاتهم وتطلعاتهم قد وضع على السكة، لكن كالعادة اصيب بخيبة امل مع وصول حكومة الرئيس حسان دياب، حكومة الدمى المتحركة التي عينت المنظومة الحاكمة وزراءها بصورة مستترة، واليوم وعلى اثر انفجار المرفأ قدمت حكومة دياب استقالتها، وكلنا امل ان يعود قطار بناء الدولة على السكة.
للمفارقة بعض الذين تدور حولهم شبهات الفساد في اعمالهم الخاصة تم تعيينهم في حكومة دياب، وبعض الذين اسسوا متاحف بطرق مشبوهة يهبون اليوم لاعادة اعمار المنازل الاثرية المتضررة في انفجار المرفأ، يستغلون تهافت الجمعيات الخيرية على الاعمار، فيقحمون بجمعيات وهمية مقربة منهم في مشهد الاعمار بهدف اقتطاع جزء من رأس المال المرسل لاعادة اعمار الابنية.
من الممكن اعتبار المنظومة الحاكمة على انها لم تتفهم الموقف الدولي من ارسال مساعدات الى الجمعيات الخيرية والمؤسسات الغير حكومية، لكن على الارجح انها تفهمت لكنها اعتادت على اقتطاع حصتها من "الكوميسيونات" وان كان ذلك غير متيسر عبر القنوات الرسمية من وزارات وصناديق حامت وتحوم حولها روائح الفساد، فإن القدرة الذهنية للمفسدين تحولت الى المؤسسات الخيرية والجمعيات.

يعتقد معظم الشعب اللبناني ان مسألة الفساد في لبنان محصورة في المؤسسات الرسمية، وهو اعتقاد خاطىء، لان الفساد معشعش في النفوس كالطائفية والمذهبية وهو ليس في النصوص، الفساد في بنية الانسان اللبناني البشرية، وما يحتاجه لبنان اليوم ثورة فكرية على الفساد وبتر مفهوم شطارة اللبناني في التحايل على القانون وايلاء مصلحته الخاصة اولوية على المصالح الوطنية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة