أكّد الرئيس فؤاد السنيورة، أن "لبنان يعاني من انهيار شديد وكبير في الثقة لدى اللبنانيين بالحكومات المتعاقبة وبرئيس الجمهورية، وكذلك بالمنظومة السياسية. ويشاركهم في قلقهم من هذا الانهيار المجتمعان العربي والدولي بنتيجة التجارب غير الناجحة التي تراكمت لديهما، والتي أدت بمجملها إلى هذا الانهيار في الثقة".
وقال في حديث إلى قناة "الجزيرة": "لقد انعكس هذا الانهيار وكان عاملا مؤثرا في التسبب بهذا الانهيار الاقتصادي والمالي والذي أدى الى انهيار نقدي وبالتالي الى خسارة الليرة اللبنانية لجزء كبير من قيمتها بحيث أصبحت تساوي أقل من 20% مما كانت عليه في مطلع شهر تشرين الاول من العام 2019. وهذا الامر انعكس بدوره على الأوضاع المعيشية لدى اللبنانيين".
ورأى السنيورة انه "تعذر التوصل إلى تأليف الحكومة الجديدة بسبب تراجع أولئك السياسيين اللبنانيين عما التزموا به تجاه الرئيس ماكرون. ذلك كان من نتيجته أن سيطرت حالة خوف كبيرة لدى اللبنانيين لما يرونه من ترد وانهيارات مستمرة، وهو بالتالي أصبح ينعكس على الأوضاع النقدية ويزيد من حدة الانهيار النقدي وتداعيات ذلك كله على الأوضاع المعيشية في لبنان.
وأردف، "ذلك بمجمله بدأ يشكل ويزيد من حدة المخاطر الوجودية التي تعصف بلبنان. هذا ما استدعى غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن يطلق هذه الاستغاثة بداية للمطالبة بتحييد لبنان، ومن ثم بعد ذلك بهذا الطرح الذي تقدم به من اجل عقد مؤتمر دولي من اجل مساعدة لبنان والإسهام في حل مشكلاته".
وعن زيارات الرئيس المكلف سعد الحريري الى الخارج وعدم تشكيل حكومته، قال السنيورة: "الرئيس الحريري قدم تشكيلته الحكومية، وذلك استنادا لأحكام الدستور اللبناني وأيضا استنادا إلى مبادئ المبادرة الفرنسية، والتي هي انطلقت أساسا استنادا إلى مطالب اللبنانيين الذين قالوا إنهم يريدون حكومة من الاختصاصيين المستقلين وغير الحزبيين، والذين هم من أصحاب الكفاءة المشهود لهم في عملهم وفي المجالات التي يمكن أن يعينوا فيها بالحكومة. وبالتالي يستطيعون عندها أن يكونوا فريق عمل متضامن ومتجانس يمكن له أن يبدأ بإجراء الإصلاحات التي طال انتظارها".
وتابع، "هناك طرفان أساسيان يضعان العراقيل في وجه تأليف هذه الحكومة. الطرف الأول، هو رئيس الجمهورية الذي هو وحسب الدستور يوقع على مرسوم التشكيل ويلعب دورا في عملية اختيار أعضاء الحكومة، ولكن ضمن القواعد التي تم التوافق عليها وهي حكومة من الاختصاصيين المستقلين غير الحزبيين. المشكلة الآن أن هم الرئيس ليس في تأليف حكومة من هذه الطبيعة، بل أن جل همه الآن هو كيف يمكن ان يضمن تحول السلطة بعد انتهاء عهده ومن ثم فهو حريص وكما يبدو الآن في أن يتولى صهره الرئاسة من بعده، وكأننا نحن نعيش في نظام يقبل التوريث. هذا نظام ديموقراطي برلماني وليس حتى نظاما رئاسيا في لبنان".
وأضاف: "الطرف الثاني الذي يضع العراقيل هو حزب الله، وهنا أرى السبب الأساس في أن هذه الزيارات التي يقوم بها الرئيس الحريري الى عدد من البلدان المعنية بلبنان، إذ لربما تسهم أو تكون وسيلة من الوسائل للتعاون إذا كان هناك من إمكانية ان يصار الى ممارسة بعض الضغوط أو الاتصالات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لماذا؟ لان حزب الله عمليا هو الذي يتلطى وراء رئيس الجمهورية وبالتالي يعمل من اجل ان لا تتألف الحكومة الجديدة من أجل ان يبقى لبنان ورقة يستطيع حزب الله ان يضعها بتصرف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز قدراتها وإمكاناتها التفاوضية مع الولايات المتحدة الأميركية الاستعصاء لدى حزب الله وإيران مسألة طويلة ولبنان لا يمكن له الانتظار هكذا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News