اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
الاثنين 02 تشرين الثاني 2020 - 12:32 الحرة
placeholder

الحرة

عهدُ ماكرون يدخل مرحلة مفصلية

عهدُ ماكرون يدخل مرحلة مفصلية

يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أزمتين متزامنتين بتصديه لموجة تفش ثانية لجائحة فيروس كورونا المستجد وعودة الاعتداءات الإرهابية، ما يدخل عهده مرحلة مفصلية ستحدد معايير نجاح ولايته الرئاسية أو فشلها، وحظوظ إعادة انتخابه عام 2022، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وصل ماكرون إلى سدة الرئاسة الفرنسية عام 2017 مستفيداً من موجة تفاؤل رأت فيه قائداً قادراً على إحداث تحوّل في البلاد وعلى تحقيق إصلاحات تحتاج إليها فرنسا بشدة، واستعادة مكانة البلاد على الساحة العالمية.

لكنّ الرئيس الشاب يواجه منذ سنتين سلسلة أزمات بدأت عام 2018 مع حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية التي استمر زخمها عاما ونيّفا، تلتها إضرابات عامة في فصل الشتاء الماضي على خلفية تعديل نظام التقاعد في البلاد.

وحين خف زخم الإضرابات وبدأ ماكرون طرح مشاريع النصف الثاني من ولايته، تفشى فيروس كورونا المستجد عالمياَ، ما دفع فرنسا لفرض إغلاق تام لاحتوائه. وعندما بدأ الاقتصاد الفرنسي بالتعافي من تداعيات الإغلاق، بدأت الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19، ما أجبر ماكرون الأسبوع الماضي على فرض إغلاق ثان.

وفرنسا حاليا تحت وقع الصدمة بعد قطع رأس مدرّس ومقتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة في اعتداءين نُسبا إلى إسلاميين متطرفين، وضعا معركة مكافحة الإرهاب على رأس أولويات الحكومة. كما استُهدف كاهن بطلقين ناريين بمدينة ليون، يوم السبت، في اعتداء لم تتّضح بعد دوافعه.

فيما بدا على أنه إدراك لتنامي رأي عام غاضب في دول العالم العربي والإسلامي ضد تصريحات سابقة له، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء السبت، إن بعض المجموعات الخاصة التي دعت لمقاطعة المنتجات الفرنسية استندت إلى تعليقات كاذبة منسوبة له وتتعلق بأزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد.

وقال الباحث السياسي في مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية، برونو كوتر، إن المرحلة الحالية هي الأصعب بالنسبة لماكرون منذ وصوله إلى السلطة. بينما اعتبر مستشار للرئاسة الفرنسية أنّ "هذا الضغط المستمر لا يمنحنا أي متنفّس"، مضيفاً "لقد فقدنا السيطرة على جدول الأعمال".

لا يمكن تحميل ماكرون مسؤولية ظهور الجائحة، لكن معارضين يتّهمون الحكومة بأنها فشلت في الاستعداد للموجة الثانية.

وقال ماكرون في خطاب إلى الأمة أعلن فيه فرض إغلاق جديد في البلاد إن "الفيروس يتفشى في فرنسا بسرعة تخطّت أكثر التوقعات تشاؤماً"، ما أثار استياء خبراء صحيين كانوا قد حذّروا بالفعل من هذا السيناريو.

وفي حين يوحّد الغضب من الاعتداءات الدامية الفرنسيين، تُطرح تساؤلات عن أسباب فشل قوات الأمن في مراقبة منفذيها، وسط جدل قائم حول ما إذا كانت الاستراتيجية المعتمدة في التصدي للتطرّف الإسلامي بالغة الحزم أم شديدة الليونة.

وأشار كوتر إلى أنّ ماكرون يحاول منذ نحو سنتين فرض جدول المشاريع التي ينوي تنفيذها، لكنّه يواجه تغيّرات متسارعة، مضيفاً أنّ "لدى الفرنسيين انطباع بأنهم يمرون بسلسلة أزمات لا تنتهي".

بعدما شهدت فرنسا صيفاً عادياً نسبياً بعيدا عن ضراوة الموجة الثانية من الجائحة، أمل ماكرون استعادة المبادرة بخطة إنعاش اقتصادي تبلغ مئة مليار يورو، واستراتيجية "التعايش مع الفيروس".

لكن مذّاك، تعوق عوامل خارجية مساعي المضي قدما في تنفيذ مشاريع مراعية للبيئة، وتعديل النموذج الاقتصادي القائم وإصلاح نظام التقاعد.

ويثير هذا الأمر قلقاً بالغاً لدى الرئيس الذي لم يحظَ يوما بشعبية جارفة والذي أظهرت استطلاعات مركز "إيفوب"، المعهد الفرنسي للرأي العام، أنّ نسبة التأييد له تبلغ 38 بالمئة، علماً أنّ حزبه لم يحقق نتائج جيدة في الانتخابات المحلية التي أجريت هذا العام.

والأنظار تتركز منذ الآن على الانتخابات الرئاسية المقررة في 2022، والتي من المرجّح أن يواجه فيها ماكرون زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن. وهو يأمل ألا يلقى مصير سلفيه نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند اللذين اقتصر عهداهما على ولاية رئاسية واحدة.

في المقابل، رأى المحلل السياسي، باسكال بيرينو، أنّه إذا كان الفرنسيون بغالبيتهم "غير مقتنعين بالرئيس"، فإن هذه الغالبية "أقل اقتناعاً بالمعارضة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة