الكورونا "ما تابت" حتى قتلت ميشال تابت

روبير فرنجية :

نقيب التعب في الحروب بل نقيب النقباء أو عميدهم كما وصفه النقيب الحالي .
الطاغية على الشاشتين.
الشرير في التمثيل والطيب في الحياة .
الصديق الكبير ميشال تابت الذي قال أنني أعدته الى الدراما بعد عمليته الجراحية الكبيرة حين أخذت اليه ورق " من أجل عينيها " الذي كان للOTV في بداياتها خين رفعت شعار " الويل لامة تشاهد مما لا تنتج " وذلك بطلب من المنتج زياد الشويري ونجحت في أقناعه لانه كان يعشق التمثيل ولا يحتمل البعد عنه فأنضم لمسلسل كتبه زميله جان قسيس من أجل عينيها الدراما اللبنانية .
ميشال تابت التسعيني لم ترحمه الكورونا الماكرة .
الكورونا " ما تابت " بعد ...
نبذة تناقلتها بعض الوسائل الاعلامية بدت ظالمة تحمل في سطورها بعض الغبن للراحل فركزت على عمره ( ٩٢ سنة ) ودوره النقابي الرائد وذكرت من اعماله : دوار يا زمن - ابراهيم أفندي - الطاغية وفي السينما : فتيات للقتل ولمن يغني الحب والغافلون .
هل هذا هو كل ميشال تابت ؟
لا يمكننا أختصار ميشال تابت بنبذة صغيرة أو قصيرة .
ماذا عن " اسمها لا " و" الطاغية " وثنائيته المميزة مع القديرة الفيرا يونس ؟ ماذا عن حضوره في الكوميديا والد الراحلة عند أبي اللمع في " المعلمة والاستاذ " ومع القدير ابراهيم المرعشلي في أكثر من عنوان وعمل .
والافورة مع هلا عون و...
وماذا عن قساوته الى حد الاجرام في فيلم " عذاب الامهات " مع الممثلة أمال عفيش ؟؟؟وماذا عنه في السينما اللبنانية في الحرب مثل " الممر الاخير " و" القرار " مع الكابتن فؤاد شرف الدين وغيرهما .
وماذا عن ميشال تابت رجل القانون في " خيوط في الهواء " .
وكما كان رجل القانون كان المتمرد على كل قوانين الدنيا في " صارت معي " .
ميشال تابت ايضاً بشره الكبير في مسلسل " من أجل عينيها " ومئات الادوار والشخصيات والثنائيات .
ما أسلفته ليس الا ربع مسيرة هذا الرجل الذي يمتلك هيبة تكاد تنقرض وقد شهدت على مواقف كثيرة أستذكر منها حين أتخذ قراراً في سنواته الاخيرة أن يتقاضى تعبه وأجره على النهار وأن تؤمن له شركات الانتاج سيارة تقله من البيت الى موقع التصوير ذهاباً وأيابا.
كان له ما أراد الا أن مدير الانتاج حاول التنصل في يوم من الايام من تسديد بدل أتعابه صباحاً وأجل ذلك للمساء فغادر الموقع وعطل المشاهد .
كانت كلمته كلمة فيما كلام الكثير من الممثلين أمام المنتج تختلف عن ما يقولونه في غيابه .
النقيب الحبيب وداعاً .