أخرجت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي باتت سوريا تعيشها مؤخرا، فناني سوريا عن صمتهم، في بلد لم يكن كثيرون يجرؤون على انتقاد السلطات فيه.
وانهارت الليرة السورية إلى مستويات قياسية، وارتفعت المعيشة وتكاليفها ما رمى بالكثير من السوريين تحت خط الفقر، بلا رحمة، وزاد مهمتهم بتأمين سبل العيش لأطفالهم، ولأنفسهم، تعقيدا.
وكانت أحدث الأصوات المنتقدة للأوضاع صادرة من الممثل السوري، عاصم حواط، الذي قال في مقابلة إذاعية إن "الغلاء لم يعد يحتمل، فحتى البيض الذي كان غذاء الفقير أصبح حلماً له, الأسعار ترتفع يومياً في الأسواق فماذا يأكل الفقير, لم يعد لدينا حل إلا أن نطلب من الدجاج أن يخفض سعر البيض".
وألمح حواط إلى أن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده باتت "شماعة" لتبرير الأزمات المعيشية التي بات المواطن السوري يعيشها".
وفي شباط الماضي، ظهر نجم الشاشة السورية، باسم ياخور، في مقطع فيديو خلال تجواله في أسواق العاصمة دمشق، بمحاولة لاستطلاع القدرة الشرائية لمبلغ 1000 ليرة سورية، في ظل الارتفاع الصارخ بالأسعار.
وأوضح ياخور أن "هذا المبلغ كان يكفي لتأمين احتياجات أسرة صغيرة لأيام قليلة، وأنه بات اليوم لا يكفي سوى لشراء حاجيات بسيطة ومحدودة إلى حد كبير".
"عرنوس ذرة بألف ليرة"، كانت تلك إحدى السلع التي يمكن لياخور شراءها بالمبلغ الذي يحمله.
وفي شباط أيضا، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لمنشور قيل إنه يعود للمثل السوري، وائل رمضان، قبل حذفه من حسابه.
وكان رمضان قد قال في منشوره، ، إنه "من عشر سنين كنا نقول شو هالحمير اللي راحوا بالبحر ولووو, طلعنا نحنا الحمير ومكتررررين!! يمكن ما عدت أعرف والله وتالله وبالله".
سبق ذلك تصريحات للفنان السوري، بشار إسماعيل، أثارت الجدل عندما تمنى أن "يكون مثواي جهنم"، لأن الحياة فيها بنظره أفضل من الحياة "تحت وطأة هذا البرد الهائل, وفقدان كل مقومات الحياة".
وكان غسان مسعود سباقا إلى حد ما بالتصريحات التي أدلى بها بمقابلة إذاعية، في تموز الماضي، والتي انتقد فيها الأوضاع البائسة التي باتت تخيم على حياة الشعب السوري.
وفي مقابلته، قال مسعود إن "معاناة الناس اليوم باتت "أشد بكثير من سنوات الحرب".
وأضاف أن "الناس اليوم تعيش بطريقة لا يمكن لأي أحد أن يزاود عليهم بأي شعار"، مشددا أن "اللقمة أولا ولا حدا يبيعني أي شعار".
وتابع "لا تجي على مواطن مطلوب منه يصرف بالشهر 400 ألف ليرة وهو راتبه 40 ألف, وتطالبه بشعارات وتطالبه بمواقف".
وانهارت الليرة السورية، مؤخرا، لتصل إلى مستوى 4000 ليرة أمام الدولار الأميركي الواحد في سعر الصرف الموازي.
ومع هذا التدهور لم تصدر مواقف واضحة من جانب "المصرف المركزي السوري"، بينما اتجه مسؤولون اقتصاديون في النظام السوري للحديث عن "عمليات مضاربة" كانت المسبب الرئيسي لما تشهده عملة البلاد في الوقت الحالي، حسب رؤيتهم.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفقا للأمم المتحدة، بينما تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد خلال العام الأخير. ويعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News